44 – بَابُ مَا جَاءَ فِي الأَكْلِ مَعَ الْمَمْلُوكِ وَالعِيَالِ
44 – Глава: Что сказано относительно приёма пищи вместе с невольником и семьёй.
1853 – حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يُخْبِرُهُمْ بِذَلِكَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
« إِذَا كَفَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ طَعَامَهُ حَرَّهُ وَدُخَانَهُ فَلْيَأْخُذْ بِيَدِهِ فَلْيُقْعِدْهُ مَعَهُ، فَإِنْ أَبَى فَلْيَأْخُذْ لُقْمَةً فَلْيُطْعِمْهَا إِيَّاهُ » .
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَأَبُو خَالِدٍ وَالِدُ إِسْمَاعِيلَ اسْمُهُ سَعْدٌ .
قال الشيخ الألباني : صحيح
1853 – Передают со слов Абу Хурайры (да будет доволен им Аллах), что Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«Если слуга кого либо из вас (приготовит еду,) избавив (своего хозяина) от жара (исходящего от этой еды) и его дыма,[1] пусть возьмёт его за руку и усадит вместе с собой, (чтобы тот поел), а если он откажется[2], пусть возьмёт (хотя бы) кусочек (еды) и накормит его[3]».
Абу ‘Иса (ат-Тирмизи) сказал: «Этот хадис хороший достоверный».
Этот хадис передал ат-Тирмизи (1853).
Также этот хадис передали Ахмад (2/277, 283, 409, 430), аль-Бухари (2557), Муслим (1663), Абу Дауд (3846), Ибн Маджах (3289), ад-Дарими (2074).
Шейх аль-Албани назвал хадис достоверным. См. «Сахих ат-Тирмизи» (1853), «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (264), «ас-Сильсиля ас-сахиха» (1043, 1285).
[1] То есть дыма, исходящего от огня при приготовлении этой еды.
[2] Здесь, возможно, имеется в виду как сам хозяин, так и слуга. Вероятность того, что имеется в виду хозяин, поддерживается версией этого хадиса, которая приводится от Джабира у имама Ахмада (3/346): «(Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, велел нам звать его (покушать вместе с нами), а если кто-то из нас не желает есть вместе с ним, пусть положит ему в руку кусочек еды». Иснад этого хадиса хороший. Об этом говорил хафиз Ибн Хаджар. См. «Тухфатуль-ахвази» (5/476).
[3] В версии аль-Бухари сказано: «… пусть (по меньшей мере) даст ему кусок-другой этой еды».
تحفة الأحوذي
[1853] قَوْلُهُ (عَنْ أَبِيهِ) أَيْ أَبِي خَالِدٍ الْبَجْلِيِّ الْأَحْمَسِيِّ اسْمُهُ سَعْدٌ أَوْ هُرْمُزٌ أَوْ كَثِيرٌ مَقْبُولٌ مِنَ الثَّالِثَةِ
قَوْلُهُ (ذَلِكَ) وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ بِذَلِكَ وَهَذَا اللَّفْظُ لَا وَجْهَ لذكره ها هنا كما لا يخفى (إذا كفا أحدكم) بالنصب (خادمه) يَعْنِي إِذَا قَامَ خَادِمُ أَحَدِكُمْ مَقَامَهُ فِي صُنْعِ الطَّعَامِ وَتَحَمُّلِ مَشَقَّتِهِ مِنْ كَفَاهُ الْأَمْرَ إِذَا قَامَ بِهِ مَقَامَهُ (حَرَّهُ وَدُخَانَهُ) بِالنَّصْبِ بدل من طعامه (فليأخذه بِيَدِهِ) أَيْ بِيَدِ الْخَادِمِ (فَلْيُقْعِدْهُ مَعَهُ) أَمْرٌ مِنَ الْإِقْعَادِ لِلِاسْتِحْبَابِ (فَإِنْ أَبَى) قَالَ الْحَافِظُ فَاعِلُ أَبَى يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ السَّيِّدُ وَالْمَعْنَى إِذَا تَرَفَّعَ عَنْ مُؤَاكَلَةِ غُلَامِهِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْخَادِمُ إِذَا تَوَاضَعَ عَنْ مُؤَاكَلَةِ سَيِّدِهِ وَيُؤَيِّدُ الِاحْتِمَالَ الْأَوَّلَ أَنَّ فِي رِوَايَةِ جَابِرٍ عِنْدَ أَحْمَدَ أَمَرَنَا أَنْ نَدْعُوَهُ فَإِنْ كَرِهَ أَحَدُنَا أَنْ يَطْعَمَ مَعَهُ فَلْيُطْعِمْهُ فِي يَدِهِ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ انْتَهَى (فَلْيَأْخُذْ لُقْمَةً فَلْيُطْعِمْهُ إِيَّاهَا) وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ
قَالَ الْحَافِظُ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ أَيِ اللُّقْمَةُ أَوْ لِلتَّقْسِيمِ بِحَسَبِ حَالِ الطَّعَامِ وَحَالِ الْخَادِمِ
وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ تَقْيِيدُ ذَلِكَ بِمَا إِذَا كَانَ الطَّعَامُ قَلِيلًا وَلَفْظُهُ فَإِنْ كَانَ الطَّعَامُ مَشْفُوهًا قَلِيلًا وَمُقْتَضَى ذَلِكَ أَنَّ الطَّعَامَ إِذَا كَانَ كَثِيرًا فَإِمَّا أَنْ يُقْعِدَهُ مَعَهُ وَإِمَّا أَنْ يَجْعَلَ حَظَّهُ مِنْهُ كَثِيرًا انْتَهَى
قَالَ النَّوَوِيُّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْحَثُّ عَلَى مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَالْمُوَاسَاةِ فِي الطَّعَامِ لَا سِيَّمَا فِي حَقِّ مَنْ صَنَعَهُ أَوْ حَمَلَهُ لِأَنَّهُ وَلِيَ حَرَّهُ وَدُخَانَهُ وَتَعَلَّقَتْ بِهِ نَفْسُهُ وَشَمَّ رَائِحَتَهُ وَهَذَا كُلُّهُ مَحْمُولٌ عَلَى الِاسْتِحْبَابِ انْتَهَى
قَوْلُهُ (هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ) وَأَخْرَجَهُ الشيخان وأبو داود وبن مَاجَهْ
شرح الحديث
التخريج : أخرجه البخاري (2557) واللفظ له، ومسلم (1663)
يُرشِد النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في هذا الحَديثِ إلى طريقةِ معاملةِ المملوكِ والخادِمِ، وإلى الإحسانِ إليه والعَطْفِ عليه، فأمَر هنا أن يُطعِمَه من الطعام الَّذِي يُحضِرُه لُقْمَةً أو لُقْمَتَيْنِ أو أَكْلَةً أو أَكْلَتَيْنِ؛ لأنَّه هو الَّذِي وَلِيَ عِلاجَه، أي أعدَّه وجهَّزه.
بالإضافَةِ إلى أنَّ الأكلَ مع الخادِمِ مِن التواضُعِ والتذلُّلِ وتركِ التكبُّرِ، وذلك من آدابِ المُؤمِنين وأخلاقِ المُرسَلين.
شرح الحديث
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رحيمًا رفيقًا، تظهَرُ علاماتُ رحمتِه مَعَ الحُرِّ والعبدِ، والكَبيرِ والصَّغير، والحيوانِ والجماد، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم واسعَ الرَّحمةِ مع الخَدَمِ والعَبيدِ على وجهِ الخُصوص.
فها هو النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: إذا كلَّف أحدُكم خادمَه الَّذي يقومُ على خِدمتِه أن يصنَعَ له طعامًا، ثمَّ صنَع الطَّعامَ وباشَر طَهْيَهُ ومتابعةَ طبْخِه على النَّارِ، وذاق حَرَّه، وعانى دُخَانَه، وجاء به بعد معاناةِ كلِّ تلك المشقَّةِ — فليُجلِسْ معه خادمَه ليأكُلَ معه؛ فقد تَعِبَ في إعدادِ هذا الطَّعامِ، فإنْ كان الطَّعامُ «مَشْفُوهًا»، أي: كثيرَ الشِّفاهِ حولَه، يعني أنَّ العددَ كثيرٌ، والطَّعامُ قليلٌ لا يَكفي لجلوسِ الخادمِ ليأكُلَ منه، فلْيُعطِ الخادمَ ولو جُزءًا يسيرًا مِن هذا الطَّعامِ؛ حيث إنَّه قد تحمَّلَ مشقَّةَ إعدادِ الطَّعامِ ومعاناتَه.
وفي الحديثِ: الحثُّ على الرَّحمةِ بالخَدمِ والعبيدِ.
وفيه: مشاركةُ الرَّقيقِ في الطَّعامِ والشَّرابِ.