1569 ( صحيح )
إنَّ أعْظَمَ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ فِرْيَةً: لَرَجُلٌ هاجَى رَجُلاً فَهَجا القَبِيلَةَ بِأسْرِها ورَجُلٌ انتَفَى مِنْ أبِيهِ وزَنَّى أُمَّهُ
( ه هق ) عن عائشة .
Шейх аль-Албани назвал хадис достоверным. См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (1569), «ас-Сильсиля ас-сахиха» (763, 1487).
شرح الحديث
أمَر الشَّرعُ بحِفظِ اللِّسانِ وصِيانةِ الأعراضِ، وأمَر المسلِمَ بعدَمِ مُقابَلةِ السَّيِّئةِ بالسَّيِّئةِ، وعدَمِ التَّعدِّي بالقَولِ والفُحشِ على أحَدٍ.
وفي هَذا الحديثِ بيانٌ لبعضِ هذه المعاني؛ حيث تقولُ عائشةُ رَضِي اللهُ عَنها: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: «إنَّ أعظَمَ النَّاسِ فِرْيَةً»، أي: أعظَمَهم وُقوعًا في الظُّلمِ والكَذِبِ، «لَرَجُلٌ هاجَى رجُلًا»، أي: بادَلَه السِّبابَ والشَّتائمَ، «فهَجا» الرَّجلُ الثَّاني «القبيلةَ بأَسْرِها»، أي: فسَبَّ وشتَمَ قبيلةَ الرَّجلِ الأوَّلِ كلَّهم، فتَعدَّى وجارَ وظلَم بشَتمِه كلَّ القبيلةِ، «ورجُلٌ انتَفى مِن أبيه»، أي: بأنْ نسَب نفْسَه إلى غيرِ أبيهِ، «وزَنَّى أمَّه»، أي: نسَبَها إلى الزِّنا؛ لأنَّ كونَه ابنًا للغيرِ لا يكونُ إلَّا كذلك، وهذا مِن الظُّلمِ والافتراءِ والكذبِ على الوالِدَينِ؛ لأنَّ الولَدَ للفِراشِ.
وقد كان العرَبُ مَشهورِينَ بأنواعٍ مِن الشِّعرِ الفاحِشِ، ومِنها الهِجاءُ وهو مِمَّا يُكرَهُ مِن الشِّعرِ، فكان في هذا الحديثِ تربيةٌ للمُسلِمين على تَرْكِ أمثالِ هذا الكلامِ، والشِّعرُ منه حَسَنٌ ومنه قَبيحٌ، فعلى المسلمِ أن يأخُذَ الحسَنَ ويَدَعَ القَبيحَ، وأمَّا ما فعَلَه حسَّانُ بنُ ثابتٍ وكعبُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنهما مِن هجاءِ المشرِكين؛ فإنَّهما فَعَلا ذلك لِمَصلَحةٍ أقَرَّها النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم للدِّفاعِ عن الإسلامِ والذَّبِّ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، ولأنَّ العرَبَ كانت تَتأثَّرُ بالكلامِ والشِّعرِ مِثلَ التَّأثُّرِ بالحربِ والقِتالِ، والنِّبالِ والسِّهامِ؛ فإنَّ هِجاءَهم كان حَربًا نفسيَّةً على المشرِكين، وهذا مَشروعٌ .
وفي هَذا الحديثِ بيانٌ لبعضِ هذه المعاني؛ حيث تقولُ عائشةُ رَضِي اللهُ عَنها: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: «إنَّ أعظَمَ النَّاسِ فِرْيَةً»، أي: أعظَمَهم وُقوعًا في الظُّلمِ والكَذِبِ، «لَرَجُلٌ هاجَى رجُلًا»، أي: بادَلَه السِّبابَ والشَّتائمَ، «فهَجا» الرَّجلُ الثَّاني «القبيلةَ بأَسْرِها»، أي: فسَبَّ وشتَمَ قبيلةَ الرَّجلِ الأوَّلِ كلَّهم، فتَعدَّى وجارَ وظلَم بشَتمِه كلَّ القبيلةِ، «ورجُلٌ انتَفى مِن أبيه»، أي: بأنْ نسَب نفْسَه إلى غيرِ أبيهِ، «وزَنَّى أمَّه»، أي: نسَبَها إلى الزِّنا؛ لأنَّ كونَه ابنًا للغيرِ لا يكونُ إلَّا كذلك، وهذا مِن الظُّلمِ والافتراءِ والكذبِ على الوالِدَينِ؛ لأنَّ الولَدَ للفِراشِ.
وقد كان العرَبُ مَشهورِينَ بأنواعٍ مِن الشِّعرِ الفاحِشِ، ومِنها الهِجاءُ وهو مِمَّا يُكرَهُ مِن الشِّعرِ، فكان في هذا الحديثِ تربيةٌ للمُسلِمين على تَرْكِ أمثالِ هذا الكلامِ، والشِّعرُ منه حَسَنٌ ومنه قَبيحٌ، فعلى المسلمِ أن يأخُذَ الحسَنَ ويَدَعَ القَبيحَ، وأمَّا ما فعَلَه حسَّانُ بنُ ثابتٍ وكعبُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنهما مِن هجاءِ المشرِكين؛ فإنَّهما فَعَلا ذلك لِمَصلَحةٍ أقَرَّها النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم للدِّفاعِ عن الإسلامِ والذَّبِّ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، ولأنَّ العرَبَ كانت تَتأثَّرُ بالكلامِ والشِّعرِ مِثلَ التَّأثُّرِ بالحربِ والقِتالِ، والنِّبالِ والسِّهامِ؛ فإنَّ هِجاءَهم كان حَربًا نفسيَّةً على المشرِكين، وهذا مَشروعٌ .