57 – حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ:
أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا زَيْدُ بْنَ ثَابِتٍ، إنْك غُلامٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لَا نَتَّهِمُكَ، قَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَتَبَّعِ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ (1) .
(1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل — وهو مظفر بن مدرك — فقد روى له الترمذي والنسائي وهو ثقة. إبراهيم بن سعد: هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه الطيالسي (3) ، والبخاري (4986) و (7191) و (7425) ، والترمذي (3103) والبزار (31) ، والمروزي (45) ، والنسائي في » الكبرى » (7995) و (8288) ، وأبو يعلى (63) و (64) و (65) و (91) ، وابن أبي داود في » المصاحف » 12 و13 و14، وابن حبان (4506) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4679) و (4989) ، والمروزي (46) ، وأبو يعلى (71) ، وابن أبي داود ص 14، وابن حبان (4507) من طرق عن ابن شهاب الزهري، به. وانظر الحديث (76) .
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل
57 – Сообщается, что Зайд ибн Сабит (да будет доволен им Аллах) сказал:
«После сражения с жителями аль-Ямамы, Абу Бакр вызвал меня к себе и сказал: “О Зайд ибн Сабит, поистине, ты человек молодой, разумный, и мы ни в чём плохом тебя не обвиняем, к тому же ты записывал откровения для Посланника Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует. Займись же Кораном и собери его (в единую книгу)!”» Этот хадис передал Ахмад (1/10, 13). Данный хадис будет приведён позже под № 76.
Также этот хадис передали ат-Таялиси (3), аль-Бухари (4679, 4986, 4989, 7191, 7425), ат-Тирмизи (3103), аль-Марвази (45, 46), аль-Баззар (31), ан-Насаи в «Сунан аль-Кубра» (7995, 8288), Ибн Хиббан (4506, 4507), Абу Я’ля (63, 64, 65, 71, 91), Ибн Абу Дауд в «аль-Масахиф» (12, 13, 14).
Шейх Ахмад Шакир сказал: «Его иснад достоверный». См. «Муснад Ахмад» (1/46).
Шу’айб аль-Арнаут сказал: «Его иснад достоверный». 1/10
شرح الحديث
يَحْكي زَيْدُ بنُ ثابِتٍ رضي الله عنه، أنَّ أَبا بَكْر رضي الله عنه أَرْسَلَ إليه أَيَّامَ مَقْتَلِ أَهْلِ اليَمامةِ، وَعِنْدَه عُمَرُ رضي الله عنه، فَأَخْبَرَه أنَّ عُمَرَ رضي الله عنه قالَ: إنَّ القَتْلَ قَد «اسْتَحَرَّ»، أي: اشْتَدَّ، وكَثُرَ القِتالُ، وإنِّي أَخْشى أَن يَستَحِرَّ القَتْلُ بالقُرَّاءِ في المَواطِنِ الَّتي يَقَع فيها القِتالُ مَعَ الكُفَّارِ، فَيَذْهَب كَثيرٌ مِن القُرآنِ إلَّا أَنْ تَجْمَعوه، وَإنِّي لَأَرى أَن تَجْمَعَ أَنْتَ القُرآنَ. فَقالَ أَبو بَكْر رضي الله عنه: قُلْتُ لِعُمَرَ رضي الله عنه: كَيْفَ أَفعَل شَيْئًا لَم يَفعَله رَسولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ؟ فَأَجابَه: إنَّ جَمْعَ القُرآنِ واللهِ خَيْرٌ مِن تَركِه، فَلَم يَزَلْ عُمَرُ رضي الله عنه يُراجِعني في جَمْعِ القُرآنِ حتَّى شَرَحَ اللهُ لِذَلِكَ صَدْري، ورأيتُ الَّذي رَأى عُمَرُ رضي الله عنه. كُلُّ ذَلِكَ وَعُمَرُ رضي الله عنه عِنْدَ أَبي بَكْر رضي الله عنه جالِسٌ لا يَتَكَلَّم. فَقالَ أَبو بَكْر رضي الله عنه: إنَّك يا زَيْدُ، رَجُلٌ شابٌّ، أَشارَ إلى نَشاطِه وَقُوَّتِه فيما يَطلُب مِنه، وبُعْدِه عن النِّسيانِ، عاقِلٌ تَعي المُرادَ، ولا نَتَّهِمك بِكَذِبٍ وَلا نِسيانٍ، وكُنْتَ تَكتُب الوَحيَ لرسولِ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ، أي: فهو أَكْثَرُ مُمارَسةً له مِن غَيرِه، فَجَمْعُ هَذِه الخُصوصيَّاتِ الأَرْبَعِ فيه يَدُلُّ على أنَّه أَوْلى بذلك مِمَّن لَم تَجتَمِع فيه، فَتَتَّبَع القُرآنَ فاجْمَعْه. وَيَحلِف زَيْدٌ رضي الله عنه: فَواللهِ لو كَلَّفَني أَبو بَكْر رضي الله عنه نَقْلَ جَبَلٍ مِن الجِبالِ ما كانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ ممَّا أَمَرَني بِه مِن جَمْعِ القُرآنِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلانِ شَيْئًا لَم يَفعَلْه النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلَّم؟ فَقالَ أَبو بَكْر رضي الله عنه: هو واللهِ خَيْرٌ، فَلَم أَزَلْ أُراجِعه حتَّى شَرَحَ اللهُ صَدْري لِلَّذي شَرَحَ اللهُ له صَدْرَ أَبي بَكْر وعُمَرَ رضي الله عنهما؛ لِمَا في ذلك مِن المَصلَحةِ العامَّةِ. فَقُمْتُ فَتَتَبَّعتُ القُرآنَ أَجمَعه مِمَّا عِندي وعِندَ غَيْري مِن «الرِّقاعِ»، جَمْع رُقْعة مِن أَديمٍ أو وَرَقٍ أو نَحوِهما، «والأَكْتافِ»: جَمْع كَتِف، عَظْمٌ عَريضٌ في أَصْلِ كَتِفِ الحَيوانِ يُنَشَّفُ ويُكْتَبُ فيه، «والعُسُبِ»: جَمْعُ عَسيبٍ، وهو جَريدُ النَّخلِ يَكشِطونَ خوصَه ويَكتُبونَ في طَرَفِه العَريضِ، وصُدورِ الرِّجالِ الَّذينَ جَمَعوا القُرْآنَ وحَفِظوه كامِلًا في حَياتِه صَلَّى الله عليه وسلَّم، كَأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ ومُعاذِ بنِ جَبَلٍ رضي الله عنهما، حتَّى وجَدتُ مِن سورة التَّوْبةِ آيَتَيْنِ مع خُزَيْمةَ الأَنْصاريِّ رضي الله عنه لَم أَجِدْهما، أي: الآيَتَيْنِ، مَعَ أَحَد غَيرِه مَكتوبتَيْنِ: {لَقَدْ جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنْفُسِكُم} إلى آخِرِ السُّورةِ. وكانَتِ الصُّحُف الَّتي جُمِعَ فيها القُرآنُ عِندَ أَبي بَكْر رضي الله عنه حتَّى تَوَفَّاه اللهُ، ثُمَّ عِندَ عُمَرَ رضي الله عنه حتَّى تَوَفَّاه اللهُ، ثُمَّ عِندَ حَفْصةَ بِنتِ عُمَرَ رضي الله تَعالى عنهما.
في الحديثِ: أنَّ فِعلَ الخيرِ الذي وُجِد مُقتضِيه، ولم يكُن وُجِد على عهدِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ليس ببدعةٍ.
وفيه: مشاورةُ الصَّحابةِ في أمورِ الدِّين، وحِرصُهم على الحِفاظ على القرآن.
وفيه: فضيلةُ زيد بن ثابتٍ، وفضيلة خُزيمةَ الأنصاري