2524 – حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
فِي الجَنَّةِ شَجَرَةٌ يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لاَ يَقْطَعُهَا وَقَالَ: ذَلِكَ الظِّلُّ الْمَمْدُودُ.
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ .
قال الشيخ الألباني : صحيح
2524 – Передают со слов Абу Са’ида аль-Худри (да будет доволен им Аллах), что Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«Есть в Раю дерево, в тени которого всадник может проскакать сто лет, (но) не (сможет) пересечь её». И (Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, также) сказал: «Это (и есть) “тень обширная”»[1]
Абу ‘Иса (ат-Тирмизи) сказал: «Этот хадис хороший редкий из хадиса Абу Са’ида». Этот хадис передал ат-Тирмизи (2524).
Также этот хадис передали аль-Бухари (6553) и Муслим (2828).
Шейх аль-Албани назвал хадис достоверным. См. «Сахих ат-Тирмизи» (2524), «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (2125), «Сахих ат-Таргъиб ва-т-тархиб» (3726).
[1] «аль-Вакъи’а», 56:30.
شرح الحديث
من المُبشِّراتِ ما كان يذكُرُه النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأُمَّتِه من نَعيمِ الجنَّةِ وما أعَدَّه اللهُ للصَّالحينَ، وهذا من تَثبيتِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأُمَّتِه لمَن خاف اللهَ واتَّقاهُ وعمِلَ الصَّالحاتِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «في الجنَّةِ شَجرةٌ»، قيل: هي طُوبى، أو سِدْرةُ المُنْتهى، أو شَجرةُ الخُلْدِ، «يَسيرُ الرَّاكبُ في ظِلِّها»، أي: يَمْشي الرَّاكبُ برَكوبَتِه في ذُراها ونَعيمها وناحيتِها، وفي روايةِ الصَّحيحينِ من حديثِ أبي سعيدٍ الخُدريِّ: «يَسيرُ الرَّاكبُ الجَوادَ المُضَمَّرَ السَّريعَ مائةَ عامٍ، لا يقطَعُها»، أي: لا يصِلُ إلى نِهايتِها مع سَيرِه هذه المدَّةِ؛ مُبالغةً في امتدادِ ظِلِّها، «وقال: ذلك الظِّلُّ المَمدودُ»، أي: فذكَرَ تَصديقَ المذكورِ في القُرآنِ في قولِه تعالى: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة: 30]؛ فالجنَّةُ كلُّها ظِلٌّ لا شمْسَ معه، وليس هو ظِلَّ الشَّمسِ، بلْ ظِلٌّ يخلُقُه اللهُ تعالى، وإلَّا فالظِّلُّ في عُرْفِ أهْلِ الدُّنيا: ما يَقِي من حَرِّ الشَّمسِ وأذاها، وقد قال تَعالى: {لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا} [الإنسان: 13]، وقد يُقال: المُرادُ بالظِّلِّ هنا ما يُقابِلُ شُعاعَ الشَّمسِ، ومنه ما بين ظُهورِ الصُّبحِ إلى طُلوعِ الشَّمسِ؛ ولذا قال تَعالى: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة: 30].
وفي الحديثِ: بَيانُ سَعةِ الجنَّةِ غيرِ المُحدودةِ.