3239 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ . وَقَالَ لِى خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِى الْعَالِيَةِ حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ يَعْنِى ابْنَ عَبَّاسٍ — رضى الله عنهما — عَنِ النَّبِىِّ — صلى الله عليه وسلم – قَالَ:
« رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِىَ بِى مُوسَى رَجُلاً آدَمَ طُوَالاً جَعْدًا ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ ، وَرَأَيْتُ عِيسَى رَجُلاً مَرْبُوعًا مَرْبُوعَ الْخَلْقِ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ ، سَبْطَ الرَّأْسِ ، وَرَأَيْتُ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ » . وَالدَّجَّالَ فِى آيَاتٍ أَرَاهُنَّ اللَّهُ إِيَّاهُ ، فَلاَ تَكُنْ فِى مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ .
قَالَ أَنَسٌ وَأَبُو بَكْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ — صلى الله عليه وسلم: « تَحْرُسُ الْمَلاَئِكَةُ الْمَدِينَةَ مِنَ الدَّجَّالِ » .
طرفه 3396 تحفة 5422
3239 – Передают со слов Ибн ‘Аббаса, да будет доволен Аллах ими обоими, что (однажды) Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«В ту ночь, когда я был перенесён (в Иерусалим), среди знамений, показанных мне Аллахом, я увидел Мусу (в образе) смуглого, высокого и курчавого человека, будто был он одним из людей (йеменского племени) шану’а, и я увидел ‘Ису (в образе человека) среднего роста и телосложения, (который был) румяным и белокожим и имел прямые волосы, и я увидел Малика, стража (адского) Огня, и я (также) увидел Антихриста», (а затем Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, прочитал следующий аят): «Так не сомневайся же во встрече с ним!»[1]
Анас (ибн Малик) и Абу Бакра (да будет доволен Аллах ими обоими) передали, что Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«Ангелы охраняют Медину от Даджаля». См. также хадис № 3396. Этот хадис передал аль-Бухари (3239).
Также этот хадис передали Ахмад (1/245, 259), Муслим (165), аль-Байхакъи в «Даляиль ан-нубувва» (2/386), ат-Табарани (12749).
[1] «Земной поклон», 32:23. Здесь имеется в виду встреча Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует, с Мусой, мир ему, как сказал Къатада в толковании этого аята. Об этом сказано в версии этого хадиса, которую приводит имам Муслим (165/267).
شرح الحديث
التخريج : أخرجه البخاري (3239) واللفظ له، ومسلم (165)
يَحكي النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في هذا الحديثِ جُزءًا من قصَّةِ الإسراء؛ حيثُ يقولُ صلَّى الله عليه وسلَّم: (رأيتُ ليلةَ أُسرِي بي)، أي: من المسجِدِ الحرامِ إلى المسجِدِ الأقصَى، والإسراءُ هو السَّيرُ ليلًا، (موسى) بنَ عِمرانَ نبيَّ الله عليه السَّلامُ، وصِفتُه: (آدَم) مِن الأُدْمَةِ، وهي في النَّاسِ السُّمرةُ الشَّديدة، (طُوَالًا)، أي: طويلًا، (جَعْدًا) مِن جُعُودَةِ الجِسمِ، أي: شَديدَ الخَلْقِ، وهي اكتنازُه واجتماعُه، وقيل: مِن جُعودةِ الشَّعَر، أي: غيرَ سَبِطِ الشَّعَرِ، والشَّعرُ الجَعْدُ هو ما فيه الْتِواءٌ وتقبُّض، وعلى المعنيينِ فالجُعودةُ صِفةُ مَدْحٍ في مُوسَى عليه السَّلام، (كأنَّه من رجالِ شَنُوءَةَ)، أي: في طولِه وسُمرتِه، وهي قبيلةٌ معروفةٌ، (ورأيتُ عيسى) ابنَ مريمَ عليهما السَّلامُ نبيَّ الله، (رجلًا مَرْبُوعًا)، أي: وسَطًا لا قصيرًا ولا طويلًا، (مَرْبُوعَ الخَلْقِ)، أي: مُعتدِلَ الخِلقةِ، مائلًا إلى الحُمرة، (سَبِطَ الرَّأسِ) مُسترسِلَ الشَّعرِ وليس جَعْدًا، (ورأيتُ مالِكًا خازنَ النَّارِ، والدَّجَّالَ)، أي: ورأيتُ الدَّجَّالَ أيضًا، (في آياتٍ)، أي: في علاماتٍ ودلائلَ أُخرى (أراهُنَّ اللهُ إيَّاه)، أي: النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وقولُه تعالى: {فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ} [السجدة: 23]، أي: في شكٍّ، {مِنْ لِقَائِهِ} [السجدة: 23]، أي: لقاءِ نبيِّ الله موسى عليه السَّلامُ، وقيل غيرُ ذلك، ويُحتمَلُ أنْ يكونَ بعضُ الرُّواةِ قد ذكَرَ هذه الآيةَ للاستشهادِ بها على أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم لقِي موسى عليه السَّلام؛ على سبيلِ الإدراجِ.
