3251 – حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ — رضى الله عنه — عَنِ النَّبِىِّ — صلى الله عليه وسلم – قَالَ:
« إِنَّ فِى الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِى ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لاَ يَقْطَعُهَا » .
تحفة 1199
3251 – Передают со слов Анаса ибн Малика, да будет доволен им Аллах, что Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«Поистине, есть в Раю дерево (таких размеров, что) всадник, который будет ехать в тени его в течение ста лет, не (сможет) преодолеть (всего пути)».[1] Этот хадис передал аль-Бухари (3251).
Также этот хадис передали Ахмад (3/110, 135, 164, 185, 207, 234), ат-Тирмизи (3293), ‘Абду-р-Раззакъ (20876), Абу Я’ля (2991), ‘Абд бин Хумайд (1183), ат-Табари в своём тафсире (27/183, 184). См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (2125).
[1] Иначе говоря, он не сможет выехать за пределы тени этого дерева.
شرح الحديث
من المُبشِّراتِ ما كان يذكُرُه النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأُمَّتِه من نَعيمِ الجنَّةِ وما أعَدَّه اللهُ للصَّالحينَ، وهذا من تَثبيتِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأُمَّتِه لمَن خاف اللهَ واتَّقاهُ وعمِلَ الصَّالحاتِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «في الجنَّةِ شَجرةٌ»، قيل: هي طُوبى، أو سِدْرةُ المُنْتهى، أو شَجرةُ الخُلْدِ، «يَسيرُ الرَّاكبُ في ظِلِّها»، أي: يَمْشي الرَّاكبُ برَكوبَتِه في ذُراها ونَعيمها وناحيتِها، وفي روايةِ الصَّحيحينِ من حديثِ أبي سعيدٍ الخُدريِّ: «يَسيرُ الرَّاكبُ الجَوادَ المُضَمَّرَ السَّريعَ مائةَ عامٍ، لا يقطَعُها»، أي: لا يصِلُ إلى نِهايتِها مع سَيرِه هذه المدَّةِ؛ مُبالغةً في امتدادِ ظِلِّها، «وقال: ذلك الظِّلُّ المَمدودُ»، أي: فذكَرَ تَصديقَ المذكورِ في القُرآنِ في قولِه تعالى: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة: 30]؛ فالجنَّةُ كلُّها ظِلٌّ لا شمْسَ معه، وليس هو ظِلَّ الشَّمسِ، بلْ ظِلٌّ يخلُقُه اللهُ تعالى، وإلَّا فالظِّلُّ في عُرْفِ أهْلِ الدُّنيا: ما يَقِي من حَرِّ الشَّمسِ وأذاها، وقد قال تَعالى: {لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا} [الإنسان: 13]، وقد يُقال: المُرادُ بالظِّلِّ هنا ما يُقابِلُ شُعاعَ الشَّمسِ، ومنه ما بين ظُهورِ الصُّبحِ إلى طُلوعِ الشَّمسِ؛ ولذا قال تَعالى: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة: 30].
وفي الحديثِ: بَيانُ سَعةِ الجنَّةِ غيرِ المُحدودةِ.
قَوْلُهُ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ هُوَ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَهُوَ بَصْرِيٌّ مَشْهُورٌ وَكَذَا بَقِيَّةُ رِجَالِ الْإِسْنَادِ وَسَعِيدٌ هُوَ بن أَبِي عَرُوبَةَ وَلَيْسَ لِرَوْحِ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ وَقَدْ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ طَرِيقِ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ وَزَادَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ وَإِنْ شِئْتُمْ فَاقْرَءُوا وظل مَمْدُود الْحَدِيثُ الثَّالِثَ عَشَرَ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي ذَلِكَ وَفِيهِ الزِّيَادَةُ الْمُشَارُ إِلَيْهَا وَفِيهِ وَلَقَابَ قَوْسٍ وَهَذَا الْأَخِيرُ تَقَدَّمَ فِي الْجِهَادِ مَعَ الْكَلَام عَلَيْهِ والشجرة الْمَذْكُورَة قَالَ بن الْجَوْزِيِّ يُقَالُ إِنَّهَا طُوبَى.
