201 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيَّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى النَّاسِ فِي الْمَوْسِمِ، فَيَقُولُ: « أَلَا رَجُلٌ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ، فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي » .
قال الشيخ الألباني : صحيح
201 – Сообщается, что Джабир ибн ‘Абдуллах (да будет доволен им Аллах) сказал:
«В сезон (хаджа в Мекке,) Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, представлял себя людям и говорил: “Есть ли (среди вас) человек, который отведёт меня к своему народу, ибо эти курайшиты помешали мне донести до людей речь моего Господа!?”» Этот хадис передал Ибн Маджах (201).
Также этот хадис передали Ахмад (3/390), аль-Бухари в «Хальк аф’аль аль-‘ибад» (66, 157), Абу Дауд (4734), ат-Тирмизи (2925), ан-Насаи в «Сунан аль-Кубра» (7727), ад-Дарими (3354), ат-Табарани в «аль-Му’джам аль-Аусат» (7/59), Ибн Мандах в «ат-Таухид» (2/113), Ибн ‘Абдуль-Хади в «Хидаятуль-инсан» (1/239/2).
Ат-Тирмизи сказал: «Хадис редкий, достоверный».
Шейх аль-Албани назвал хадис достоверным. См. «Сахих Ибн Маджах» (167), «ас-Сильсиля ас-сахиха» (1947).
Также достоверность хадиса подтвердили шейхуль-Ислам Ибн Таймиййа, имам аз-Захаби, шейх Мукъбиль. См. «Маджму’уль-фатава» (12/53), «Маджму’ату-р-расаиль валь-масаиль» (3/380), «Тарих аль-Ислам» (1/282), «ас-Сахих аль-Муснад» (224, 264).
شرح الحديث
التخريج : أخرجه أبو داود (4734)، والترمذي (2925) واللفظ له، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (7727)، وابن ماجه (201)، وأحمد (15192)
كانتِ العربُ يَحُجُّون بيتَ اللهِ زمَنَ الجاهليَّةِ، وقَبلَ مَبعَثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالرِّسالةِ، وقد كان مَوسِمُ الحجِّ مُناسِبًا لِتَبليغِ دعوةِ الحقِّ إلى كلِّ النَّاسِ المُجتمِعةِ فيه.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضِي اللهُ عنهما: «كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَعرِضُ نفْسَه بالموقفِ»، وفي روايةٍ: «يَعرِضُ نفسَه على النَّاسِ في الموسِمِ»، أي: يَظهَرُ للحُجَّاجِ، فيَقولُ لهم: «ألَا رَجُلٌ يَحمِلُني إلى قَومِه»، أي: يُهاجِرُ به إلى قَومِه، فيُعْطونه مِن العِزَّةِ والمنَعةِ الَّتي يَقومُ معَها بأمرِ الدَّعوةِ وتَبْليغِ الرِّسالةِ؛ «فإنَّ قُريشًا قد منَعوني أن أُبَلِّغَ كلامَ ربِّي»، أي: وإنَّ قُريشًا وأكابِرَها لم يَقبَلوا الدَّعوةَ ومنَعوه مِن تَبليغِها إلى النَّاسِ بينَهم، وكان هذا هو السَّببَ في طلَبِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مِن الحَجيجِ أن يَحمِلوه ويُؤمِنوا به وبِرسالتِه، ثمَّ يَدْعوا قومَهم إلى الإيمانِ والقِيامِ بحمايةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ودعوتِه.
وفي رِوايةٍ: «فأَتاه رجُلٌ مِن هَمْدانَ، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: ممَّن أنت؟ فقال الرَّجلُ: مِن هَمْدانَ، قال: فهَل عِندَ قَومِك مِن منَعةٍ؟ قال: نعَم، ثمَّ إنَّ الرَّجُلَ خَشِي أنْ يَخفِرَه قومُه، فأتَى رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فقال: آتيهِم، فأُخبِرُهم، ثمَّ آتيك مِن عامِ قابِلٍ، قال: نعَم، فانطلَق، ثمَّ جاء وَفْدُ الأنصارِ في رجَبٍ»، أي: في شهرِ رجبٍ، وقَبلَ أن يأتِيَه الهَمْدانيُّ.
وفي الحديثِ: بيانُ ما كان مِن شدَّةِ الإيذاءِ الَّتي يَلْقاها النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في الدَّعوةِ إلى اللهِ تعالى.
وفيه: بيانُ ما كان عِندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مِن حِرصٍ على تَبليغِ الدَّعوةِ والأخْذِ بالأسبابِ.