Хадис:
«Мольба — это поклонение»
عن النعمان بن بشير رضي اللّه عنهما، عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال:
« الدُّعاءُ هُوَ العبادَة » .
قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
Передают со слов ан-Ну’мана ибн Башира, да будет доволен Аллах ими обоими, что Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«Мольба — это поклонение».
Этот хадис передали Ахмад (4/267, 271, 276, 277), аль-Бухари в «аль-Адабуль-муфрад» (714), Абу Дауд (1479), ан-Насаи в «Сунан аль-Кубра» (11464), Ибн Маджах (3828), Ибн Хиббан в своём «Сахихе» (890), Ибн Мандах в «ат-Таухид» (325), аль-Хаким (1/491), ат-Таялиси (801) и ат-Тирмизи (2969, 3247 и 3372), который сказал: «Хороший, достоверный хадис».
Имамы ат-Тирмизи, аль-Хаким, аз-Захаби, аль-Мунзири, аш-Шаукани, шейх Ибн Баз, шейх Мукъбиль и шейх аль-Албани назвали хадис достоверным. См. «Фатхуль-Къадир» (1/273), «Маджму’ фатава Ибн Баз» (2/112, 8/321, 18/26), «Сахих аль-Муснад» (1177), «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (3407), «Сахих ат-Таргъиб ва-т-тархиб» (1627), «Сахих аль-Адабуль-муфрад» (550), «Ахкамуль-джанаиз» (246).
______________
شرح الحديث
التخريج : أخرجه أبو داود (1479 )، والترمذي (2969 )، وابن ماجة (3828 )
الدُّعاءُ مِن العِباداتِ الجليلةِ التي حثَّ عليها الشرعُ ورغَّبَ فيها، وفيها يَكونُ العبدُ قريبًا مِن اللهِ تعالى؛ ففي الدُّعاءِ يَقِفُ العبدُ بينَ يدَيِ اللهِ سائِلًا حاجتَه متوسِّلًا إليه بأسمائِه وصِفاتِه، مُتوجِّهًا إليه بقَلبِه، مُثنِيًا عليه بلِسانِه لا واسطةَ بينَه وبينَ اللهِ عزَّ وجلَّ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: «الدُّعاءُ هو العبادةُ»، أي: مِن أجلِه تَكونُ العبادةُ؛ لأنَّ العبدَ في دُعائِه لربِّه يَكونُ مُعترِفًا بكَمالِ رُبوبيَّتِه وأُلوهيَّتِه، ويَكونُ مُقبِلًا على اللهِ مُعرِضًا عن غيرِه، يَدْعوه بأسمائِه الحُسْنى لا يَدْعو أحَدًا غيرَه مِن نبيٍّ أو وليٍّ، مُستعينًا به في قَضاءِ حَوائجِه في الدُّنيا والآخرةِ، ثمَّ قرَأ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم قولَه تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]، أي: اعبُدوني، وقيل: اسأَلوني؛ لأنَّ الدُّعاءَ إمَّا أن يَكونَ دُعاءَ عِبادةٍ وهو الثَّناءُ على اللهِ بصِفاتِه وأسمائِه، أو دُعاءَ مَسألةٍ، وهي سؤالُ العبدِ ربَّه عزَّ وجلَّ حاجتَه، وطلَبُ الرَّحمةِ والمغفرةِ، وقولُه تعالى: {أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، أي: أُثِبْكم على عِبادتِكم، وأُعْطِكم ما تَسأَلون؛ {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ}، أي: يَكونون مُتكبِّرين عِن عِبادتي ودُعائي {سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}، أي: يَكونُ جَزاؤُهم أنَّهم يَدخُلون النَّارَ وعَليهِمُ الذِّلَّةُ والصَّغارُ؛ جزاءَ استِكْبارِهم عن دُعاءِ اللهِ وعبادتِه.
وفي الحديثِ: الحثُّ على الدُّعاءِ في كلِّ حالٍ، والوعيدُ الشَّديدُ جزاءَ الاستِكْبارِ عن عِبادةِ اللهِ ودُعائِه.
كتاب شرح أبي داود للعيني
» الدُّعاءُ هو (1) العبادةُ , قال ربكم: (ادْعوني أسْتجبْ لكُمْ (2)) » (3) .
ش- منصور: ابن المعتمر، وذر: ابن عبد الله المُرهِبِي، ويُسيْع
— بضم الياء آخر الحروف، وفتح السين المهملة، وسكون الياء، وفي آخره عين مهملة- ويقال: أُسيْع- بالهمزة المضمومة موْضع الياء-، وقال أحمد بن حنبل: أخبرت أن أسيْعا هو يُسيْع بن معدان الحضرمي الكوفي. سمع: علي بن أبي طالب، والنعمان بن بشير. روى عنه: ذر، قال ابن المديني: هو معروف. روى له: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
قوله: » الدعاء هو العبادة » معناه: الدعاء هي (4) التي تختم بها العبادة، وقيل: نفسُ الدعاء هي (4) العبادة؛ لأنها مشتملة على ذكر الله تعالى بأسمائه وصفاته، وعلى التضرع إليه، والابتهال لديْه، والسؤال منه؛ فكل ذلك عبادة. والحديث أخرجه: الترمذي، وابن ماجه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
(1) في الأصل: » هي»، وصوبها المصنف في الشرح.
(2) سورة غافر: (60) .
(3) الترمذي: كتاب تفسير القرآن، باب: » ومن سورة البقرة » (2969) ، وكتاب الدعوات، باب: ما جاء في فضل الدعاء (3372) ، ابن ماجه: كتاب الدعاء، باب: فضل الدعاء (3828) .
(4) كذا.