«ас-Сильсиля ас-сахиха». Хадис № 2668

 

2668 – « كَانَ آدَمُ نَبِيًّا مُكَلَّمًا ، كَانَ بينَهُ و بين نُوحٍ عَشَرَةُ قُرُونٍ ، و كَانَتِ الرُّسُلُ ثَلَاثُمَّائةٍ وَ خَمْسَةَ عَشَرَ » .

_____________________________

قال الشيخ الألباني في « السلسلة الصحيحة » 6 / 358 :

أخرجه أبو جعفر الرزاز في « مجلس من الأمالي » ( ق 178 / 1 ) : حدثنا عبد  الكريم ابن الهيثم الديرعاقولي : حدثنا أبو توبة — يعني الربيع بن نافع — :  حدثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول : حدثني ‎أبو  أمامة: « أن رجلا قال : يا رسول الله ! أنبيا كان آدم ؟ قال : نعم , مكلم .  قال : كم كان بينه و بين نوح ؟ قال : عشرة قرون . قال : يا رسول الله ! كم كانت  الرسل ؟ قال: ثلاثمائة و خمسة عشر » .

قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم  ثقات رجال مسلم غير الديرعاقولي , و هو ثقة ثبت كما قال الخطيب في « تاريخه » (  11 / 78 ) و كذلك قال ابن حبان في « الثقات » ( 8 / 423 ) و اعتمده السمعاني في « الأنساب » , و الذهبي في « السير » ( 13 / 335 — 336 ) . و الحديث أخرجه ابن  حبان أيضا في « صحيحه » ( 208 — موارد ) و ابن منده في « التوحيد » ( ق 104 /  2 ) و من طريقه ابن عساكر في « تاريخ دمشق » ( 2 / 325 / 2 ) و الطبراني في « الأوسط » ( 1 / 24 / 2 / 398 — بترقيمي ) و كذا في « الكبير » ( 8 / 139 — 140  ) و الحاكم ( 2 / 262 ) و قال : « صحيح على شرط مسلم » . و وافقه الذهبي . و  كذا قال ابن عروة الحنبلي في « الكواكب الدراري » ( 6 / 212 / 1 ) و قد عزاه  لابن حبان فقط , و قال ابن منده عقبه : « هذا إسناد صحيح على رسم مسلم و الجماعة إلا البخاري . و روي من حديث القاسم أبي عبد الرحمن و غيره عن أبي أمامة و أبي ذر بأسانيد فيها مقال » .

قلت : حديث القاسم , يرويه معان بن رفاعة : حدثني علي بن يزيد عنه عن أبي أمامة مطولا , و فيه : « قال : قلت : يا نبي الله ! فأي الأنبياء كان أول ؟ قال : آدم عليه السلام . قال : قلت : يا نبي الله ! أو نبي كان آدم ؟ قال : نعم , نبي مكلم , خلقه الله بيده , ثم نفخ فيه من روحه , ثم قال له : يا آدم قبلا . قال : قلت : يا رسول الله ! كم وفى عدد الأنبياء ؟ قال : مائة ألف و أربعة و عشرون ألفا , الرسل من ذلك ثلاثمائة و خمسة عشر , جما غفيرا » . أخرجه أحمد ( 5 / 265 ) . و علي بن يزيد و هو الألهاني ضعيف . و معان بن رفاعة لين الحديث كما في « التقريب » , لكن يبدو أنه لم يتفرد به , فقد قال الهيثمي في « المجمع » ( 1 / 159 ) : « رواه أحمد و الطبراني في « الكبير » , و مداره على علي بن يزيد و هو ضعيف » . هذا و زاد الطبراني في حديث الترجمة كما تقدم : « قال : كم كان بين نوح و إبراهيم ؟ قال : عشرة قرون » . و قال الهيثمي ( 8 / 210 ) : « رواه الطبراني , و رجاله رجال الصحيح غير أحمد بن خليد , و هو ثقة » . و لهذه الزيادة شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : « كان بين آدم و نوح عليهما السلام عشرة قرون , و بين نوح و إبراهيم عشرة قرون , صلى الله عليهما » . أخرجه العقيلي في « الضعفاء » ( ص 437 ) : حدثنا جعفر بن محمد الفريابي قال : حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا أبو عمرو عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا به . أورده في ترجمة نصر هذا , و قال : « لا يتابع عليه , و لا يعرف إلا به » . و قال الذهبي في « الميزان » . « محدث رحال , ذكره ابن حبان في ( الثقات ) » . و قال الحافظ في « التقريب » : « لين الحديث » .

( تنبيه ) : ( رحال ) بالراء , و وقع في المطبوعتين من « الميزان » ( دجال ) بالدال . و هو تصحيف فاحش , و التصحيح من مخطوطة الظاهرية . و أما حديث أبي ذر الذي أشار إليه ابن منده فله عنه طرق : الأولى : عن عبيد بن الخشخاش عنه قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم و هو في المسجد … الحديث بطوله , و فيه حديث الترجمة , و فيه أن الرجل السائل هو أبو ذر نفسه . أخرجه الطيالسي في « مسنده » ( 478 ) : حدثنا المسعودي عن أبي عمرو الشامي عن عبيد بن الخشخاش . و من هذا الوجه أخرجه أحمد ( 5 / 178 و 179 ) و ابن سعد في « الطبقات » ( 1 / 1 / 10 و 26 ) من طرق أخرى عن المسعودي به . و قال الهيثمي ( 1 / 160 ) : « رواه أحمد و البزار و الطبراني في « الأوسط » , و فيه المسعودي و هو ثقة , و لكنه اختلط » .

قلت : و عبيد بن الخشخاش ضعفه الدارقطني , و أما ابن حبان فأورده في « الثقات « ( 3 / 170 ) و قال : « روى عنه الكوفيون « . قلت : و الراوي عنه هذا أبو عمرو الشامي كما ترى .

الثانية : عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر به مطولا جدا , و فيه حديث الترجمة و زيادة عدد الأنبياء المتقدم في حديث علي بن يزيد . أخرجه ابن حبان في « صحيحه » ( 94 — الموارد ) و أبو نعيم في « الحلية » ( 1 / 166 — 168 ) من طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني : حدثنا أبي عن جدي عن أبي إدريس الخولاني به . قلت : و إبراهيم هذا متروك متهم بالكذب , لكنه لم يتفرد به , فقد قال أبو نعيم عقبه : « و رواه المختار بن غسان عن إسماعيل بن سلمة عن أبي إدريس » .

قلت : و المختار هذا من رجال ابن ماجه , روى عنه جمع , و لم يذكروا توثيقه عن أحد , و قال الحافظ : « مقبول » . و شيخه إسماعيل بن سلمة لم أجد له ترجمة , و غالب الظن أنه محرف و الصواب ( إسماعيل بن مسلم ) فقد ذكروه في شيوخه , و هو العبدي الثقة , و كذلك المختار هو عبدي , فإذا صح الإسناد إليه , فهو حسن لغيره . و الله أعلم . و تابعه الماضي بن محمد عن أبي سليمان عن القاسم بن محمد عن أبي إدريس الخولاني به . و فيه عدد الأنبياء أيضا . أخرجه ابن جرير في « التاريخ » ( 1 / 150 ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف , لضعف الماضي بن محمد . و شيخه أبو سليمان اسمه علي بن سليمان , مجهول . و مثله القاسم بن محمد , و ليس هو المدني الثقة . فقد قال الحافظ ابن حجر : « أظن أنه شامي « . الثالثة : قال أبو نعيم : و رواه معاوية بن صالح عن أبي عبد الملك محمد بن أيوب عن ابن عائذ عن أبي ذر بطوله . قلت : و ابن أيوب هذا ذكره ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 196 — 197 ) بهذه الرواية , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و ابن عائذ لم أعرف اسمه الآن . الرابعة : عن يحيى بن سعيد العبشمي — من بني سعد بن تميم — : حدثنا ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبي ذر به . أخرجه أبو نعيم , و البيهقي ( 9 / 4 ) , لكن رواه من طريقه الحاكم ( 2 / 597 ) فسماه يحيى بن سعيد السعدي البصري , و سكت عنه , و قال الذهبي : « قلت : السعدي ليس بثقة « . قلت : الذي ليس بثقة إنما هو يحيى بن سعيد المدني , و هذا بصري فهو غيره , و إليه يميل الحافظ في « اللسان » , فراجعه . قلت : و العبشمي هذا لم أعرفه , و لم يورده السمعاني في هذه النسبة . و جملة القول : إن عدد الرسل المذكورين في حديث الترجمة صحيح لذاته , و أن عدد الأنبياء المذكورين في أحد طرقه , و في حديث أبي ذر من ثلاث طرق , فهو صحيح لغيره , و لعله لذلك لما ذكره ابن كثير في « تاريخه » ( 1 / 97 ) من رواية ابن حبان في « صحيحه » سكت عنه , و لم يتعقبه بشيء , فدل على ثبوته عنده . و كذلك فعل الحافظ ابن حجر في « الفتح » ( 6 / 257 ) و العيني في « العمدة » ( 7 / 307 ) , و غيرهم , و قال المحقق الآلوسي في « تفسيره » ( 5 / 449 ) : « و زعم ابن الجوزي أنه موضوع , و ليس كذلك . نعم , قيل : في سنده ضعف جبر بالمتابعة » . و سبقه إلى ذلك و الرد على ابن الجوزي الحافظ ابن حجر في « تخريج الكشاف » ( 4 / 114 ) , و هو الذي لا يسع الباحث المحقق غيره كما تراه مبينا في تخريجنا هذا و الحمد لله . و في عدد الأنبياء أحاديث أخرى , هي في الجملة متفقة مع الأحاديث المتقدمة على أن عددهم أكثر من عدد الرسل , رويت من حديث أبي سعيد الخدري , و من حديث أنس بن مالك من طرق عنه , عند أبي يعلى و الطبراني و الحاكم , لعلنا نتفرغ لتتبعها , و تخريجها في المكان المناسب لها في فرصة أخرى إن شاء الله تعالى . ثم خرجتها في « الضعيفة » برقم ( 6090 ) . و اعلم أن الحديث و ما ذكرنا من الأحاديث الأخرى , مما يدل على المغايرة بين الرسول و النبي , و ذلك مما دل عليه القرآن أيضا في قوله عز وجل : *( و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته )* الآية . و على ذلك جرى عامة المفسرين , من ابن جرير الطبري الإمام , إلى خاتمة المحققين الآلوسي , و هو ما جزم به شيخ الإسلام ابن تيمية في غير ما موضع من فتاويه

