600 ( صحيح )
إذا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ وساءَتكَ سَيِّئَتُكَ فَأَنْتَ مُؤمِنٌ
( حم حب طب ك هب الضياء ) عن أبي أمامة .
«Когда твои добрые дела радуют тебя, а твои плохие дела огорчают тебя, то ты — верующий». Этот хадис передали имам Ахмад (5/251, 252, 256), Ибн Хиббан (176), ат-Табарани в «аль-Му’джам аль-Кабир» (7540), аль-Хаким (33), аль-Байхакъи в «Шу’аб аль-Иман» (5746), ад-Дыйаъ аль-Макъдиси со слов Абу Умамы, да будет доволен им Аллах.
Шейх аль-Албани назвал хадис достоверным. См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (600), «ас-Сильсиля ас-сахиха» (550).
________________________________________
Сообщается, что Абу Умама, да будет доволен им Аллах, сказал: «Однажды некий мужчина спросил Пророка, да благословит его Аллах и приветствует, сказал: “О Посланник Аллаха, что такое что такое вера?” Он ответил: “Когда твои добрые дела радуют тебя, ….”».
—
شرح الحديث
التخريج : أخرجه أحمد في ((المسند)) (5/252) واللفظ له، ووالطبراني في ((الكبير)) (8/138)، والحاكم في ((المستدرك)) (2/16) باختلاف يسير.
الإيمانُ باللهِ تعالى من أَعْظَمِ القَضَايا التي اهتمَّ بمعرفَتِها أصْحابُ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فكانوا يَسْأَلون عنه، وعن عَلَاماتِه.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو أُمَامةَ الباهِليُّ رضِي اللهُ عنه: «أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما الإيمانُ؟»، أي: ما علامتُهُ، وبأيِّ شيءٍ يَعرِفُ المَرْءُ إيمانَه؟ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إذا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ» يعني: إذا صَدَرَتْ منكَ طاعةٌ وفَرِحْتَ بتَوْفيقِ اللهِ لكَ فيها، راجيًا ثوابَها؛ لكوْنِها مَحبوبةً لله وكوْنِها مأمورًا بها ومَرجُوًّا عليها الإثابةُ، «وَسَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ»، أي: إذا أصابتْكَ معصيةٌ، ونَدِمْتَ عليها خوفًا من العُقُوبة؛ لكوْنِها منهيًّا عنها يُخافُ بسَبِبِها العُقُوبة، «فأنْتَ مُؤْمِنٌ»، أي: فذَلِكَ عَلَامةُ الإيمانِ، وهذا من إِطْلاق اسْمِ الإيمانِ على مَنْ أتى ببَعْضِ أجزائِهِ.
ثم سَأَلَ الرَّجُلُ سُؤالًا آخَرَ فقال: «يا رَسولَ الله، فما الإثْمُ؟»، أي: أَخْبِرْنِي عن عَلَامةِ الذَّنْبِ إذا اشْتَبَهَ أمْرُهُ، والْتَبَسَ حُكمُهُ؟ فقال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إذا حَاكَ في نَفْسِكَ شَيْءٌ»، أي: أثَّر فيها وتردَّد ولم يَطمئِنَّ به قَلْبُكَ، «فَدَعْهُ»، أي: اتْرُكْهُ، والمعنى: أنَّ النَّفْسَ إذا تردَّدَتْ في كوْنِهِ ذنبًا، فالتَّقْوى تَرْكُه، أو المعنى: اتْرُكْهُ احتياطًا إذا كان الأحْوطُ تَرْكَهُ، وإذا كان الفِعلُ أَوْلى فاتْرُكْ ضِدَّه؛ لِئَلَّا تَقَعَ في الإثْمِ، وهذه الأَجْوِبةُ من النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من الأُسلوبِ الحَكِيمِ، ومُداواةِ النُّفُوسِ المؤمنةِ بالحِكْمَةِ، والمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ، وأنْ يَجْعَلَ عليها رقيبًا من أَنْفُسِها.
وفي الحَدِيث: أنَّ الإيمانَ لا يُنافِيهِ اقْتِرافُ السَّيِّئاتِ، وإنْ كانتْ تَنقُصُ منه بلا شَكٍّ.
وفيه: أنَّ الفَرَحَ بما يُرْضي اللهَ والحُزْنَ بما يُغْضِبُه من علاماتِ الإيمانِ( ).