948 — « أَفْضَلُ النَّاسِ كُلُّ مَخْمُومِ القَلْبِ، صَدُوقُ اللِّسَانِ ، قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ ؟ قَالَ: التَّقِيُّ النَّقِيُّ ، لاَ إِثْمَ فِيهِ ، وَ لاَ بَغْيَ، ، وَ لاَ غِلَّ ، وَ لاَ حَسَدَ » .
___________________________________
قال الشيخ الألباني في « السلسلة الصحيحة » 2 / 669 :
رواه ابن ماجه ( 4216 ) و ابن عساكر ( 17 / 29 / 2 ) من طريقين عن يحيى بن حمزة حدثني زيد بن واقد عن مغيث بن سمي الأوزاعي عن عبد الله بن عمرو قال: « قيل : يا رسول الله أي الناس أفضل ؟ قال : كل مخموم … » .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات .
Шейх аль-Албани в «ас-Сильсиля ас-сахиха» (2/669) сказал:
— Его передали Ибн Маджах (4216), Ибн ‘Асакир (18/29) … от ‘Абдуллаха ибн ‘Амра, да будет доволен ими обоими Аллах, который сказал: «(Однажды люди) спросили: “О Посланник Аллаха, какие люди являются наилучшими?” Он ответил: “Всякий, у кого вычищенное …”».
Я (аль-Албани) говорю:
— Этот иснад достоверный, передатчики его надёжные…
Ибн ‘Асакир привёл дополнение: «(Люди) сказали: “О Посланник Аллаха, а кто после него?” Он ответил: “Тот, кто ненавидит этот мир и любит будущую жизнь”. Они сказали: “Мы не знаем среди нас подобного никого, кроме Рафи’а – вольноотпущенника Посланника Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует”. (Затем) они спросили: “А кто после него? Он ответил: “Верующий с благим нравом”».
___________________________
См. также «Сахих ат-Таргъиб ва-т-тархиб» (2889), «Сахих Ибн Маджах» (3416), «Тахридж Мишкатуль-масабих» (5149).
—
سلامةُ القلبِ وصِدقُ اللِّسانِ من أجلِّ الصِّفاتِ التي ينبغي أن يَتحلَّى بها المسلمُ، وهي مِن الصِّفاتِ التي يَتفاضَلُ فيها الناسُ، وهي مِن أعظمِ أسبابِ دخولِ الجَنَّةِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عَمرٍو رَضي اللهُ عنهما: «قيل لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ تعالى علَيه وسلَّم: أيُّ النَّاسِ أفضَلُ؟»، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: «كلُّ مَخْمومِ القلبِ»، أي: سَليمِ القَلبِ نَظيفِه، وهو مِن تَخميمِ البَيتِ، أي: كَنْسِه وتَنظيفِه، والمعنى: أن يكونَ قلبُه نَظيفًا خاليًا مِن سيِّئِ الأخلاقِ، «صَدُوقِ اللِّسانِ»، أي: لسانُه مُبالِغٌ في الصِّدقِ، فيَحصُلُ بذلك المطابقَةُ بين تَحسين اللِّسانِ وطهارةِ القَلبِ، فيَخرُجُ عن كوْنِه مُرائيًا.
فقال الصَّحابةُ رَضي اللهُ عنهم: «صَدوقُ اللِّسانِ نَعرِفُه، فما مَخمومُ القلبِ؟»، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: «هو التَّقيُّ»، أي: الخائفُ مِن اللهِ في سرِّه وعلَنِه، والمُراقِب له في كلِّ أعمالِه، «النَّقيُّ»، أي: نقيُّ القلبِ، وطاهِرُ الباطِنِ، «لا إثْمَ فيه»، وفي روايةٍ: «لا إثْمَ عليه»، أي: لا يوجَدُ به سوءٌ مِن الحِقدِ والغِلِّ، فإنَّه مَحفوظٌ بحِفظِ اللهِ وعِنايتِه، وقولُه: «ولا بغْيَ» أي: لا ظُلمَ فيه ولا مَيلَ عن الحقِّ، «لا غِلَّ» أي: لا حِقدَ، «ولا حسَدَ»، أي: ولا يتمنَّى زوالَ نِعمةِ الغيرِ.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على سَلامةِ الصُّدورِ والقلوبِ مِن الصِّفاتِ الخبيثةِ؛ كالغِلِّ والحِقدِ والحسَدِ، وغيرِ ذلك.
وفيه: أنَّ اللهَ سبحانه يَنظرُ إلى القلوبِ والأعمالِ، فيُجازي على ما يَطَّلِعُ عليه في قلبِ عبده مِن الإحسانِ أو غيرِه.