1269 – وعن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها :
أنَّ النبيَّ — صلى الله عليه وسلم — كَانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ ، حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ تَعَالَى ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ . متفقٌ عَلَيْهِ .
1269 – Передают со слов ‘Аиши, да будет доволен ею Аллах, что
в последние десять (дней) каждого рамадана пророк, да благословит его Аллах и приветствует, неотлучно находился в мечети (, и это продолжалось) до тех пор, пока Аллах не упокоил его, а после него также стали поступать и его жёны. Этот хадис передали аль-Бухари (2026) и Муслим (1172).
شرح الحديث
كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَجتهِدُ في العبادةِ للتقرُّبِ إلى الله جلَّ وعَلَا، ومِن ذلك: اعتِكافُه في العَشْرِ الأواخِرِ مِن رَمَضَانَ؛ لِيَكُونَ مُنقطِعًا لله بالصومِ والصَّلاةِ والذِّكرِ وغيرِ ذلك، وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ عَائِشَةُ أُمُّ المُؤمِنين: «أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يَعتكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ»، أي: بَدءًا من ليلةِ الحادي والعِشْرين إلى نهايةِ الشَّهرِ، والاعتِكافُ: هو الانقِطاعُ للعبادةِ في المَسجِدِ مُدَّةً معيَّنةً، وعدمُ الخروجِ منه يُقيمُ ليلَه ويصومُ نهارَه، وقد ظَلَّ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم على هذه الحالِ يَعتكِفُ كلَّ رَمَضَانَ العَشْرَ الأواخِرَ منه ولم يَنقطِعْ عنه «حتَّى توفَّاه الله، ثُمَّ اعتَكَف أزواجُه مِن بعدِه»، أي: ثُمَّ اعتَكَف أزواجُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مِن بعدِه مِثلَ اعتكافِه في العَشْرِ الأواخِرِ مِن رَمَضَانَ؛ وذلك أنَّهم كانوا يَعتكِفن في بيوتِهنَّ، وهو ما يُقال عليه مسجدُ بيتِها، وهو المَوضِع الذي تتَّخِذه في بيتِها مُصلًّى.
وكان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم قد اعْتَكَف من رمضان أوَّلِه وأوسطِه، ثم استقرَّ به الاعتكافُ في العَشْر الأواخر طلبًا لليلةِ القَدْر.
وفيه: اعتِكافُ النِّساءِ بالضَّوابِطِ الشَّرعيَّةِ. .