3260 – حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ:
تَلاَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَوْمًا هَذِهِ الآيَةَ (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) . قَالُوا: وَمَنْ يُسْتَبْدَلُ بِنَا ؟ قَالَ: فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- عَلَى مَنْكِبِ سَلْمَانَ ثُمَّ قَالَ: « هَذَا وَقَوْمُهُ هَذَا وَقَوْمُهُ ».
قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ فِى إِسْنَادِهِ مَقَالٌ. وَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ أَيْضًا هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قال الشيخ الألباني : صحيح
3260 – Сообщается, что Абу Хурайра (да будет доволен им Аллах) сказал:
«Однажды Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, прочитал этот аят: “И если вы отвернётесь, Он заменит вас другими людьми, и они не будут подобны вам” (Мухаммад, 47:38). (Люди) спросили: “А кем нас заменят?”»
(Абу Хурайра) сказал:
«И Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует) хлопнул по плечу (находившегося рядом) Салмана (аль-Фариси, да будет доволен им Аллах,) и сказал: “Этот и его народ! Этот и его народ!”»
(Абу ‘Иса ат-Тирмизи) сказал:
– Этот хадис редкий, а к его иснаду есть претензии. Также этот хадис передал ‘Абдуллах ибн Джа’фар от аль-‘Аляи ибн ‘Абду-р-Рахмана. Этот хадис передал ат-Тирмизи (3260).
Также этот хадис передали Ибн Хиббан (7123), ат-Табари в своём тафсире (26/67), аль-Байхакъи в «Даляиль ан-нубувва» (6/334), ат-Табарани в «аль-Му’джам аль-Аусат» (8/349), Абу Ну’айм в «Тариху Асбахан» (1/2, 3), аль-Багъави в «Шарху-с-Сунна» (7/261).
Шейх аль-Албани назвал хадис достоверным. См. «Сахих ат-Тирмизи» (3260).
شرح الحديث
مَن امتَثَل طاعةَ اللهِ ونُصرةَ دِينِه ورَسولِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فازَ ورَبِحَ، ومَن لم يَفعَلْ ذلك وتولَّى فإنَّ اللهَ يَستبدِلُ به مَن هو خيرٌ منه.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو هُريرةَ رضِيَ اللهُ عَنه: قال ناسٌ مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: «يا رسولَ اللهِ، مَن هؤلاء الَّذين ذكَر اللهُ»، أي: في قولِ اللهِ تعالى: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ} [محمد: 38]، أي: إن تتَولَّوْا عن طاعتِه يَستبدِلْ بكم مَن يكونُ مُطيعًا له عزَّ وجلَّ، «إن توَلَّيْنا»، أي: إنْ نحن قصَّرنا وخالَفْنا وأعرَضْنا عن طاعةِ اللهِ وطاعةِ نبيِّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم «استُبدِلوا بِنا»، أي: يأتي اللهُ بقومٍ آخَرين يَنصُرون دينَه ويُعظِّمونه، «ثمَّ لا يَكونوا أمثالَنا»، أي: يَكونوا خيرًا منَّا، قال أبو هُريرةَ: «وكان سَلْمانُ» الفارسيُّ «بجَنبِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم»، أي: كان قَريبًا مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، قال أبو هُريرةَ: فضرَب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فَخِذَ سَلْمانَ، ومرادُ ضربِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم هو الإشارةُ له والالتفاتُ إليه، وقال: «هذا وأصحابُه»، إشارةً إلى سَلْمانَ رضِيَ اللهُ عَنه وقومِه، ثمَّ حلَف النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فقال: «والَّذي نفْسي بيدِه»، أي: أُقسِمُ بالَّذي حَياتي ورُوحي بيَدِه ؛ وذلك لأنَّ اللهَ هو الَّذي يَملِكُ الأنفُسَ، وكثيرًا ما كان يُقسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بهذا القسَمِ، «لو كان الإيمانُ مَنوطًا»، أي: مُعلَّقًا «بالثُّريَّا»، والثُّريَّا: اسمٌ لِمَجموعةٍ مِن النُّجومِ كانوا يَعرِفونها، «لَتَناوَله رجالٌ مِن فارِسَ»، أي: أخَذه وحصَّله رِجالٌ مِن فارسَ، وهذا إشارةٌ إلى حِرصِهم وشدَّةِ ما يَبذُلونه لخِدْمةِ هذا الدِّينِ.
قيل: إنَّ هذا الخِطَابَ والوعيدَ وإنْ كان للصَّحابةِ رضِيَ اللهُ عَنهم إلَّا أنَّه يُرادُ به غيرُهم ممَّن سيَخلُفُهم ويأتي بعدَهم ممَّن قد يَجوزُ تَولِّيه عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فيَكونُ بتَولِّيه عنه مِن أهلِ ذلك الوعيدِ، ويكونُ حَرِيًّا بوُقوعِه به؛ لأنَّ الصَّحابةَ رضِيَ اللهُ عَنهم هم خِيرتُه لنَبيِّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وقد أُعِدَّ لهم ما أُعِدَّ في الآخرةِ، مِن كَرامتِه ورِضْوانِه بما لا يكونُ مِنهم معَه في الدُّنيا التَّولِّي عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.
وفي الحديثِ: فضلُ سَلْمانَ الفارسيِّ رضِيَ اللهُ عَنه وأصحابِه المُؤمنِينَ مِن قَومِه.
[عبد الرحمن المباركفوري]