Хадис: «Правдивый, честный торговец будет (в Раю) среди пророков,
праведников и шахидов».
Со слов Абу Са’ида аль-Худри, да будет доволен им Аллах, сообщается, что Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
التَّاجرُ الصَّدوقُ الأمينُ معَالنَّبيِّينَ والصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ
«Правдивый, честный торговец будет (в Раю) среди пророков, праведников и шахидов».
ат-Тирмизи (1209), ад-Дарими (2539), ад-Даракъутни (291).
Достоверность хадиса подтвердили имамы Абу ‘Иса ат-Тирмизи, Ибн Таймиййа, аз-Захаби, аль-Албани. См. «Сахих ат-Таргъиб ва-т-тархиб» (1782-1783).
شرح الحديث الشريف — الترغيب والترهيب — الدرس (094-116) : كتاب البيوع وغيرها — ترغيب التجار في الصدق وترهيبهم من الكذب والحلف وإن كانوا صادقين -1
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1997-11-02
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
التاجر عندما يحقق للإنسان سلعة جيدة بسعر معتدل وبمعاملة طيبة يكون مع النبيين:
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(( التاجر الصدوق ))
الصدوق غير الصادق، الصدوق صيغة مبالغة، شديد الصدق، كثير الصدق.
(( التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء ))
باع، واشترى، وربح، مع النبيين والصديقين والشهداء، لأن حاجة الإنسان الأساسية بعد وجوده رزقه، يكسب المال، وينفق المال، فإذا اشترى سلعة، وكانت هذه السلعة جديدة بسعر معتدل شعر أنه حقق مكسباً كبيراً.
هناك شيء في علم النفس أنت لا تشتري شيئاً إلا بحالة واحدة، إلا إذا رأيت هذا الشيء أثمن من المال الذي دفعته، وأنت لا تبيع شيئاً إلا إذا رأيت المال الذي تأخذه أثمن من هذه السلعة التي تبيعها، هذه حالة نفسية.
فالإنسان يجتهد أن السلعة جيدة، أحياناً تدخل طرق الغش بشكل مخيف، نحن مقبلون على فصل الشتاء، أحياناً هناك جوارب صوف، ثمن الزوج مئتا ليرة، أو مئة وخمسون، أحياناً يكون الخيط سيئاً جداً، بعض الألبسة الكاسدة تفرم ويغزل منها خيوط، هذه السلعة تستعملها أسبوعين ثلاثة تنتهي، دفعت ثمن نوع جيد أخذت نوعاً سيئاً، تتألم لأن الثمن لا يتناسب مع السلعة.
فالتاجر عندما يحقق للإنسان سلعة جيدة بسعر معتدل، بمعاملة طيبة، هذا يكون قد حقق هدفاً كبيراً للإنسان.
الصدق والأمانة من لوازم الإيمان:
قلت لكم في الدرس الماضي: إن أكبر قطر إسلامي «إندونيسيا» يساوي سكانه العالم العربي كله، تمّ إسلامه عن طريق التجار، فالتاجر عندما يكون صادقاً، و أميناً، ويقدم السلعة الجيدة بالسعر المناسب هذا إنسان داعية، هذه دعوة، الصدق دعوة، والأمانة دعوة، والإتقان دعوة، وعدم الكذب دعوة، وكشف العيب دعوة، والتساهل دعوة، فيمكن أن تكون داعية وأنت صامت.
فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول:
(( التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء ))
فأنت ألغِ الأمانة والصدق انتهى المجتمع، و عندما تحقق الأمانة والصدق نصبح في أعلى عليين، أكثر مشاكلنا من الكذب، والغش، والتدليس، والخيانة.
إذاً: لو توافق الصدق والأمانة مع ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام لأصبحنا في أعلى عليين:
(( أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ))
من لوازم الإيمان الصدق والأمانة، يؤتمن على الملايين، فصار التاجر الصدوق.
التاجر عندما يحقق الأخلاق العالية في بيعه و شرائه يصبح داعية إلى الله تعالى:
الحقيقة الحديث محير، أن الإنسان باع واشترى وربح في مصاف الأنبياء والصديقين والشهداء ماذا فعل ؟ حقق للناس مصالحهم، أنت جرب هذه الخطة مع مؤمن تشتري منه وأنت مرتاح، لا يوجد غدر، لا يوجد غش، تسلم له، أراحك من معركة، الآن الحياة معارك، شراء حاجة معركة، تحتاج إلى خبراء لأن هناك مطبات كبيرة، و ألغام كثيرة، فيمكن أن تشتري سيارة سيئة جداً، فيها عيب كبير و البائع أخفى عنك العيب، شعرت أنه غبنك أو سرقك، فالغبن مؤلم جداً، فأنت مع تاجر مؤمن ترتاح، يربح عليك دون أن يغشك، دون أن يغدر بك، وعندما يحقق التاجر هذه الأخلاق العالية صار داعية.
