2535 – حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ يَوْمَ القِيَامَةِ ضَوْءُ وُجُوهِهِمْ عَلَى مِثْلِ ضَوْءِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، وَالزُّمْرَةُ الثَّانِيَةُ عَلَى مِثْلِ أَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ، لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ عَلَى كُلِّ زَوْجَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَائِهَا.
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
قال الشيخ الألباني : صحيح
2535 – Передают со слов Абу Са’ида (да будет доволен им Аллах), что Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«Поистине, сияние лиц (людей из) первой группы[1], которая в День воскрешения войдёт в Рай, будет подобно луне в ночь полнолуния[2], а вторая группа[3] будет подобна самой яркой звезде на небе. У каждого мужчины из их числа будет по две жены, на каждой из которых будет семьдесят одеяний, сквозь которые будет виден костный мозг их голеней».
Абу ‘Иса (ат-Тирмизи) сказал: «Этот хадис хороший достоверный».
Этот хадис передал ат-Тирмизи (2535).
Также этот хадис передали Ахмад (3/16), ат-Тирмизи (2522, 2658), Ибн Аби Шейба (13/120), ат-Табарани в «аль-Му’джам аль-Аусат» (919), Ибн ‘Ади в «аль-Камиль» (6/2045), Абу аш-Шейх в «аль-‘Азама» (592), Абу Ну’айм в «Сыфатуль-джанна» (251), аль-Багъави в «Шарху-с-Сунна» (4374).
Шейх аль-Албани назвал хадис достоверным. См. «Сахих ат-Тирмизи» (2535), «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (2654), «Тахридж Мишкатуль-масабих» (5561), «ас-Сильсиля ас-сахиха» (1736).
Также достоверность этого хадиса подтвердили хафиз Ибн Хаджар аль-‘Аскъаляни, хафиз ас-Суюты и Шу’айб аль-Арнаут. См. «Тахридж Мишкатуль-масабих» (5/207), «аль-Джами’ ас-сагъир» (2798), «Тахкъикъ аль-Муснад» (11126).
[1] Эта группа Пророков, мир им всем. См. «Тухфатуль-ахвази» (7/202).
[2] То есть лица их будут подобны сиянию луны в ночь полнолуния. См. «Тухфатуль-ахвази» (7/202).
[3] Это – друзья Аллаха/аулияъ/ и праведники. См. «Тухфатуль-ахвази» (7/202).
شرح الحديث
[2535] قَوْلُهُ (إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ) أَيْ جَمَاعَةٍ وَهُمُ الْأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ (عَلَى مِثْلِ ضَوْءِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ) أَيْ وجوههم على مثل ضوءالقمر لَيْلَةَ الْبَدْرِ (وَالزُّمْرَةُ الثَّانِيَةُ) وَهُمُ الْأَوْلِيَاءُ وَالصُّلَحَاءُ عَلَى اخْتِلَافِ مَرَاتِبِهِمْ فِي الضِّيَاءِ عَلَى كُلِّ زَوْجَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً بِضَمِّ حَاءٍ وَتَشْدِيدِ لَامٍ وَلَا تُطْلَقُ غَالِبًا إِلَّا عَلَى ثَوْبَيْنِ (يَرَى) أَيْ يُبْصِرُ (مُخَّ سَاقِهَا) أَيْ مُخَّ عِظَامِ سَاقِ كُلِّ زَوْجَةٍ (مِنْ وَرَائِهَا) أَيْ مِنْ فَوْقِ حُلَلِهَا السَّبْعِينَ لِكَمَالِ لَطَافَةِ أَعْضَائِهَا
وثيابها
قال القارىء وَالتَّوْفِيقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَبَرِ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ من له اثنتان وَسَبْعُونَ زَوْجَةً وَثَمَانُونَ أَلْفَ خَادِمٍ بِأَنْ يُقَالَ يَكُونُ لِكُلٍّ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ مَوْصُوفَتَانِ بِأَنْ يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَائِهَا وَهَذَا لَا يُنَافِي أَنْ يَحْصُلَ لِكُلٍّ مِنْهُمْ كَثِيرٌ مِنَ الْحُورِ العين الغير البالغة إلى هذه الغلية كذا قيل والأظهر أنه تكون لكل زَوْجَتَانِ مِنْ نِسَاءِ الدُّنْيَا وَأَنَّ أَدْنَى أَهْلِ الجنة من له اثنتان وَسَبْعُونَ زَوْجَةً فِي الْجُمْلَةِ يَعْنِي ثِنْتَيْنِ مِنْ نِسَاءِ الدُّنْيَا وَسَبْعِينَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ انْتَهَى
وَقَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ قَوْلُهُ وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ أَيْ مِنْ نِسَاءِ الدُّنْيَا فَقَدْ رَوَى أَحْمَدُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا فِي صِفَةِ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً وَأَنَّ لِكُلٍّ مِنْهُمْ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً سِوَى أَزْوَاجِهِ مِنَ الدُّنْيَا وَفِي سَنَدِهِ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ وَفِيهِ مَقَالٌ
وَلِأَبِي يَعْلَى فِي حَدِيثِ الصُّورِ الطَّوِيلِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي حَدِيثِ مَرْفُوعٍ فَيَدْخُلُ الرَّجُلُ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِمَّا يُنْشِئُ اللَّهُ وَزَوْجَتَيْنِ مِنْ وَلَدِ آدَمَ
قَالَ وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ أَقَلَّ مَا لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ وَقَدْ أَجَابَ بَعْضُهُمْ بِاحْتِمَالِ أن تكون التثنية تطيرا لِقَوْلِهِ جَنَّتَانِ وَعَيْنَانِ وَنَحْوَ ذَلِكَ أَوِ الْمُرَادُ تَثْنِيَةُ التَّكْثِيرِ وَالتَّعْظِيمِ نَحْو لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ انْتَهَى مُلَخَّصًا
قُلْتُ رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُورَتُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ الْحَدِيثَ وفيه ولكل وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ
وَرَوَاهُ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ وَفِيهِ وَلِكُلِّ امْرِئٍ زَوْجَتَانِ أَيْ مِنْ نِسَاءِ الدُّنْيَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ فَإِنَّ الرِّوَايَاتِ يُفَسِّرُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَالظَّاهِرُ أَنَّ أَقَلَّ مَا لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ كَمَا قَالَ الْحَافِظُ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ
قَوْلُهُ (هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ) وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ
يَصِفُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أهلَ الجنَّةِ جميعًا بالحُسنِ والجمال، وأنَّهم يَتفاوَتونَ في ذلك حسَبَ درجاتِهم وأعمالهم؛ فأوَّلُ طائفةٍ تدخُلُ الجنَّةَ كالقمرِ ليلةَ البدر، وهي ليلةُ الرَّابعَ عشرَ حين تكمُل استدارتُه، ويَتِمُّ نورُه، فيكون أكثرَ إشراقًا، وأعظَمَ حُسنًا وبهاءً. أمَّا الطَّائفةُ الثَّانية، فإنَّها تُشبِهُ في صورتِها أقْوى الكواكبِ نورًا وضياءً. أمَّا صِفاتُهم النَّفسيَّة والخُلقيَّةُ، فهم كما وصَفَهم صلَّى الله عليه وسلَّم: على قَلْبِ رجُلٍ واحد، أي: في غايةِ الاجتماعِ والاتِّفاق، حتَّى كأنَّ قلوبَهم جميعًا قلبٌ واحد، لا اختِلافَ بينهم ولا تباغُضَ، أي: إنَّ نفوسَهم صافيةٌ نقيَّة خاليةٌ مِن العداوة والبَغضاء، عامرةٌ بالحبِّ والمودَّة. لكلِّ امرئٍ منهم زوجتانِ، أي: لكلِّ واحدٍ منهم زَوجتانِ، يُرى مُخُّ ساقِها مِن وراءِ اللَّحمِ مِن الحُسن؛ فهي- لِصفاء جسدِها، ورقَّة بَشَرَتِها- جِسمٌ شفَّاف ِيَكشِفُ عمَّا بداخِلِه، فيَرى النَّاظرُ إليها مُخَّ عظامِ ساقِها مِن وراءِ لحمِها. يُسبِّحونَ اللهَ بُكرةً وعشيًّا، أي: في أوَّل النَّهار وآخِرِه، والمراد أنَّهم يُسبِّحونَ في وقتهما، وإلَّا فلا بُكرةَ ثمَّةَ ولا عشيَّةَ. أمَّا هذا التَّسبيحُ، فإنَّه ليس عن تكليف؛ وإنَّما يُلهَمونَه كما يُلهَمونَ النَّفَسَ. لا يَسقَمونَ، أي: لا يَمرَضونَ فيها، ولا يَمْتخِطونَ ولا يَبصُقونَ؛ لأنَّ اللهَ طهَّرَ أهلَ الجنَّةِ مِن هذه الأقذارِ، آنيتُهم الذَّهبُ والفِضَّة، أي: بعضُ أوانيهم فضِّيَّةٌ، وبعضُها ذهبيَّةٌ، وأمشاطُهم الذَّهبُ، أي: مِن الذَّهب الخالِص، وَقُودُ مَجَامِرِهم الأَلُوَّةُ؛ يعني أنَّ بَخُورَهم الذي تتَّقدُ به مجامرُهم هو العُودُ الهنديُّ، الذي هو مِن أطيبِ الطِّيبِ وأَزكى البَخور.