1309 – وعن أَبي سعيد الخدري — رضي الله عنه — :
أنَّ رسول الله — صلى الله عليه وسلم — بَعَثَ إِلَى بَنِي لَحْيَانَ، فَقَالَ : (( لِيَنْبَعِثْ مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ أحَدُهُمَا ، وَالأجْرُ بَيْنَهُمَا )) رواه مسلم .
1309 – Передают со слов Абу Са’ида аль-Худри, да будет доволен им Аллах, что посылая отряд в поход против (племени) бану ляхйан, посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«Пусть отправляется один из каждых двоих мужчин, а награда (будет поделена) между ними».[1] Этот хадис передал Муслим (1896).
وفي روايةٍ لَهُ :
(( لِيَخْرُجَ مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ رَجُلٌ )) ثُمَّ قَالَ للقاعد : (( أيُّكُمْ خَلَفَ الخَارِجَ في أهْلِهِ وَمَالِهِ بِخيْرٍ كَانَ لَهُ مِثْلُ نِصْفِ أجْرِ الخَارِجِ )) .
В другой версии (этого хадиса сообщается, что пророк, да благословит его Аллах и приветствует, сказал):
«Пусть выступает один из каждых двоих мужчин», – после чего (обратился) к остающимся, сказав: «Любой из вас, кто заменит выступившего (в поход, делая) благое для его семьи, получит половину его награды».
[1] Иначе говоря, каждый получит равную награду.
شرح الحديث
الجِهادُ في سبيلِ اللهِ ذُروَةُ سَنَامِ الإسلامِ، والنُّصوصُ في بيانِ فَضْلِه وفَضلِ أَهلِه والحثِّ عليه والتَّرغيبِ فيه لا تُحصَى كَثْرَةً.
وفي هذا الحديثِ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَعَثَ إلى بَني لِحيانَ- وكانوا في ذلك الوقتِ كُفَّارًا- بعثًا، أي: قِطعةً مِنَ الجيشِ ليُقاتِلَهم، فأَمَرَ ذلك البَعثَ أن يَخرُجَ من كلِّ رَجُلين رَجُلٌ، وقَولُه: أَيُّكم خَلَفَ الخارجَ في أهلِه ومالِه بخيرٍ كان له مِثلُ نِصفِ أَجْرِ الخارجِ، يَعنِي أَنَّهما شَريكانِ في الأَجرِ.
وقَولُه: (لِيخرُجْ) فيه الحضُّ على الجِهادِ والغَزْوِ والأَمْرُ به.
وفي الحديثِ: ما كان عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن رِعايَةِ أُمورِ أصحابِه والرِّفقِ بهم، وأنَّه لم يُكلِّفْ طائفةً بالغَزْوِ ثُمَّ تَرَكَ الآخرين هَمْلًا، بل جَعَلَ القاعدَ مُشاركًا في أجرِ المُجاهدِ إذا قام بواجبِ رِعايةِ أهلِ الغازي وأَولادِه ومالِه بخَيرٍ، فيَصونُ القاعدُ مَن غَزا في عِرضِه ومالِه، ويَقومُ على قَضاءِ حَوائجِهم والكِفايَةِ لهم.
وفيه فَضْلُ مَن خَلَفَ غَازيًا في سبيلِ اللهِ بخَيرٍ.
وفيه: الحضُّ على فِعلِ الخيرِ، وفيه مِنَ الفَوائدِ الدَّلالَةُ على العَملِ الصَّالحِ.
وفيه: التَّعاونُ على الجِهادِ والمُشاركَةِ فيه بتَجهيزِ الغُزاةِ، وأنَّ مَن خَلَفَ المجاهِدَ بخَيرٍ فهو شَريكُه في الأَجْرِ.