3236 – حَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا جَرِيرٌ حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ عَنْ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِىُّ — صلى الله عليه وسلم:
« رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِى قَالاَ الَّذِى يُوقِدُ النَّارَ مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ ، وَأَنَا جِبْرِيلُ ، وَهَذَا مِيكَائِيلُ » .
أطرافه 845 ، 1143 ، 1386 ، 2085 ، 2791 ، 3354 ، 4674 ، 6096 ، 7047 تحفة 4630
3236 – Сообщается, что Самура (да будет доволен им Аллах) сказал:
– (Однажды) Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«Этой ночью я видел двух мужчин, которые пришли ко мне и сказали: “Тот, кто поддерживает огонь, это Малик, хранитель (адского) Огня. Я − Джибрил, это − Микаил”». См. также хадисы №№ 845, 1143, 1386, 2085, 2791, 3354, 4674, 6096 и 7074.
Этот хадис передал аль-Бухари (1386).
شرح الحديث
يَحكي سَمُرَةُ بنُ جُنْدُبٍ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عليه وسلَّم كانَ إِذا صَلَّى صَلاةً أقْبَلَ عَلَيْنا بِوَجهِه الكَريمِ وسَألَ: مَن رَأى مِنكم اللَّيلةَ رُؤْيا؟ فَإِن رَأى أحَد رُؤْيا قَصَّها عليه، فَيَقول: ما شاءَ اللهُ، فَسَألَنا يَومًا: هَلْ رَأى أحَدٌ مِنكم رُؤْيا؟ قُلْنا: لا. قالَ: لَكنِّي رَأيتُ اللَّيْلةَ رَجُلَينِ، أي: مَلَكَينِ، أتَياني، فَأخَذَا بيَدي، فَأخرَجاني إلى الأرضِ المُقدَّسةِ، فَإذا رَجُل جالِس ورَجُل قائِم بيَدِه كَلُّوبٌ مِن حَديدٍ، وهو حَديدةٌ مَعطوفةُ الرَّأسِ يُعَلَّقُ عليها اللَّحمُ يُدخِله في «شِدقِهِ»، أي: جانِبِ فَمِ الرَّجُلِ الجالِسِ حَتَّى يَبلُغَ قَفاه، أي: يَقطَعه شَقًّا، ثمَّ يَفعَل بِشِدقِه الآخَرِ مِثلَ ما فَعَلَ بِشِدقِه الأوَّلِ ويَلتَئِم شِدقُه هذا فَيَعود، فَيَصنَع مِثلَه. فَسَألَ صَلَّى الله عليه وسلَّم مَن هذا؟ فَقال المَلَكانِ: انطَلِق. فانطَلَقْنا حَتَّى أتَيْنا عَلى رَجُلٍ مُضطَجِعٍ عَلى قَفاه، ورَجُلٍ قائِمٍ عَلى رَأْسِه «بِفِهْر»، أي: حَجَرٍ مَلْء الكَفِّ، أو صَخرةٍ فَيَشْدَخ بِه رَأسَه، فَإِذا ضَرَبَه «تَدَهْدَه الحَجَرُ»، أي: تَدَحْرَجَ. فانطَلَقَ إليه، أي: إلى الحَجَرِ؛ ليَأخُذَه فَيَصنَع بِه كما صَنَعَ، فَلا يَرجِع إلى هذا الَّذي شَدَخَ رَأْسَه حَتَّى يَلتَئِمَ رَأسُه، أي: يَصِحَّ رَأْسُه وعاد رَأسُه كَما هو، فَعادَ إليه فَضَرَبَه، فَسَألَ صَلَّى الله عليه وسلَّم: مَن هذا؟ فَقالا: انْطَلِق. فانطَلَقْنا إلى ثقْبٍ مِثلِ «التَّنُّورِ»، وهو ما يُخْبَزُ فيه أعْلاه ضَيِّق، وأسفَله واسِع، يَتَوَقَّد تَحتَه نارًا، فَإِذا اقتَرَبَ ارتَفَعوا حَتَّى كادَ أن يَخرُجوا، فَإِذا «خَمَدَت»، أي: سَكَنَ لَهيبُها ولَم يُطْفَأْ حَرُّها رَجَعوا فيها، وفيها رِجال ونِساء عُراة، فَسَألتُ: مَن هذا؟ فَقالا: انْطَلِق. فانْطَلَقْنا حَتَّى أتَيْنا عَلى نَهْرٍ مِن دَمٍ فيه رَجُل، وقائِمٌ عَلى وسَطِ النَّهرِ رَجُل بَينَ يَدَيْه حِجارة، فَأقبَلَ الرَّجُل الَّذي في النَّهْرِ، فَإِذا أرادَ أن يَخرُجَ مِنه رَمى الرَّجُلُ الَّذي بَينَ يَدَيْه الحِجارةُ بِحَجَرٍ في «فيهِ»، أي: في فَمِه فَرَدَّه حيثُ كانَ مِن النَّهرِ، فَجَعَل كُلَّما جاءَ ليَخرُجَ مِن النَّهرِ رَمى في فيه بِحَجَر، فَيَرجِع كَما كانَ فيهِ. فَسَألتُ: ما هذا؟ فَقالا: انْطَلِق. فانْطَلَقْنا حَتَّى انتَهَيْنا إلى رَوْضةٍ خَضراءَ، فيها شَجَرة عَظيمة، وفي أصْلِها شَيْخ وصِبيان وإذا رَجُل قَريب مِن الشَّجَرةِ بَينَ يَدَيْه نارٌ يُوقِدها، فَصَعِدا بي في الشَّجَرةِ الَّتي هيَ، في الرَّوضةِ الخَضراءِ، وأدْخَلاني دارًا لَم أرَ قَطُّ أحسَنَ منها، فيها رِجال شُيوخ وشَباب ونِساء وصِبيان، ثمَّ أخْرَجاني منها، أي: مِن الدَّارِ، فَصَعِدا بي الشَّجَرةَ فَأدْخَلاني دارًا هيَ أحسَنُ وأفضَلُ مِن الأولى، فيها شُيوخ وشَباب، فَقُلْتُ: طوَّفتُماني اللَّيلةَ. فَأخْبَراني عَمَّا رَأيتُ؟ قالا: نَعَم نُخبِرك، أمَّا الَّذي رَأيتَه يَشُقُّ شِدْقَه فَكَذَّاب يُحَدِّث بالكِذبةِ فَتُحْمَل عَنه حَتَّى يَبلُغَ الآفاقَ فَيُصنَع بِه ما رَأيتَ؛ لِما يَنْشَأ عَن تلك الكِذْبةِ مِن المَفاسِدِ. وأمَّا الَّذي رَأيتَه يَشْدَخ رَأْسَه فَرَجُلٌ علَّمَه اللهُ القُرآنَ، فَنامَ عَنه باللَّيلِ، أي: أعْرَضَ عَن تِلاوتِه ولَم يَعمَل فيه بالنَّهارِ، يُفعَل به ما رأيتَ، وَأمَّا الَّذي رَأيتَه في الثُّقبِ فَهم الزُّناة. والَّذي رَأيتَه في النَّهرِ آكِلو الرِّبا. والشَّيْخُ الكائِنُ في أصلِ الشَّجَرةِ إبراهيمُ الخَليلُ عليه السَّلام. وأمَّا الصِّبيانُ حَولَه، أي: فَأولادُ النَّاسِ. والَّذي يوقِد النَّارَ: مالِكٌ خازِنُ النَّارِ، والدَّار الأولى الَّتي دَخَلتَ فيها دارُ عامَّةِ المُؤمِنينَ، وأمَّا هذه الدَّارُ فَدار الشُّهَداءِ، وأنا جِبْريلُ، وهذا مِيكائِيلُ، فارفَعْ رَأْسَك. فَرَفَعتُ رَأْسي فَإِذا فَوقي مِثلُ السَّحابِ، قالا: ذاكَ مَنزِلك، قُلتُ: «دَعاني»، أي: اتْرُكاني أَدخُل مَنزِلي، فَقالا: إِنَّه بَقيَ لك عُمُرٌ، لَم تَستَكمِلْه، فلو اسْتَكمَلتَ عُمُرَك أتَيتَ مَنزِلَك
— حَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا جَرِيرٌ حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ عَنْ سَمُرَةَ قَالَ: «قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي فَقَالاَ: الَّذِي يُوقِدُ النَّارَ مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ، وَأَنَا جِبْرِيلُ، وَهَذَا مِيكَائِيلُ».
وبه قال: ( حدّثنا موسى) هو ابن إسماعيل التبوذكي قال: ( حدّثنا جرير) هو ابن حازم الأزدي البصري قال: ( حدّثنا أبو رجاء) عمران بن ملحان العطاردي البصري ( عن سمرة) بن جندب أنه ( قال: قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( رأيت الليلة) في المنام ورؤيا الأنبياء وحي ( رجلين أتياني قالا) : ولأبي ذر عن الكشميهني: فقالا، وعن الحموي والمستملي.
فقال أي أحدهما ( الذي يوقد النار مالك خازن النار وأنا جبريل وهذا ميكائيل) ساقه هنا مختصرًا جدًّا.
وبتمامه في آخر الجنائز وفيه: أنهما أخرجاه إلى أرض مقدّسة وأنه رأى رجلاً معه كلوب من حديد يدخله في شدق آخر يعني فيشقه وآخر يشدخ رأس آخر بصخرة، ونهرًا من دم فيه رجل وآخر قائم على شطه بين يديه حجارة فأقبل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فردّه حيث كان، وروضة خضراء فيها شجرة عظيمة في أصلها شيخ وصبيان ورجلاً قريبًا من الشجرة بين يديه نار يوقدها وأنهما قالا له: إن الرجل الذي يشق شدقه الكذاب والذي شدخ رأسه صاحب القرآن الذي ينام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار، والذي في النهر آكل الربا، والشيخ الذي في أصل الشجرة إبراهيم الخليل عليه السلام والصبيان أولاد الناس، والذي يوقد النار مالك خازن النار.
— حدَّثنا مُوساى قَالَ حدَّثنا جَريرٌ قَالَ حدَّثنا أبُو رَجاءٍ عنْ سَمُرَةَ قَالَ قَالَ النَّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أتَيانِي قالاَ الَّذِي يُوقِدُ النَّارَ مالِكٌ خازِنُ النَّارِ وَأنَا جِبْرِيلُ وهاذَا ميكَائيلُ.
.
مُوسَى هُوَ ابْن إِسْمَاعِيل التَّبُوذَكِي، وَجَرِير بِفَتْح الْجِيم هُوَ ابْن حَازِم بن زيد أَبُو النَّصْر الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ، وَأَبُو رَجَاء اسْمه عمرَان بن ملْحَان، وَيُقَال: ابْن تيم، وَيُقَال: ابْن عبد الله العطاردي الْبَصْرِيّ، أدْرك زمن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يره، وَأسلم بعد الْفَتْح، وأتى عَلَيْهِ مائَة وَعِشْرُونَ سنة.
وَقيل: أَكثر من ذَلِك.
والْحَدِيث مضى فِي كتاب الْجَنَائِز فِي بابُُ مُجَرّد بعد: بابُُ مَا قيل فِي أَوْلَاد الْمُشْركين، مطولا بِعَين هَذَا الْإِسْنَاد.