1275 ( صحيح )
اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ الهُدَى والتُّقى والعفافَ والغِنى
( م ت ه ) عن ابن مسعود .
«О Аллах, поистине, я прошу Тебя (даровать мне) руководство, богобоязненность, воздержание[1] и богатстве[2]! /Аллахумма, инни асъалюка-ль-худа, ва-т-тукъа, валь-‘афафа валь-гъына!/» Этот хадис передали Муслим (2721), ат-Тирмизи (3489) и Ибн Маджах (3832).
Хадис достоверный. См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (1275), «Фикъху-с-сира» (481).
[1] Имеется в виду воздержание от ослушания и всего дурного.
[2] Под богатством /гъина/ в данном случае подразумевается отсутствие необходимости в обращениях к людям с какими бы то ни было просьбами. См. «аль-Азкар» имама ан-Навави (стр. 661).
—
شرح الحديث
وفي هذا حديثٌ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه كان مِن دُعاءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسألُكَ الهُدَى» مِن الهدايةِ، وهو الطَّريقُ المُستَقيمُ، «والتُّقى» وهو الخَوفُ منَ اللهِ، والحَذَرُ مِن مُخالَفَتِه، وأطلَقَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الهُدى والتُّقى مِن دونِ تَقْيِيدٍ لَهُما لِيَتناوَلَ كُلَّ ما يَنْبَغِي أنْ يَهتَدِيَ إليه مِن أمْرِ المعاشِ والمعادِ، ومَكارمِ الأَخْلاقِ، وكُلَّ ما يَجِبُ أن يَتَّقيَ مِنه مِن الشِّركِ والمعاصِي، ورَذائلِ الأَخْلاقِ، «والعَفافَ» مِن العِفَّةِ، وهي الابتعادُ عن كُلِّ ما حَرَّمَ اللهُ عليه، «والغِنى» والمُرادُ به: الغِنَى عَنِ الخَلْقِ، فَالإنسانُ إذا وَفَّقَه اللهُ ومَنَّ عليه بِالاستغْنَاءِ عنِ الخَلْقِ، صار عَزيزَ النَّفْسِ غَيرَ ذَليلٍ؛ لأنَّ الحاجَةَ إلى الخَلْقِ ذُلٌّ ومَهانَةٌ، والحاجَةُ إلى اللهِ تَعالَى عِزٌّ وعِبَادَةٌ.
وفي الحديثِ: أنَّ الَّذي يَملِكُ النَّفعَ والضَّرَّ والهِدايةَ لِلخَلْقِ هو اللَّهُ وَحْدَه، لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبيٌّ مُرْسَلٌ ولا غَيرُهُما.
وفيه: شَرفُ هذه الخِصالِ -الهُدى والتُّقى والعفافُ والغِنى- والحثُّ على التَّخلُّقِ بها.