الحقيقة ماذا ينقصنا الآن، كمعلومات موجودة، والكتب موجودة أيضاً، ينقصنا إنسان مسلم لا يكذب أبداً، أمين لا يغش أبداً، وجود هذا المسلم هو الذي يوسع دائرة المسلمين، وافتقاد هذا المسلم هو يجعل الناس يخرجون من دين الله أفواجاً.
المؤمن كماله صارخ و استقامته صارخة:
الآن انظر أي إنسان ليس فيه دين متعلق بحادثة أن فلاناً غشني، هو كذاب ويصلي، أكثر المتفلتين يتفقون على حالة خيانة أو كذب للمسلم فهم مرتاحون، الدين باطل وأخلاق المؤمنين سيئة جداً، يكذبون، ويغشون، والكافر عندما يجد مسلماً يغش، أو يكذب، أو يخون، تثبت له أنت كفره، يعتقد أنه هو على صح.
﴿ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ﴾
بما أن الكافر يجد من المسلم معاملة سيئة يتشبث بكفره، يتأصل الكفر عنده، يقول لك: أنا الصح، وهؤلاء غير صح، وعندما أنت تعامل الكافر معاملة كاملة تحرجه، تدعه يختل توازنه، هذا المؤمن، المؤمن علم، المؤمن كماله صارخ، المؤمن يلفت النظر باستقامته، لا يكذب أبداً، ولو كان الكذب سهلاً ويجلب له خيراً كثيراً.
إذاً يرتقي التاجر إلى مستوى أن يحشر مع النبيين والصديقين والشهداء، لا لأنه باع، واشترى، وربح، بل لأنه كان داعية إلى الإسلام، لأنه كان مسلماً عملياً، لأنه دعا دعوة عملية، والناس لا يصدقون آذانهم يصدقون عيونهم.
(( التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة ))
وهناك رواية أخرى:
(( التاجر الصدوق الأمين المسلم مع الشهداء يوم القيامة ))
الإسلام شرط من شروط التاجر الصدوق الأمين:
قد تجد تاجراً بعيداً عن الإسلام، هو بذكائه يعامل الناس معاملة طيبة، لكن هذا لا ينطلق من عبادة، ولا من طاعة لله عز وجل، مصلحته تقتضي أن يكون مستقيماً، وهذا شان أكثر الشركات الأجنبية، مصلحتها المادية تقتضي أن تستقيم، أن تكون صادقة، أن يكون عملها متقناً، لكن هذه الشركات أحياناً تنتكس فجأة، لأن هذا العمل لا ينطلق من إيمان، ولا من طاعة، ولا من عبادة، ينطلق من سلوك ذكي، فلذلك قد ينتكس هذا الإنسان، هنا جاء قيد جديد أن يكون مسلماً.
(( التاجر الصدوق الأمين المسلم مع الشهداء يوم القيامة ))
هذه رواية ابن عمر.
وروي عن أنس رضي الله عنه قال، قال عليه الصلاة والسلام:
(( التاجر الصدوق تحت ظل العرش يوم القيامة ))
الحقيقة الإسلام، أو المسلمون يشبهون أسرة، كل واحد له دور، هناك خطيب مسجد، و طبيب، و مهندس، و تاجر، و صناعي، و موظف، الإسلام يقبل هؤلاء جميعاً، ويرقى بهؤلاء جميعاً، ولهؤلاء جميعاً مكانة علية عند الله، لا يوجد تفاوت بينهم، أنت تحتاج إلى من يعلمك، المدرس، وإلى من يبني لك بيتاً، المهندس، وإلى من يعالجك، الطبيب، وإلى من يربي أولادك، المدرس، وإلى من يبيعك سلعة جيدة بسعر معتدل، التاجر، فصار التاجر سد ثغرة، والمعلم سد ثغرة، والطبيب سد ثغرة، والمهندس سد ثغرة، معنى هذا نحن أسرة، كل إنسان له أجر، وله مكانة عند الله بحسب إتقانه لعمله، ومعاملته الطيبة للآخرين.
كل إنسان أتقن عمله وعبد الله عز وجل فهو فالح، وهو في أعلى عليين، كل إنسان له دور، هذه نقطة دقيقة جداً، النقطة تجعل الإنسان يتفانى بإتقان عمله، والإخلاص في عمله، وخدمة المسلمين.
قديماً التاجر عندما يفتح دكانه يقول: نويت خدمة المسلمين، انقلب عمله إلى عبادة، يفتح المحل ويشتري ويبيع، إن هؤلاء المسلمين أحباب الله، فأنت إذا بعتهم سلعة جيدة بسعر معتدل حققت لهم مصالحهم، فالله عز وجل مع هؤلاء، ينصرهم دائماً.