قُلْتُ وَشَاهِدُ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ عِنْدَ أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ وبن حِبَّانَ فَهَذَا هُوَ الْمُعْتَمَدُ خِلَافًا لِمَنْ قَالَ إِنَّمَا نُكِّرَتْ لِلتَّنْبِيهِ عَلَى اخْتِلَافِ جِنْسِهَا بِحَسَبِ شَهَوَاتِ أَهْلِ الْجَنَّةِ .
قَوْلُهُ يَسِيرُ الرَّاكِبُ أَيْ أَيُّ رَاكِبٍ فُرِضَ وَمِنْهُمْ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى الْوَسَطِ الْمُعْتَدِلِ وَقَولُهُ فِي ظِلِّهَا أَيْ فِي نَعِيمِهَا وَرَاحَتِهَا وَمِنْهُ .
قَوْلُهُ مْ عَيْشٌ ظَلِيلٌ وَقِيلَ مَعْنَى ظِلِّهَا نَاحِيَتِهَا وَأَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى امْتِدَادِهَا وَمِنْهُ .
قَوْلُهُ مْ أَنَا فِي ظِلِّكَ أَيْ نَاحِيَتِكَ قَالَ الْقُرْطُبِيُّ وَالْمُحْوِجُ إِلَى هَذَا التَّأْوِيلِ أَنَّ الظل فِي عرف أهل الدُّنْيَا مَا بَقِي مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ وَأَذَاهَا وَلَيْسَ فِي الْجَنَّةِ شمس وَلَا أَذَى وروى بن أبي حَاتِم وبن أبي الدُّنْيَا فِي صفة الْجنَّة عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ الظِّلُّ الْمَمْدُودُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ عَلَى سَاقٍ قَدْرَ مَا يَسِيرُ الرَّاكِبُ الْمُجِدُّ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ مِنْ كُلِّ نَوَاحِيهَا فَيَخْرُجُ أَهْلُ الْجَنَّةِ يَتَحَدَّثُونَ فِي ظِلِّهَا فَيَشْتَهِي بَعْضُهُمُ اللَّهْوَ فَيُرْسِلُ اللَّهُ رِيحًا فَيُحَرِّكُ تِلْكَ الشَّجَرَةَ بِكُلِّ لَهْوٍ كَانَ فِي الدُّنْيَا الْحَدِيثُ الرَّابِعَ عَشَرَ تَقَدَّمَ فِي السَّادِسِ الْحَدِيثُ الْخَامِسَ عَشَرَ حَدِيثُ الْبَرَاءِ لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي بن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ فِي الْجَنَائِزِ الْحَدِيثُ السَّادِسَ عَشَرَ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ فِي تَفَاضُلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
— حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لاَ يَقْطَعُهَا».
وبه قال: ( حدّثنا روح بن عبد المؤمن) بفتح الراء وبعد الواو الساكنة حاء مهملة البصري المقرئ قال: ( حدّثنا يزيد بن زريع) بتقديم الزاي مصغرًا البصري قال: ( حدّثنا سعيد) هو ابن أبي عروبة ( عن قتادة) بن دعامة أنه قال: ( حدّثنا أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه ( قال) :
( إنَّ في الجنة لشجرة) هي طوبى كما عند أحمد والطبراني وابن حبان من حديث عتبة بن عبد السلمي ( يسير الراكب) الجواد المضمر السريع ( في ظلها) أي ناحيتها ( مائة عام لا يقطعها) .
وليس في الجنة شمس ولا أذى.
— حدَّثنا رَوْحُ بنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ قَالَ حدَّثنا يَزِيدُ بنُ زُرَيْعٍ قَالَ حدَّثَنَا سَعِيدٌ عنْ قَتَادَةَ قَالَ حدَّثنَا أنَسُ بنُ مالِكٍ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ عنِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إنَّ فِي الجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عامٍ لَا يَقْطَعُهَا.
روح، بِفَتْح الرَّاء: ابْن عبد الْمُؤمن أَبُو الْحسن الْبَصْرِيّ الْمقري.
وَهُوَ من أَفْرَاده وَلَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد، وَيزِيد من الزِّيَادَة، وَسَعِيد هُوَ ابْن أبي عرُوبَة.
والْحَدِيث من أَفْرَاده وَأخرجه التِّرْمِذِيّ من طَرِيق معمر عَن قَتَادَة، وَزَاد فِي آخِره: وَإِن شِئْتُم فاقرأوا: { وظل مَمْدُود} ( الْوَاقِعَة: 03) .