570 — عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِىِّ — صلى الله عليه وسلم — قَالَ:
« صَلاَةُ الْمَرْأَةِ فِى بَيْتِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلاَتِهَا فِى حُجْرَتِهَا وَصَلاَتُهَا فِى مَخْدَعِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلاَتِهَا فِى بَيْتِهَا ».
قال الشيخ الألباني : صحيح
«Молитва женщины в своём доме лучше[1], чем её молитва во дворе дома, а её молитва в своей дальней комнате, лучше, чем её молитва у себя дома[2]». Этот хадис передал Абу Дауд (570).[3]
Шейх аль-Албани сказал: «Достоверный хадис/сахих/».[4]
Его иснад является достоверным в соответствии с условиями Муслима, и тоже самое сказал ан-Навави («аль-Маджму’», 4/198). Аль-Хаким сказал: «Хадис достоверный в соответствии с условиями аль-Бухари и Муслима», и с ним согласился аз-Захаби. См. «Сахих Аби Дауд» (3/108).
[1] Из-за того, что он полностью скрывает её (от посторонних). См. «‘Аун аль-Ма’буд» 2/194.
[2] То есть в том месте в доме, где её могут видеть другие люди.
[3] Также этот хадис передали аль-Хаким (1/209) и аль-Байхакъи (3/131).
[4] См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (3833), «Сахих ат-Таргъиб ва-т-тархиб» (345), «Тахридж Мишкатуль-масабих» (1021), «Сахих Ибн Хузайма» (1690).
شرح الحديث
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «صلاةُ المرأةِ في بيتِها أفضَلُ من صلاتِها في حُجْرَتِها»، والمرادُ ببيتِها: بيتُها الدَّاخليُّ الذي تَأْوِي إليه عِندَ النَّومِ، والحُجْرَةُ هي صَحْنُ الدَّارِ التي تكون أبوابُ البُيوتِ إليها؛ لأنَّ الصَّلاةَ في بيتِها أحفَظُ لها وأكمَلُ لسَتْرِها، «وصلاتُها في مُخْدَعِها أفضَلُ من صَلاتِها في بيتِها»، والمُخْدَعُ: الخَزانةُ التي تكونُ في أقْصَى البَيتِ، فتكون أخصَّ من البيتِ؛ فصلاتُها كُلَّما كانتْ أَخْفى زادَ فضْلُها وثوابُها؛ لأنَّ هذا آمَنُ لها مِن الفِتنةِ.
وفي الحَديثِ: بيانُ أفضليَّةِ الصَّلاةِ للمرأةِ في المكانِ المستورِ، وعِناية الإسلامِ بالمرأةِ؛ خوفًا عليها من الفِتنةِ أو الافتتانِ بها.
حَفِظَ الإسلامُ للمَرأةِ مكانتَها، وجعَلَها دُرَّةً مَصونَةً في بيتِها؛ حِمايةً لها، وصِيانةً لكَرامتِها؛ ولهذا كان بيتُها هو مَكْمَنَ عِزِّها ومُستقَرَّ أَمْنِها، حتَّى في عِباداتِها.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه: «صَلاةُ المرأةِ في بَيتِها أفضَلُ مِن صَلاتِها في حُجْرَتِها»، والمُرادُ ببَيتِها: بَيتُها الدَّاخليُّ الَّذي تَأْوِي إليه عندَ النَّومِ، والحُجْرَةُ هي صَحْنُ الدَّارِ الَّتي تكونُ أبوابُ البُيوتِ إليها؛ لأنَّ الصَّلاةَ في بَيتِها أحفَظُ لها وأكمَلُ لِسَتْرِها، «وصَلاتُها في حُجْرَتِها أفضَلُ مِن صَلاتِها في دارِها، وصَلاتُها في دارِها أفضَلُ مِن صَلاتِها فيما سِواها»، أي: إنَّ المرأةَ كُلَّما أدَّتْ صَلاتَها في مَكانٍ خاصٍّ بها وأستَرَ لها، زادَ فضْلُها وثَوابُها؛ لأنَّ هذا آمَنُ لها مِن الفِتنةِ.
ثمَّ قال : «إنَّ المرأةَ إذا خرَجَتْ»، أي: مِن مَنزلِها، «استشْرَفَها الشَّيطانُ»، أي: تَطلَّعَ إليها الشَّيطانُ، فزيَّنَها للنَّاسِ، ورفَعَ البَصرَ إليها، ووَكَلَ النَّظرَ عليها؛ لِيَغْوِيَها أو يَغوِيَ بها غَيرَها، فيُوقِعَ أحدَهما أو كلَيْهما في الفِتنةِ. ويَحتمِلُ أنْ يَكونَ المُرادُ بالشَّيطانِ أهْلَ الفُسوقِ والخِيانةِ، وسمَّاهم به على التَّشبيهِ، بمعنى: أنَّهم إذا رَأوْها بارِزةً استشرَفُوها، وطمَحوا بأبصارِهم نَحوَها، ولكنَّه أسنَدَ الفِعْلَ إلى الشَّيطانِ لَمَّا أُشْرِبوا في قُلوبِهم الفُسوقَ، وتَجارَى بهم الفُجورُ، ففعَلوا ما فعَلوا، بإغواءِ الشَّيطانِ وتَسويلِه.
وفي الحديثِ: بَيانُ أفضليَّةِ الصَّلاةِ للمَرأةِ في المكانِ المستورِ، وعِنايةِ الإسلامِ بالمرأةِ؛ خَوفًا عليها مِن الفِتنةِ أو الافتتانِ بها.