7557 – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ — رضى الله عنها — أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ — صلى الله عليه وسلم – قَالَ:
« إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَيُقَالُ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ » .
أطرافه 2105 ، 3224 ، 5181 ، 5957 ، 5961 — تحفة 17557
7557 – Передают со слов ‘Аиши, да будет доволен ею Аллах, о том, что Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«Поистине, создатели этих изображений будут подвергнуты мучениям в День воскрешения и им скажут: “Оживите то, что вы создали!”» См. также хадисы №№ 2105, 3224, 5181, 5957 и 5961. Этот хадис передал аль-Бухари (7557).
Также этот хадис передали Малик (1736), Ахмад (6/70, 80, 223, 246), Муслим (2107), ан-Насаи (8/215), Ибн Маджах (2151). См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (1565).
شرح الحديث
توعَّدَ اللهُ سبحانه وتعالى الْمُصوِّرينَ بأنَّهم أشدُّ النَّاسِ عذابًا يومَ القيامةِ، وفي هذا الحديثِ تَروي عائشةُ رضِي اللهُ عنها أنَّها اشترتْ نُمْرُقَةً، أي: وِسادةً صغيرةً فيها صورٌ، وكأنَّها وضعَتْها في صدْرِ بيتِها فلمَّا رآها رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، أي: قبْلَ أنْ يدخلَ بيتَها قامَ على البابِ، أي: وقفَ فلم يدخلْ، أي: غضبًا، ولَمَّا رأتْ أمُّ المؤمنين عائشةُ رضِي اللهُ عنها كراهتَه لِلنُّمرقَةِ فزِعَتْ وقدَّمتْ توبتَها قبْلَ أن تعرفَ ذنبًا، فقالتْ: يا رسولَ اللهِ أتوبُ إلى الله وإلى رسولِه، فقالَ لها صلَّى الله عليه وسلَّم يُعرِّفُها سببَ كراهتِه لِلنُّمرقةِ: «إنَّ أصحابَ هذه الصُّورِ يومَ القيامةِ يعذَّبونَ»، أي: الَّذينَ يصنعونَ هذه الصُّورَ يُعذِّبُهمُ اللهُ يومَ القيامةِ، والمرادُ صُورُ الحيوانِ وليس صُورَ الجَماداتِ أو النباتات، «فيقال لهم: أَحْيُوا ما خَلقْتُم»، أي: يَأمرُهمُ اللهُ؛ تعجيزًا وتبكيتًا لهم على محاولَتِهم مضاهاةَ خلْقِ اللهِ تعالى ومشابهتَه، فَيأمرُهمُ اللهُ؛ تعجيزًا بأنْ يَقوموا بِإحياءِ الصُّورِ والتَّماثيلِ الَّتي صنعوها، ثُمَّ ذكر صلَّى الله عليه وسلَّم عقابًا آخَرَ لِمَن يحتفظُ بِهذه الصُّوَرِ وهو أنَّ الملائكةَ لا تدخلُ البيتَ الَّذي فيه صورٌ، والمراد بالملائكةِ: غيرُ الحَفَظةِ، فيُحرَمُ البيتُ بركةَ دُخولِ الملائكةِ.
وفي الحديث: عدمُ الدُّخولِ فى الدَّعوةِ التي يكونُ فيها مُنكَرٌ ممَّا نهَى اللهُ عنه ورسولُه صلَّى الله عليه وسلَّم، وأنَّه لا يَنبغي حُضورُ المنكَرِ والمعاصِي ولا مُجالسةُ أهلِها عليها؛ لأنَّه إظهارٌ للرِّضا بها، ومَن كثَّر سوادَ قومٍ فهو منهم، ولا يُؤمَنُ حُلولُ سَخَطِ اللهِ وعِقابِه عَليهم وشُمولُ لَعنتِه لجَميعِهم.
( مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة) زيد الخزرجي ( أن رافع) بالراء ( ابن إسحاق) المدني التابعي الثقة ( مولى الشفا) بكسر المعجمة والمد أو القصر بنت عبد الله بن عبد شمس الصحابية ويقال مولى أبي طلحة ويقال مولى أبي أيوب ( أخبره قال دخلت أنا وعبد الله بن أبي طلحة) زيد بن سهل الأنصاري والد إسحاق ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة حنين وفي الصحيح أن أمه أم سليم لما ولدته قالت يا أنس اذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فليحنكه فكان أول شيء دخل جوفه ريقه صلى الله عليه وسلم وحنكه بتمرة فجعل يتملظ فقال صلى الله عليه وسلم حب الأنصار التمر قال ابن سعد ثقة جليل الحديث روي عن أبيه وأخيه لأمه أنس وعنه ابناه إسحاق وعبد الله وابن ابنه يحيى بن إسحاق وغيرهم قال أبو نعيم واستشهد بفارس وقال غيره مات بالمدينة سنة أربع وثمانين ( على أبي سعيد الخدري يعوده) من مرض به ( فقال لنا أبو سعيد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الملائكة) قيل هو عام في كل ملك وقيل المراد ملائكة الوحي قاله أبو عمر ( لا تدخل بيتًا) أي مكانًا يستقر إليه الشخص سواء كان بيتًا أو خيمة أو غيرهما ( فيه تماثيل) أي تصاوير جمع تمثال وهو الصورة مما يشبه صورة الحيوان التام التصور ولم تقطع رأسه ويمتهن أو عام في كل الصور وسبب امتناعهم كونها معصية فاحشة إذ فيها مضاهاة لخلق الله وبعضها في صورة ما يعبد من دون الله ( أو تصاوير شك إسحاق لا يدري أيتهما) أي اللفظتين ( قال أبو سعيد) وإن اتحد المعنى ولولا جزم الراوي بأنه شك لأمكن جعل أو للتنويع وتفسير التماثيل بالأصنام والتصاوير بالحيوان قال ابن عبد البر هذا أصح حديث في هذا الباب وأحسنه إسنادًا انتهى أي من أصحه وأحسنه ( مالك عن أبي النضر) بضاد معجمة سالم بن أبي أمية ( عن عبيد الله) بضم العين ( ابن عبد الله) بفتحها ( ابن عتبة) بضمها وإسكان الفوقية ( ابن مسعود) أحد الفقهاء ( أنه دخل على أبي طلحة) زيد بن سهل ( الأنصاري) الخزرجي ( يعوده) لمرض ( قال فوجد عنده سهل بن حنيف) بضم المهملة وفتح النون الأنصاري البدري ( فدعا أبو طلحة إنسانًا فنزع نمطًا) بفتح النون والميم وطاء مهملة ضرب من البسط له خمل رقيق ( من تحته فقال له سهل بن حنيف لم تنزعه قال كان فيه تصاوير وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما قد علمت) يا سهل أن البيت الذي فيه صور لا تدخله الملائكة ( قال سهل ألم يقل إلا ما كان رقمًا) بفتح الراء وسكون القاف أي نقشًا ووشيًا ( في ثوب قال بلى) أي قد قال ذلك ( ولكنه أطيب لنفسي) للبعد عن الصور من حيث هي قال ابن العربي حاصل ما في اتخاذ الصور أنها إن كانت ذات أجسام حرم إجماعًا وإن كانت رقمًا فأربعة أقوال الجواز مطلقا لظاهر هذا الحديث والمنع مطلقًا حتى الرقم والتفصيل فإن كانت الصورة ثابتة الهيئة قائمة الشكل حرم وإن قطعت الرأس وتفرقت الأجزاء جاز وهذا هو الأصح والرابع إن كان مما يمتهن جاز وإن كان معلقًا فلا انتهى وهذا الإجماع محله في غير لعب البنات وكذا رجح ابن عبد البر القول الثالث وقال إنه أعدل المذاهب وعليه أكثر العلماء ومن حمل عليه الآثار لم تتعارض وهذا أولى ما اعتقد فيه قال ولم يختلف رواة الموطأ في إسناد هذا الحديث ومتنه وزعم بعض العلماء أن عبيد الله لم يلق أبا طلحة وما أدري كيف قال ذلك وهو يروي حديث مالك هذا وأظنه لقول بعض أهل السير مات أبو طلحة سنة أربع وثلاثين وعبيد الله حينئذ لم يكن ممن يصح له السماع وهذا ضعيف والأصح أن وفاة أبي طلحة بعد الخمسين لما صح عن أنس سرد أبو طلحة الصوم بعد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين سنة ومات سهل بن حنيف سنة ثمان وثلاثين فسماع عبيد منهما ممكن وقد ثبت هنا صحيحًا فكيف ينكر وإن كان سبب إنكاره رواية ابن أبي ذئب عن ابن شهاب عن عبيد الله عن ابن عباس عن أبي طلحة مرفوعًا لا تدخل الملائكة بيتًا فيه تصاوير فقد خالف الأوزاعي ابن أبي ذئب فرواه عن الزهري عن