1468 – وعن ابن مسعودٍ — رضي الله عنه — :
أنَّ النبيَّ — صلى الله عليه وسلم — كَانَ يقول : (( اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ الهُدَى ، والتُّقَى ، والعَفَافَ ، والغِنَى )) . رواه مسلم .
1468 – Передают со слов Ибн Мас’уда, да будет доволен им Аллах, что пророк, да благословит его Аллах и приветствует, часто произносил (такие слова):
«О Аллах, поистине, я прошу Тебя о руководстве, благочестии, воздержании[1] и богатстве.[2] /Аллахумма, инни ас`алю-кя-ль-худа, ва-т-тука, ва-ль-‘афафа ва-ль-гына/» Этот хадис передал Муслим (2721).[3]
[1] Имеется в виду воздержание от ослушания и всего дурного.
[2] Под богатством /гына/ в данном случае подразумевается отсутствие необходимости в обращениях к людям с какими бы то ни было просьбами.
[3] См. хадис № 71.
شرح الحديث
هذا حديثٌ جامِعٌ لِأبوابِ الخَيْرِ، وما يَنْبَغِي على الإنْسانِ فِعلُه لصَلاحِ حالِه، ومَآلِهِ في الدُّنيا والآخِرَةِ.
فقَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (أَسألُكَ الهُدَى والتُّقَى)؛ مِن دونِ تَقْيِيدٍ لَهُما لِيتناوَلَ كُلَّ ما يَنْبَغِي أنْ يَهتَدِيَ إليه مِن أمْرِ المعاشِ والمعادِ، ومَكارمِ الأَخْلاقِ، وكُلَّ ما يَجِبُ أن يَتَّقيَ مِنه مِن الشِّركِ والمعاصِي، ورَذائلِ الأَخْلاقِ.
وقَولُه: (العَفافُ) العِفَّةُ عن كُلِّ ما حَرَّمَ اللهُ عليه، فالعَفافُ: أنْ يَعِفَّ عن كُلِّ ما حرَّم اللهُ عليه فيما يَتعلَّقُ بِجَميعِ المحارمِ الَّتي حَرَّمها اللهُ عزَّ وجلَّ. وأمَّا (الغِنى) فَالمُرادُ به الغِنَى عَمَّا سِوَى اللهِ، أيِ: الغِنَى عَنِ الخَلْقِ، فَالإنسانُ إذا وَفَّقَه اللهُ ومَنَّ عليه بِالاستغْنَاءِ عنِ الخَلْقِ، صار عَزيزَ النَّفْسِ غَيرَ ذَليلٍ؛ لأنَّ الحاجَةَ إلى الخَلْقِ ذُلٌّ ومَهانَةٌ، والحاجَةُ إلى اللهِ تَعالى عِزٌّ وعِبَادَةٌ.
وفي الحديثِ: أنَّ الَّذي يَملِكُ النَّفعَ والضَّرَّ والهِدايةَ لِلخَلْقِ هو اللَّهُ وَحْدَه، لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبيٌّ مُرْسَلٌ ولا غَيرُهُما .
جزاكالله خير