—
2167 – حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّ، نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى »، وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ.
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين
2167 – Сообщается, что Ибн ‘Аббас, да будет доволен Аллах ими обоими, сказал: «(Однажды) Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал: “Никому не следует говорить, что я лучше, чем Юнус ибн Матта”,[1] упомянув наряду с (Юнусом) и имя его отца». Этот хадис передал имам Ахмад (1/242, 254, 342, 348). 1/242
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين
Также этот хадис приводят аль-Бухари (3413, 7539), Муслим (2377), Абу Дауд (4699), ат-Таялиси (2650), ат-Табарани в «аль-Му’джам аль-Кабир» (12753), ат-Тахави в «Шарх ма’ани аль-асар» (7114) и «Шарх Мушкиль аль-асар» (1/446).
Шейх аль-Албани назвал хадис достоверным. См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (7796).
Шу’айб аль-Арнаут сказал: «Его иснад достоверный в соответствии с условиями аль-Бухари и Муслима». См. «Тахридж аль-Муснад» (2167).
[1] То есть не следует отдавать мне предпочтение перед Юнусом только для того, чтобы принизить его. См. «Мухтасар Сахих аль-Бухари», № 1362.
—
شرح الحديث
قال اللهُ تعالَى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [البقرة: 253]؛ فليس لِبشَرٍ أنْ يُفاضِلَ بيْن أنبياءِ اللهِ عزَّ وجلَّ إلَّا بما فضَّلَ اللهُ به بَعْضَهم على بعْضٍ.
وفي هذا الحَديثِ ينَهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُسلِمينَ أنْ يَمتَدِحَه أحَدُهم، أو أنْ يُفضِّلَه على نَبيِّ اللهِ يُونسَ بنِ مَتَّى علَيه السَّلامُ، وإنَّما خَصَّ يونُسَ؛ لأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لم يَذْكُرْه في جُملةِ أُولي العَزْمِ مِن الرُّسُلِ، والحديثُ يدُلُّ على مَعنى التَّواضُعِ؛ لأنَّ يونُسَ دونَ غَيرِه مِن الأنبياءِ مِثلَ إبراهيمَ ومُوسى وعِيسى، يُريدُ إذا كُنتُ لا أُحِبُّ أنْ أُفَضَّلَ على يُونسَ، فكيف غَيرُه ممَّن هو فَوقَه مِن أُولي العَزْمِ مِن الرُّسُلِ؟!
وغايةُ ما في الأمرِ أنَّ اللهَ لَمَّا ذَكَرَ أُولي العَزْمِ مِن الرُّسُلِ، أَثْنى على صَبْرِهم، وذَكَرَ النَّبيَّ يُونسَ بنَ مَتَّى عليه السَّلامُ، وأنَّه ضاقَ بقَومِه لعَدمِ استِجابتِهم لدَعوتِه؛ فقالَ سُبحانَه: {إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا} [الأنبياء: 87]، وقالَ لنَبيِّه محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} [القلم: 48]، فخَصَّه بالذِّكرِ؛ لِما يُخْشى على مَن سَمِع قِصَّتَه أنْ يَقَعَ في نفْسِه تَنقيصٌ له، فبالَغَ في ذِكرِ فضْلِه لسَدِّ هذه الذِّريعةِ، وهذا النَّهيُ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحمَلُ على عَدمِ تَفْضيلِه على أيِّ نبيٍّ آخَرَ للمُباهاةِ والفَخرِ، وإلَّا فإنَّه في الحَقيقةِ أفضَلُهم على الإطْلاقِ؛ فقد قالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أنا سيِّدُ وَلَدِ آدَمَ ولا فَخْرَ»، وهذا مِن بابِ ذِكْرِ كَرامةِ النَّبيِّ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على ربِّه بلا فَخْرٍ منه ولا تَكبُّرٍ، بل هو في أعْلى دَرَجاتِ التَّواضُعِ.
وفي الحديثِ: بيانُ تَواضُعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: فَضلُ نبيِّ اللهِ يُونُسَ بنِ مَتَّى عليه السَّلامُ.
وفي هذا الحَديثِ ينَهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُسلِمينَ أنْ يَمتَدِحَه أحَدُهم، أو أنْ يُفضِّلَه على نَبيِّ اللهِ يُونسَ بنِ مَتَّى علَيه السَّلامُ، وإنَّما خَصَّ يونُسَ؛ لأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لم يَذْكُرْه في جُملةِ أُولي العَزْمِ مِن الرُّسُلِ، والحديثُ يدُلُّ على مَعنى التَّواضُعِ؛ لأنَّ يونُسَ دونَ غَيرِه مِن الأنبياءِ مِثلَ إبراهيمَ ومُوسى وعِيسى، يُريدُ إذا كُنتُ لا أُحِبُّ أنْ أُفَضَّلَ على يُونسَ، فكيف غَيرُه ممَّن هو فَوقَه مِن أُولي العَزْمِ مِن الرُّسُلِ؟!
وغايةُ ما في الأمرِ أنَّ اللهَ لَمَّا ذَكَرَ أُولي العَزْمِ مِن الرُّسُلِ، أَثْنى على صَبْرِهم، وذَكَرَ النَّبيَّ يُونسَ بنَ مَتَّى عليه السَّلامُ، وأنَّه ضاقَ بقَومِه لعَدمِ استِجابتِهم لدَعوتِه؛ فقالَ سُبحانَه: {إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا} [الأنبياء: 87]، وقالَ لنَبيِّه محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} [القلم: 48]، فخَصَّه بالذِّكرِ؛ لِما يُخْشى على مَن سَمِع قِصَّتَه أنْ يَقَعَ في نفْسِه تَنقيصٌ له، فبالَغَ في ذِكرِ فضْلِه لسَدِّ هذه الذِّريعةِ، وهذا النَّهيُ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحمَلُ على عَدمِ تَفْضيلِه على أيِّ نبيٍّ آخَرَ للمُباهاةِ والفَخرِ، وإلَّا فإنَّه في الحَقيقةِ أفضَلُهم على الإطْلاقِ؛ فقد قالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أنا سيِّدُ وَلَدِ آدَمَ ولا فَخْرَ»، وهذا مِن بابِ ذِكْرِ كَرامةِ النَّبيِّ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على ربِّه بلا فَخْرٍ منه ولا تَكبُّرٍ، بل هو في أعْلى دَرَجاتِ التَّواضُعِ.
وفي الحديثِ: بيانُ تَواضُعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: فَضلُ نبيِّ اللهِ يُونُسَ بنِ مَتَّى عليه السَّلامُ.