—
153 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ؟ » قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا مِنَّا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِ وَارِثِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ، مَالُكَ مَا قَدَّمْتَ، وَمَالُ وَارِثِكَ مَا أَخَّرْتَ ».
قال الشيخ الألباني : صحيح
153 – Сообщается, что Ибн Мас’уд, да будет доволен им Аллах, сказал: «(Однажды) Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, спросил (людей): “Кто из вас любит имущество своего наследника больше, чем своё (собственное)?” Они сказали: “О Посланник Аллаха, нет среди нас никого, кто не любил бы своё имущество больше, чем имущество своего наследника!” И (тогда) Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал: “Знайте, что нет из вас ни одного[1], кто не любил бы имущество своего наследника больше, чем своё имущество! Твоё имущество – это то, что израсходовал, а имущество твоего наследника – то, что ты отложил!”» Этот хадис передал аль-Бухари в «аль-Адабуль-муфрад» (153).
Также его приводят имам Ахмад (1/382), аль-Бухари в своём «Сахихе» (6442), ан-Насаи (6/237), Ибн Хиббан (3330), Абу Ну’айм в «Хильятуль-аулияъ» (4/128-129), Абу Я’ля (5163), аш-Шаши (863), аль-Байхакъи (3/368), аль-Багъави (4057).
Шейх аль-Албани назвал хадис достоверным. См. «Сахих аль-Адабуль-муфрад» (114), «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (1070), «Мушкилятуль-факър» (114), «ас-Сильсиля ас-сахиха» (1486).
[1] Слова: «Знайте, что нет из вас ни одного» – были обращены к тем, кто находился в это время рядом с ним, а не ко всей мусульманской общине. И это не означает, что в умме не было никого, кто не был таковым, как, например, Абу Бакр, да будет доволен им Всевышний Аллах, о чём говорил имам ас-Синди. См. «Шарх Сунан ан-Насаи» ‘Али ибн Адама аль-Атьюби (30/80).
—
يَحكي عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه: «أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سأَلَ أصحابَهُ: أيُّكم مالُ وارِثِه أحَبُّ إليه مِن مالِهِ؟» يعني: أيُّ واحدٍ منكم يُحِبُّ مالَ وارِثِه الَّذي يَتملَّكُه مِن بَعدِه أكثرَ ممَّا يُحِبُّ مالَه الَّذي يَملِكُه في حَياتِه؟ فأجابُوهُ «قالوا: يا رسولَ اللهِ، ما مِنَّا أحدٌ إلَّا مالُه أحَبُّ إليه مِن مالِ وارِثِه»، أي: ليس هناك إنسانٌ إلَّا ويَجِدُ أنَّه يُحِبُّ مالَهُ الَّذي يَملِكُه أكثرَ ممَّا يُحِبُّ مالَ غَيرِه؛ لأنَّ ما يَملِكُه هو الوسيلةُ إلى تَحقيقِ رَغباتِه، قال صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «اعْلَمُوا أنَّ ما منكم أحدٌ إلَّا مالُ وارِثِه أحَبُّ إليه مِن مالِه، ما لكَ مِن مالِكَ إلَّا ما قدَّمْتَ»، أي: ذلك المالُ الَّذي يَصرِفُه في حَياتِه على نفْسِه، وصالِحِ أعمالِه، أو يُنفِقُه على نفْسِه وعِيالِه؛ لأنَّه هو الَّذي يَنفَعُه في الدُّنيا والآخرةِ، «ومالُ وارِثِك ما أخَّرْتَ»، أي: مالُ وارثِك هو ما أخَّرْتَه مِن المالِ الَّذي تَترُكُه للوارثِ ولا تَتصدَّقُ منه حتَّى تموتَ.
وقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما تعُدُّونَ الصُّرَعةَ فيكم؟» الصُّرعةُ هو الرُّجلُ القويُّ، «قال: قُلْنا: الَّذي لا يَصرَعُه الرِّجالُ»، أي: هو الَّذي لا تَغلِبُه الرِّجالُ لِقُوَّتِه، «قال: لا، ولكنَّ الصُّرعةَ الَّذي يَملِكُ نفْسَه عندَ الغضَبِ» والمعنى: أنَّ القَوِيَّ هو مَن يَملِكُ نفْسَه عندَ الغضَبِ، فهذا هو الفاضِلُ الممدوحُ الَّذي قَلَّ مَن يَقدِرُ على التَّخلُّقِ بخُلقِه ومُشارَكَتِه في فَضيلَتِه بخلافِ الأوَّلِ، وقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «ما تعُدُّونَ الرَّقُوبَ فيكم؟» الرَّقوبُ هو: الَّذي لا يَعيشُ له ولَدٌ، ولذلك قالوا: «الَّذي لا ولَدَ له»، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لا، ولكنَّ الرَّقُوبَ الَّذي لم يُقدِّمْ مِن ولَدِهِ شيئًا» والمعنى: إنَّكم تَعتقِدونَ أنَّ الرَّقُوبَ هو المُصابُ بمَوتِ أولادِهِ في الدُّنيا، وليس هو كذلك شَرْعًا، بلْ هو مَن لم يَمُتْ أحدٌ مِن أولادِهِ في حَياتِه، فيَحتسِبُه، ويُكتَبُ له ثَوابُ مُصيبَتِه به وثَوابُ صَبْرِه عليه، ويكونُ له فَرَطًا وسلَفًا.
وفي الحديثِ: التَّرغيبُ في إنفاقِ المالِ في طُرُقِه المشروعةِ؛ مِن النَّفسِ والأهْلِ والولدِ، والأعمالِ الصَّالحةِ، فإنَّ مالَ الإنسانِ ما يُنْفِقُه في حياتِهِ، لا ما يَترُكُه بَعدَ مَماتِه.
وفيه: تَلْطيفُ القولِ بإيصالِ الحِكمةِ إلى قُلوبِ الخلْقِ.
وفيه: تَصحيحُ المفاهيمِ الموروثةِ مع بَيانِ المفاهيمِ الشَّرعيَّةِ الصَّحيحةِ.