تحفة 10266
Этот хадис передал аль-Бухари (3671).
كان التَّواضُعُ سِمةَ صحابةِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فقد علِموا أنَّ مَن تواضَع لله رفَعه، وهذا الحديثُ يُظهِر جانبًا مِن هذا الخُلُقِ الحميدِ مِن أحدِ صحابة رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهو عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه؛ ففيه أنَّ محمَّدَ بنَ الحنفيَّةِ- وهو ابنُ عليِّ بن أبي طالبٍ مِن غيرِ فاطمةَ، والحنفيَّة نسبة إلى جَدِّ أمِّه، واسمُها خَوْلَةُ- سأل أباه عليًّا: أيُّ النَّاسِ خيرٌ بعد رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ فأجابه بأنَّ أبا بكرٍ هو خيرُ النَّاس بعد النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومِن بعده عمرُ بنُ الخطَّابِ رضي الله عنه، وقولُ محمَّدِ بنِ الحنفيَّة: «وخشِيتُ أن يقولَ: عثمانُ»، أي: وخِفتُ أن يقولَ: إنَّ الأفضلَ بعد أبي بكرٍ وعمرَ: عثمانُ؛ تواضعًا منه وهضمًا لنفسِه، فيضطرِبُ عليه الحالُ؛ لأنَّه كان يعتقِد أنَّ أباه عليًّا أفضلُ، فبادَر محمَّدٌ وسأل عليًّا: ثمَّ أنت؟ أي: ثمَّ أنت الأفضلُ بعدهما، فردَّ عليه بما يناسِبُ تواضُعَه رضي الله عنه، قائلًا: إنَّما أنا رجُلٌ مِن المُسلِمين، وهذا على سبيلِ التَّواضُعِ منه، مع العلمِ بأنَّه حين هذا السُّؤالِ خيرُ النَّاسِ بلا نزاعٍ؛ لأنَّه بعد قَتْلِ عثمانَ- رضي اللهُ عنهم أجمعين.
وفي الحديث: إفصاحُ عليٍّ رضي الله عنه بأنَّ أبا بكرٍ رضي الله عنه خيرُ النَّاس بعد رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأنَّ خيرَهم بعد أبي بكرٍ عمرُ رضي الله عنهم جميعًا.