كل إنسان له أجر عند الله تعالى بحسب إتقانه لعمله ومعاملته الطيبة:
أنا فيما أذكر قبل خمسين سنة كان التاجر شخصاً مهماً جداً، كان شخصاً أخلاقياً، لا يبيع دينه و لو اختلف السعر برقم كبير، باعَ باع، اشترىَ اشترى، لا يغش أبداً، لا يكذب أبداً، فتجد أن التاجر أحد أركان المجتمع، ركن كبير، الآن الشراء والبيع معركة، عملية لغم، وعملية مشادة وصراع تحتاج لخبراء لكل مصلحة، لوجود الغش، والتدليس، والكذب، وبعدها كل إنسان يبيع ويشتري، بشكل أو بآخر تاجر، قد يكون احترافه التجارة، وقد يكون المال تجارة دون أن يكون تاجراً، فلابد من الصدق والأمانة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( إن التاجر إذا كان فيه أربع خصال طاب كسبه إذا اشترى لم يذم، وإذا باع لم يمدح ولم يدلس في البيع ولم يحلف فيما بين ذلك ))
لا يوجد ذم عند الشراء، ولا مدح عند المبيع، ولا تدليس، ولا حلف إيمان كاذبة.
وقد روى الأصفهاني والبيهقي عن معاذ بلفظ آخر:
(( إِنَّ أَطْيَبَ الْكَسْبِ كَسْبُ التُّجَّارِ الَّذِينَ إِذَا حَدَّثُوا لَمْ يَكْذِبُوا وَإِذَا ائْتُمِنُوا لَمْ يَخُونُوا وَإِذَا وَعَدُوا لَمْ يُخْلِفُوا وَإِذَا اشْتَرُوا لَمْ يَذِمُّوا وَإِذَا بَاعُوا لَمْ يُطْرُوا وَإِذَا كَانَ عَلَيْهِمْ لَمْ يَمْطُلُوا وَإِذَا كَانَ لَهُمْ لَمْ يُعَسِّرُوا))
إذا حدث لم يكذب، وبعض التجار لا يصدقون أبداً، كذب بشكل فاضح، يحلف أيماناً أن الرأسمال أعلى، وهو في الوقت نفسه ربحان مئة بالمئة، إذا حدث لم يكذب، وإذا وعد لم يخلف وإذا ائتمن لم يخون، وإذا اشترى لم يذم، وإذا باع لم يمدح، وإذا كان عليه لم يماطل، وإذا كان له لم يعسر، لو طبق التجار هذه الصفات، هذه الأخلاق لكانوا في حال غير هذه الحال.
من شروط التجارة الصدق والأمانة وعدم الإخلاف بالوعد والدفع في الوقت المناسب:
الذي يحدث أن التاجر يستغل جهل الشاري، يغشه، يبيعه، و بالمقابل يقف موقفاً مهيناً أمام موظف ما، هذه المعاملة السيئة، أنت النقطة الدقيقة، أنت حينما لم تتقِ الله في معاملتك لعباد الله يسخر من عباده من يخيفك، ومن يجعل فرائصك ترتعد منه، إنسان لا يخاف الله وحده، الله أجل وأكرم أن يخيفه من إنسان لا يخوفه.
مرة قال لي شخص: ركبي ترجف، لأن المخالفة تقدر بشهرين في السجن، إنسان بسيط جداً يقول له: أعطني هويتك.
فأنت عندما لا تخاف من الله أثناء معاملتك للزبائن، لا يهمك، تستغل جهله.
(( غبن المسترسل حرام ))
تستغل جهل الشاري، تبيعه سلعة غالية بمواصفات سيئة، طبعاً الله يدافع عن هذا الإنسان.
بموقف آخر تجد حالك بموقف صعب جداً أمام موظف، فإذا الإنسان لم يخف من الله في كل أوقاته الله أجلّ وأكرم من أن يخيفه.
هذا الحديث:
(( إِنَّ أَطْيَبَ الْكَسْبِ كَسْبُ التُّجَّارِ الَّذِينَ إِذَا حَدَّثُوا لَمْ يَكْذِبُوا وَإِذَا ائْتُمِنُوا لَمْ يَخُونُوا وَإِذَا وَعَدُوا لَمْ يُخْلِفُوا وَإِذَا اشْتَرُوا لَمْ يَذِمُّوا وَإِذَا بَاعُوا لَمْ يُطْرُوا وَإِذَا كَانَ عَلَيْهِمْ لَمْ يَمْطُلُوا وَإِذَا كَانَ لَهُمْ لَمْ يُعَسِّرُوا))
فكل إنسان له علاقة بالتجارة، أو له علاقة بالبيع والشراء، الصناعي أيضاً تاجر، يصنع البضاعة ليبيعها، مع الصناعة يوجد تجارة، والمزارع أيضاً تاجر، يزرع ليبيع بضاعته، فالبيع والشراء أوسع نشاط، هناك صناعة، وهناك زراعة، وهناك تجارة، فالصناعة تنتهي إلى التجارة، والزراعة تنتهي إلى التجارة، والتجارة أساسها البيع والشراء.
فأوسع نشاط للإنسان هو البيع والشراء، وأهم ما في هذا البيع الصدق، والأمانة، وعدم الإخلاف بالوعد، وعدم المدح الكاذب، أو الذم الكاذب، والدفع في الوقت المناسب.