13 – بَابُ مَا جَاءَ فِي صَفِّ أَهْلِ الجَنَّةِ
13 – Глава: Что сказано о рядах обитателей Рая.
2546 – حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ الطَّحَّانُ الكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:
« أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ ثَمَانُونَ مِنْهَا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ وَأَرْبَعُونَ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ ».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَقَدْ رُوِىَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- مُرْسَلاً وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ ، وَحَدِيثُ أَبِى سِنَانٍ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ حَسَنٌ. وَأَبُو سِنَانٍ اسْمُهُ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ وَأَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِىُّ اسْمُهُ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ وَهُوَ بَصْرِىٌّ وَأَبُو سِنَانٍ الشَّامِىُّ اسْمُهُ عِيسَى بْنُ سِنَانٍ هُوَ الْقَسْمَلِىُّ.
قال الشيخ الألباني : صحيح
رواه أحمد (5/355 و361) ، والدارمي (2835) ، والترمذي (2546) ، وابن ماجه (4289) ، وابن حبان (7459 و7460) ، والحاكم (1/82) ، والبيهقي في « كتاب البعث والنشور » ، والطبراني في « معجم الكبير » عن ابن عباس (10682) وابن مسعود (10350 و10398) ، وفي « معجم الأوسط » عن أبي موسى (1301) .
قال الترمذي: « حديث حسن » .
وقال الحاكم: « صحيح على شرط مسلم » ووافقه الذهبي .
قال الشيخ الألباني في « تخريج مشكاة المصابيح » (5569) : إسناده صحيح
قال الشيخ الألباني في « صحيح الجامع الصغير » (2526) : صحيح
2546 – Передают со слов Ибн Бурайды, что его отец (Бурайда ибн аль-Хусайб, да будет доволен им Аллах,) сказал:
«Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал: “Обитатели Рая (заполнят) сто двадцать рядов, из них восемьдесят рядов займёт эта (мусульманская) община, а сорок — остальные общины”».
Абу ‘Иса (ат-Тирмизи) сказал: «Этот хадис хороший».
Также этот хадис передали Ахмад (5/355, 361), ад-Дарими (2835), Ибн Маджах (4289), Ибн Хиббан (7459, 7460), аль-Хаким (1/82), ат-Табарани в «аль-Му’джам аль-Аусат» (2/168, 8/232) и аль-Байхакъи в книге «аль-Ба’с ва-н-нушур».
Аль-Хаким сказал: «Достоверный хадис, соответствующий условиям Муслима», и с ним согласился аз-Захаби.
Шейх аль-Албани назвал хадис достоверным. См. «Сахих ат-Тирмизи» (2546), «Сахих Ибн Маджах» (3481), «Тахридж Мишкатуль-масабих» (5569), «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (2526).
Также достоверность этого хадиса подтвердили Ибн аль-Къаййим, Ибн Хаджар аль-‘Аскъаляни, ас-Суюты, Мукъбиль ибн Хади, Шу’айб аль-Арнаут. См. «Хади аль-арвах» (113), «Тахридж Мишкатуль-масабих» (5/211), «аль-Джами’ ас-сагъир» (2747), «ас-Сахих аль-Муснад» (156), «Тахридж Сахих Ибн Хиббан» (7460).
شرح الحديث
كرَّم اللهُ سبحانه وتعالى الأمَّةَ الإسلاميَّةَ وأحسَن إليها فضْلًا منه ورحْمةً، وتكرِيمًا لنَبيِّه، فجعَلها أكثَرَ الأُمَمِ دُخولًا للجنَّةِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: «أهْلُ الجنَّةِ عِشرون ومِئةُ صَفٍّ، ثَمانون منها مِن هذه الأمَّةِ»، أي: ثَمانون صفًّا مِن أمَّةِ الإسلامِ، «وأربعون مِن سائِرِ الأُمَمِ»، أي: أربعون صفًّا مِن باقي الأمَمِ، فيَزِيدُ بذلك عدَدُ أمَّةِ الإسلامِ عن النِّصفِ فيَصِلُ إلى الثُّلثينِ مِن جملَةِ الصُّفوفِ الَّتي تدخُلُ الجنَّةَ؛ كرامَةً مِن اللهِ سبحانه وتعالى لهذه الأمَّةِ، وقيل: الثَّمانون صَفًّا تُساوي الأربعين صفًّا، فتكونُ الأُمَّةُ حينَئذٍ نِصْفَ العدَدِ، وإنْ زادَتْ في الصُّفوفِ كما رجَا النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ذلك للأمَّةِ؛ كما في حديثٍ آخَرَ، ولكنَّ الظَّاهرَ مُساواةُ الصُّفوفِ لبعْضِها، وقيل: رَجاءُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُحتَملُ أنَّه رَجا النِّصفَ، فزادَه اللهُ أكثَرَ ممَّا أرادَ؛ فضْلًا منه سبحانه وتعالى.
وفي الحديثِ: بيانُ فَضلِ اللهِ سبحانَه وتعالَى على أُمَّةِ الإسلامِ.
قَوْلُهُ (أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ) أَيْ قَدْرُهَا أَوْ صُوِّرُوا صُفُوفًا (ثَمَانُونَ) أَيْ صَفًّا (مِنْهَا) أَيْ مِنْ جُمْلَةِ الْعَدَدِ (مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ) أَيْ كَائِنُونَ مِنْ هذه الأمة (وأربعون) أي صفا (عن سَائِرِ الْأُمَمِ) وَالْمَقْصُودُ بَيَانُ تَكْثِيرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَأَنَّهُمْ ثُلُثَانِ فِي الْقِسْمَةِ
قَالَ الطِّيبِيُّ فَإِنْ قُلْتَ كَيْفَ التَّوْفِيقُ بَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ مَا وَرَدَ مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرْنَا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرْنَا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الثَّمَانُونَ صَفًّا مُسَاوِيًا فِي الْعَدَدِ لِلْأَرْبَعَيْنِ صَفًّا وَأَنْ يَكُونُوا كَمَا زَادَ عَلَى الرُّبُعِ وَالثُّلُثِ يَزِيدُ عَلَى النِّصْفِ كَرَامَةً لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَقَالَ الشَّيْخُ عَبْدُ الْحَقِّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي اللُّمَعَاتِ لَا يُنَافِي هَذَا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ لِأَنَّهُ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ رَجَاؤُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ ثُمَّ زِيدَ وَبُشِّرَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِالزِّيَادَةِ بَعْدَ ذَلِكَ
وَأَمَّا قَوْلُ الطِّيبِيِّ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الثَّمَانُونَ صَفًّا مُسَاوِيًا لِأَرْبَعَيْنِ صَفًّا فَبَعِيدٌ لِأَنَّ الظَّاهِرُ مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ أَنْ يَكُونَ الصُّفُوفُ مُتَسَاوِيَةً وَاَللَّهُ أَعْلَمُ انْتَهَى