عبيد الله عن أبي طلحة لم يذكر ابن عباس وهذا موافق لرواية مالك عن أبي النضر على أنه يجوز أنهما حديثان لأن حديث أبي النضر استثنى ما كان رقمًا في ثوب وجمع سهل بن حنيف مع أبي طلحة وليس هذان في حديث ابن شهاب فهو غير حديث أبي النضر وإن كان شيخهما واحدًا وهو عبيد الله انتهى ملخصًا وحديث ابن شهاب في الصحيحين ورجح الدارقطني رواية ابن أبي ذئب بإثبات ابن عباس ورجح ابن الصلاح رواية الأوزاعي في إسقاطه ويؤيده رواية أبي النضر إن كان واحدًا ( مالك عن نافع) مولى ابن عمر ( عن القاسم بن محمد) ابن أبي بكر الصديق ( عن) عمته ( عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها اشترت نمرقة) بضم النون والراء وبكسرهما روايتان بينهما ميم ساكنة وقاف مفتوحة وحكي تثليث النون وسادة صغيرة ( فيها تصاوير) أي تماثيل حيوان ( فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل) الحجرة زاد في رواية للبخاري وجعل يتغير وجهه ( فعرفت) عائشة ( في وجهه) الوجيه ( الكراهية) بكسر الهاء وخفة الياء وفي رواية بفتح الهاء وإسقاط الياء ( وقالت يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله) فيه التوبة من جميع الذنوب إجمالاً ولو لم يستحضر التائب خصوص الذنب الذي حصلت به مؤاخذاته قال الطيبي فيه حسن أدب من الصديقة حيث قدمت التوبة على اطلاعها على الذنب ومن ثم قالت ماذا أذنبت أي ما اطلعت على الذنب ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال هذه النمرقة) ما شأنها فيها تماثيل ( قالت اشتريتها لك تقعد عليها وتوسدها) بحذف إحدى التاءين للتخفيف والأصل وتتوسدها ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أصحاب هذه الصورة) الحيوانية الذين يصنعونها يضاهون بها خلق الله ( يعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا) بهمزة قطع مفتوحة وضم الياء ( ما خلقتم) صورتم كصورة الحيوان والأمر للاستهزاء والتعجيز لأنهم لا يقدرون على نفخ الروح في الصورة التي صوروها فيدوم تعذيبهم وفي الصحيحين عن ابن عباس من صور صورة في الدنيا كلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ أي أبدًا فهو معذب دائمًا لأنه جعل غاية عذابه إلى أن ينفخ فيها الروح وأخبر أنه ليس بنافخ وهذا يقتضي تخليده في النار لكنه في حق من كفر بالتصوير أما غيره وهو العاصي يفعل ذلك غير مستحل له ولا قاصد أن يعبد فيعذب إن لم يعف عنه عذابًا يستحقه ثم يخلص منه أو المراد به الزجر الشديد بالوعيد بعقاب الكافر ليكون أبلغ في الارتداع وظاهره غير مراد إلا أن حمله على الأول أولى ثم أمره بالإحياء وقوله كلف لا ينافي أن الآخرة ليست دار تكليف لأن المنفي تكليف عمل يترتب عليه ثواب أو عقاب فأما مثل هذا التكليف فلا يمتنع لأنه نفسه عذاب ( ثم قال إن البيت الذي فيه الصورة) الحيوانية فلا بأس بصورة الأشجار والجبال ونحو ذلك لقول ابن عباس لرجل إن كنت ولا بد فاعلاً فاصنع الشجرة وما لا نفس له سائلة رواه مسلم ( لا تدخل الملائكة) الحفظة وغيرهم على ظاهره أو ملائكة الوحي كجبريل وإسرافيل لكن يلزم منه قصر النفي على زمنه صلى الله عليه وسلم لانقطاع الوحي بعده وبانقطاعه ينقطع نزولهم وقيل المراد بهم الذين ينزلون بالرحمة والمستغفرين للمؤمنين فيعاقب متخذها بحرمان دخولهم بيته واستغفارهم له أما الحفظة فلا يفارقون المكلف في كل حال وبهذا جزم الخطابي وغيره إلا عند الجماع والخلاء كما رواه ابن عدي وضعفه وأجاب الأول بجواز أن لا يدخلوا بأن يكونوا على باب البيت مثلاً ويطلعهم الله على عمل العبد ويسمعهم قوله وقد زاد بعض طرق الحديث عند مسلم قالت عائشة فأخذته فجعلته مرفقين فكان يرتفق بهما في البيت وهذا الحديث رواه البخاري في البيع عن عبد الله بن يوسف وفي النكاح عن إسماعيل وفي اللباس عن القعنبي ومسلم في اللباس عن يحيى الأربعة عن مالك به وتابعه جويرية بن أسماء وإسماعيل بن أمية عند البخاري وعبد الوهاب الثقفي والليث بن سعد وأسامة بن زيد وعبيد الله بن عمر عند مسلم الستة عن نافع نحوه.