—
« أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ »؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مِنَّا مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِ وَارِثِهِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم: « اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ مَالُكَ مَا قَدَّمْتَ وَمَالُ وَارِثِكَ مَا أَخَّرْتَ».
قال الشيخ الألباني : صحيح
Также его приводят имам Ахмад 1/382, аль-Бухари в своём «Сахихе» (6442) и «аль-Адабуль-муфрад» (153), Ибн Хиббан (3330).
Шейх аль-Албани назвал хадис достоверным. См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (1070), «Сахих аль-Адабуль-муфрад» (114), «Мушкилятуль-факър» (114), «ас-Сильсиля ас-сахиха» (1486). 6/237
______________________________________________
Слова: «Знайте, что нет среди вас ни кого» – были обращены к тем, кто находился в это время рядом с ним, а не ко всей мусульманской общине. И это не означает, что в умме не было никого, кто не был таковым, как, например, Абу Бакр, да будет доволен им Всевышний Аллах, о чем говорил имам ас-Синди. См. «Шарх Сунан ан-Насаи» ‘Али ибн Адама аль-Асьюби (30/80).
—
شرح الحديث
وقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما تعُدُّونَ الصُّرَعةَ فيكم؟» الصُّرعةُ هو الرُّجلُ القويُّ، «قال: قُلْنا: الَّذي لا يَصرَعُه الرِّجالُ»، أي: هو الَّذي لا تَغلِبُه الرِّجالُ لِقُوَّتِه، «قال: لا، ولكنَّ الصُّرعةَ الَّذي يَملِكُ نفْسَه عندَ الغضَبِ» والمعنى: أنَّ القَوِيَّ هو مَن يَملِكُ نفْسَه عندَ الغضَبِ، فهذا هو الفاضِلُ الممدوحُ الَّذي قَلَّ مَن يَقدِرُ على التَّخلُّقِ بخُلقِه ومُشارَكَتِه في فَضيلَتِه بخلافِ الأوَّلِ، وقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «ما تعُدُّونَ الرَّقُوبَ فيكم؟» الرَّقوبُ هو: الَّذي لا يَعيشُ له ولَدٌ، ولذلك قالوا: «الَّذي لا ولَدَ له»، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لا، ولكنَّ الرَّقُوبَ الَّذي لم يُقدِّمْ مِن ولَدِهِ شيئًا» والمعنى: إنَّكم تَعتقِدونَ أنَّ الرَّقُوبَ هو المُصابُ بمَوتِ أولادِهِ في الدُّنيا، وليس هو كذلك شَرْعًا، بلْ هو مَن لم يَمُتْ أحدٌ مِن أولادِهِ في حَياتِه، فيَحتسِبُه، ويُكتَبُ له ثَوابُ مُصيبَتِه به وثَوابُ صَبْرِه عليه، ويكونُ له فَرَطًا وسلَفًا.
وفي الحديثِ: التَّرغيبُ في إنفاقِ المالِ في طُرُقِه المشروعةِ؛ مِن النَّفسِ والأهْلِ والولدِ، والأعمالِ الصَّالحةِ، فإنَّ مالَ الإنسانِ ما يُنْفِقُه في حياتِهِ، لا ما يَترُكُه بَعدَ مَماتِه.
وفيه: تَلْطيفُ القولِ بإيصالِ الحِكمةِ إلى قُلوبِ الخلْقِ.
وفيه: تَصحيحُ المفاهيمِ الموروثةِ مع بَيانِ المفاهيمِ الشَّرعيَّةِ الصَّحيحةِ.