ثمَّ روَى أنسٌ وأبو بَكْرَةَ رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه قال: (تحرُس الملائكةُ المدينةَ من الدَّجَّال)، أي: تَحفَظُ الملائكةُ المدينةَ من دخولِ الدَّجَّالِ إليها؛ لأنَّ اللهَ تعالى حرَّم عليه دخولَ المدينةِ- كما ذكَر النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في نصوصٍ أُخرى صحيحة
قَوْلُهُ قَالَ أَنَسٌ وَأَبُو بَكْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْرُسُ الْمَلَائِكَةُ الْمَدِينَةَ مِنَ الدَّجَّالِ أَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ فَوَصَلَهُ الْمُؤَلِّفُ فِي فَضْلِ الْمَدِينَةِ أَوَاخِرَ الْحَجِّ وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ هُنَاكَ وَكَذَا حَدِيثُ أَبِي بَكْرَةَ وَقَدْ وَصَلَهُ الْمُؤَلِّفُ أَيْضًا فِي الْفِتَنِ وَيَأْتِي الْإِلْمَامُ بِمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ هُنَاكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَقَولُهُ آدَمُ طُوَالًا هُوَ بِمَدِّ أَلِفِ آدَمَ كَلَفْظِ جَدِّ الْبَشَرِ وَالْمُرَادُ هُنَا وَصْفُ مُوسَى بِالْأَدَمَةِ وَهِيَ لَوْنٌ بَيْنَ الْبَيَاضِ والسواد عُقُولهمْ.
وَقَالَ بن عَبَّاس دهاقا ممتلئا كواعب نواهد الرَّحِيق الْخمر التسنيم يَعْلُو شراب أهل الْجنَّة ختامه طينه مسك نضاختان فياضتان يُقَال موضونة منسوجة مِنْهُ وضين النَّاقة وَالْكُوبُ مَا لَا أُذُنَ لَهُ وَلَا عُرْوَةَ والأباريق ذَوَات الآذان والعرا عُرُبًا مُثْقَلَةً وَاحِدُهَا عَرُوبٌ مِثْلُ صَبُورٍ وَصُبُرٍ يُسَمِّيهَا أَهْلُ مَكَّةَ الْعَرِبَةَ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ الْغَنِجَةَ وَأهل الْعرَاق الشكلة.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ رَوْحٌ جَنَّةٌ وَرَخَاءٌ وَالرَّيْحَانُ الرِّزْقُ وَالْمَنْضُودُ الْمَوْزُ وَالْمَخْضُودُ الْمُوقَرُ حَمْلًا وَيُقَالُ أَيْضًا لَا شَوْكَ لَهُ وَالْعرب المحببات إِلَى أَزوَاجهنَّ وَيُقَال مسكوب جَار وفرش مَرْفُوعَة بَعْضهَا فَوق بعض لَغوا بَاطِلا تأثيما كذبا أفنان أَغْصَان وجنى الجنتين دَان مَا يجتنى قريب مدهامتان سوداوان من الرّيّ وَرجح
— حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ قَالَ حدَّثنا غُنْدَرٌ قَالَ حدَّثنا شُعْبَةُ عنْ قَتادَةَ.
وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ حدَّثنا يَزِيدُ بنُ زُرَيْعٍ قَالَ حدَّثنا سَعِيدٌ عنْ قَتَادَةَ عنْ أبي العَالِيَةِ قَالَ حدَّثنا ابنُ عَمِّ نَبيِّكُمْ يَعْنِي ابنَ عَبَّاسٍ رَضِي الله تَعَالَى عنهُما عنِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ رأيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوساى رَجُلاً آدَمُ طُوَالاً جَعْدَاً كأنَّهُ مِنْ رِجالِ شَنُوءَةَ ورَأيْتُ عِيساى رَجُلاً مَرْبُوعاً مَرْبُوعَ الخَلْقِ إِلَى الحُمْرَةِ والْبَياضِ سِبْطَ الرَّأسِ ورَأيْتُ مالِكاً خازنَ النَّارِ والدَّجَّالَ فِي آياتٍ أراهُنَّ الله إيَّاهُ فَلاَ تَكُنْ فِي مِرْيَةِ مِنْ لِقَائِهِ.
( الحَدِيث 9323 طرفه فِي: 6933) .
غنْدر، بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَسُكُون النُّون: لقب مُحَمَّد بن جَعْفَر أبي عبد الله الْبَصْرِيّ صَاحب الكرابيس.
قَوْله: (.
وَقَالَ لي خَليفَة) هُوَ ابْن خياط هُوَ شيخ البُخَارِيّ، وَأَشَارَ بِهَذَا إِلَى أَنه جمع بَين روايتي شُعْبَة بن الْحجَّاج عَن قَتَادَة وَسَعِيد ابْن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة، أَيْضا، وسَاق الحَدِيث على لفظ سعيد بن أبي عرُوبَة، وَأَبُو الْعَالِيَة، بِالْعينِ الْمُهْملَة، اسْمه: رفيع، بِضَم الرَّاء وَفتح الْفَاء وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفِي آخِره عين مُهْملَة الريَاحي، بِكَسْر الرَّاء وَتَخْفِيف الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبِالْحَاءِ الْمُهْملَة: الْبَصْرِيّ، وَأَبُو الْعَالِيَة الآخر يروي أَيْضا عَن ابْن عَبَّاس: واسْمه مُخْتَلف فِيهِ، وشهرته بالبراء، بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَتَشْديد الرَّاء، وَكَانَ يبري النبل، وَهُوَ أَيْضا بَصرِي.
والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء، عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام، عَن ابْن بشار عَن غنْدر عَن شُعْبَة نَحْو الأول: وَأخرجه مُسلم فِي الْإِيمَان عَن مُحَمَّد بن الْمثنى وَعَن مُحَمَّد بن بشار، كِلَاهُمَا عَن غنْدر بِهِ وَعَن عبد بن حميد عَن يُونُس بن مُحَمَّد عَن شَيبَان عَن قَتَادَة، أتم من الأول.
ذكر مَعْنَاهُ: قَوْله: ( آدم) ، من الأدمة وَهِي فِي النَّاس السمرَة الشَّدِيدَة، وَقيل: هُوَ من أدمة الأَرْض، وَهِي: لَوْنهَا، وَبِه سمي آدم، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، والأدمة فِي الْإِبِل الْبيَاض مَعَ سَواد المقلتين، يُقَال: بعير آدم بيَّن الأدمة، وناقة أدماء.
قَوْله: ( طوال) ، بِضَم الطَّاء الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْوَاو وَمَعْنَاهُ: طَوِيل قَوْله: ( جعد) أَي غير سبط الشّعْر.
وَقَالَ ابْن الْأَثِير الْجَعْد فِي صِفَات الرِّجَال يكون مدحا وذما فالملح مَعْنَاهُ شَدِيد الْأسر والخلق، أَو يكون جعد الشّعْر وَهُوَ ضد السبط، لِأَن السبوطة أَكْثَرهَا فِي شُعُور الْعَجم، وَأما الذَّم: فَهُوَ الْقصير المتردد الْخلق.
.
وَقَالَ الدَّاودِيّ: لَا أرى جَعدًا مَحْفُوظًا، لِأَن الطوَال لَا يُوصف بالجعودة،.
وَقَالَ ابْن التِّين: هَذَا كَلَام غير صَحِيح، لِأَن الطول لَا يُنَافِيهِ بل يكون الطَّوِيل جَعدًا وسبطاً.
قَوْله: ( شنُوءَة) ، بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَضم النُّون وَسُكُون الْوَاو وَفتح الْهمزَة، قيل: هُوَ من قحطان،.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: شنُوءَة اسْم قَبيلَة بطن من الأزد طوال القامات،.
وَقَالَ ابْن هِشَام: شنُوءَة هُوَ عبد الله بن كَعْب بن عبد الله بن مَالك بن نضر بن الأزد، وَإِنَّمَا قيل: أَزْد شنُوءَة، لشنئان كَانَ بَينهم وَهُوَ: البغض، وَالنِّسْبَة إِلَيْهِ شنوي، وَجه تَشْبِيه مُوسَى، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، بِرِجَال شنُوءَة فِي الطول والسمرة.
قَوْله: ( مربوعاً) أَي: لَا قَصِيرا وَلَا طَويلا.
قَوْله: ( مَرْبُوع الْخلق) ، بِفَتْح الْخَاء أَي: معتدل الْخلقَة مائلاً إِلَى الْحمرَة.
قَوْله: ( سبط الرَّأْس) ، بِكَسْر الْبَاء الْمُوَحدَة وسكونها، وَمَعْنَاهُ: مسترسل الشّعْر،.
وَقَالَ النَّوَوِيّ: فتحهَا وَكسرهَا لُغَتَانِ مشهورتان، وَيجوز إسكانها مَعَ كسر السِّين وَمَعَ فتحهَا على التَّخْفِيف، كَمَا فِي الْكَتف،.
وَقَالَ : وَأما الْجَعْد فِي صفة مُوسَى، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، فَالْأولى أَن يحمل على جعودة الْجِسْم، وَهِي اكتنازه واجتماعه لَا جعودة الشّعْر، لِأَنَّهُ جَاءَ فِي رِوَايَة أبي هُرَيْرَة: أَنه رجل الشّعْر.
قَوْله: ( والدجال) ، بِالنّصب أَي: وَرَأَيْت الدَّجَّال.
قَوْله: ( فِي آيَات) أَي: فِي آيَات أُخْرَى ( أراهن الله إِيَّاه) أَي: النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
قَوْله: ( فَلَا تكن فِي مرية) ، بِكَسْر الْمِيم، وَهُوَ: الشَّك.
قَالَ النَّوَوِيّ: هَذَا استشهاد من بعض الروَاة على أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَقِي مُوسَى، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام،.
وَقَالَ الْكرْمَانِي: الظَّاهِر أَنه كَلَام رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَالضَّمِير رَاجع إِلَى الدَّجَّال، وَالْخطاب لكل وَاحِد من الْمُسلمين.
قَالَ أنَسٌ وأبُو بَكْرَةَ عنِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَحْرُسُ المَلائِكَةُ المَدِينَةَ مِنَ الدَّجَّالِ
تَعْلِيق أنس، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَصله البُخَارِيّ فِي أَوَاخِر الْحَج فِي فضل الْمَدِينَة فِي: بابُُ لَا يدْخل الدَّجَّال الْمَدِينَة، فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ: عَن إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر عَن الْوَلِيد عَن عَمْرو عَن إِسْحَاق عَن أنس … الحَدِيث، وَتَعْلِيق أبي بكرَة نفيع ابْن الْحَارِث وَصله أَيْضا فِي هَذَا الْبابُُ عَن عبد الْعَزِيز بن عبد الله عَن إِبْرَاهِيم بن سعد عَن أَبِيه عَن جده عَن أبي بكرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم … إِلَى آخِره.
— حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ.
.
وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ -يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما— عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى رَجُلاً آدَمَ طُوَالاً جَعْدًا كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى رَجُلاً مَرْبُوعًا، مَرْبُوعَ الْخَلْقِ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، سَبْطَ الرَّأْسِ، وَرَأَيْتُ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ، وَالدَّجَّالَ فِي آيَاتٍ أَرَاهُنَّ اللَّهُ إِيَّاهُ، فَلاَ تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ.
قَالَ أَنَسٌ وَأَبُو بَكْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: تَحْرُسُ الْمَلاَئِكَةُ الْمَدِينَةَ مِنَ الدَّجَّالِ».
[الحديث 3239 — طرفه في: 3396] .
وبه قال: ( حدّثنا محمد بن بشار) بالموحدة والمعجمة المشددة أبو بكر بندار العبدي قال: ( حدّثنا غندر) محمد بن جعفر البصري قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن قتادة) بن دعامة.
قال البخاري ( وقال لي خليفة) بن خياط ( حدّثنا يزيد بن زريع) قال: ( حدّثنا سعيد) هو ابن أبي عروبة واللفظ له ( عن قتادة عن أبي العالية) رفيع الرياحي البصري أنه قال: ( حدّثنا ابن عم نبيكم) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( يعني ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه ( قال) :
( رأيت ليلة أسري بي) إلى المسجد الأقصى ( موسى) عليه السلام ( رجلاً أدم) بقصر الهمزة أسمر والذي في اليونينية بمدّ الهمزة فقط ( طوالاً) بضم الطاء المهملة وتخفيف الواو ( جعدًا) بفتح الجيم وسكون العين المهملة ليس بسبط ( كأنه من رجال شنوءة) أي في طوله وسمرته وشنوءة بفتح الشين المعجمة وبعد النون المضمومة همزة مفتوحة فهاء تأنيث قبيلة من قحطان، ( ورأيت عيسى) ابن مريم ( رجلاً مربوعًا) لا طويلاً ولا قصيرًا ( مربوع الخلق) بفتح الخاء معتدله حال كونه مائلاً لونه ( إلى الحمرة والبياض) فلم يكن شديدهما ( سبط الرأس) بفتح السين وسكون الموحدة وكسرها وفتحها مسترسل الشعر، ( ورأيت مالكًا خازن النار والدجال) الأعور ( في) جملة ( آيات) أخر ( أراهن الله إياه) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولعله أراد قوله تعالى { لقد رأى من آيات ربه الكبرى} [النجم: 18] وحينئذٍ فيكون في الكلام التفات حيث وضع إياه موضع إياي أو الراوي نقل معنى ما تلفظ به ( فلا تكن في مرية) شك ( من لقائه) .
يعني موسى فيكون كما في الكشاف ذكر عيسى وما يتبعه من الآيات مستطردًّا لذكر موسى وإنما قطعه عن متعلقه وأخره ليشمل معناه الآيات على سبيل التبعية والإدماج، أي لا تكن يا محمد في رؤية ما رأيت من الآيات في شك، فعلى هذا الخطاب في قوله: فلا تكن للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والكلام كله متصل ليس فيه تغيير من الراوي إلا لفظة إياه وقيل قوله: أراهن الله الخ من كلام الراوي أدرجه بالحديث دفعًا لاستبعاد السامعين وإماطة لما عسى أن يختلج في صدورهم، وقال الظهري: الخطاب في فلا تكن خطاب عام لمن سمع هذا الحديث إلى يوم القيامة والضمير في لقائه عائد إلى الدجال أي إذا كان خروجه موعودًا فلا تكن في شك من لقائه ذكره في شرح المشكاة.
( قال أنس) -رضي الله عنه- فيما وصله المؤلّف في باب لا يدخل المدينة الدجال من أواخر الحج ( وأبو بكرة) نفيع فيما وصله في الفتن كلاهما ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: تحرس الملائكة المدينة من الدجال) .
أن يدخلها.