( المجموع 10 / 290 و 18 / 7 ) أن كل رسول نبي , و ليس كل نبي رسولا . و قال القرطبي في « تفسيره » ( 12 / 80 ) : « قال المهدوي <1> : و هذا هو الصحيح أن كل رسول نبي و ليس كل نبي رسولا . و كذا ذكر القاضي عياض في كتاب « الشفا » , قال : و الصحيح الذي عليه الجم الغفير أن كل رسول نبي و ليس كل نبي رسولا و احتج بحديث أبي ذر .. » .

قلت : و يؤكد المغايرة في الآية ما رواه أبو بكر الأنباري في كتاب « الرد » له بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ : ( و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث ) . و قال أبو بكر : فهذا حديث لا يؤخذ به على أن ذلك قرآن , و المحدث هو الذي يوحى إليه في نومه , لأن رؤيا الأنبياء وحي . قلت : فإن صح ذلك عن ابن عباس فهو مما يؤكد ما ذكرنا من المغايرة , و إن كان لا يثبت به قرآن , و يؤيده أن المغايرة هذه رويت عن تلميذه مجاهد رحمه الله , فقد ذكر السيوطي في « الدر » ( 4 / 366 ) برواية ابن المنذر و ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : « النبي وحده الذي يكلم و ينزل عليه , و لا يرسل » . فهذا نص من هذا الإمام في التفسير , يؤيد ما تتابع عليه العلماء من القول بالمغايرة , الموافق لظاهر القرآن و صريح السنة . و كان الدافع على تحرير هذا أنني رأيت مجموعة رسائل لأحد فضلاء العصر الحاضر , فيها رسالة بعنوان : « إتحاف الأحفياء برسالة الأنبياء » ذهب فيها إلى عدم التفريق بين الرسول و النبي . و بحثه فيها يدل المحقق المطلع على بحوث العلماء و أقوالهم , على أن المؤلف لها حفظه الله ارتجلها ارتجالا دون أن يتعب نفسه بالبحث عن أقوال العلماء في المسألة , و إلا فكيف جاز له أن يقول ( ج 1 / 429 ) :

1 — « و أسبق من رأينا تكلم بهذا التفريق هو العلامة ابن كثير … » ! و قد سبقه إلى ذلك مجاهد , التابعي الجليل ( ت 104 ) و شيخ المفسرين ابن جرير ( ت 310 ) و البغوي ( ت 516 ) و القرطبي ( ت 671 ) و الزمخشري ( ت 538 ) , و غيرهم ممن أشرت إليهم آنفا .

2 — كيف يقول ( ص 431 ) : « إن ابن تيمية لم يذكر التفريق المشار إليه في كتابه ( النبوات ) » ! و ليس من اللازم أن يذكر المؤلف كل ما يعلمه في الموضوع في كتاب واحد , فقد ذكر ذلك ابن تيمية في غير ما موضع من فتاواه , فلو أنه راجع « مجموع الفتاوى » له لوجد ذلك في ( 10 / 290 و 18 / 7 ) . و من ذلك تعلم بطلان قوله عقب ذلك : « فهذه الغلطة في التفريق بين الرسول و النبي يظهر أنها إنما دخلت على الناس من طريق حديث موضوع رواه ابن مردويه عن أبي ذر , و هو حديث طويل جدا لا يحتمل أبو ذر حفظه مع طوله .. » !

أقول : ليس العمدة في التفريق المذكور على هذا الحديث الطويل الذي زعم أن أبا ذر لا يتحمل حفظه كما شرحت ذلك في هذا التخريج الفريد في بابه فيما أظن , و تالله إن هذا الزعم لبدعة في علم الجرح و التعديل ما سبق — و الحمد لله — من أحد إلى مثلها ! و إلا لزمه رد أحاديث كثيرة طويلة صحيحة ثابتة في الصحيحين و غيرهما , كحديث صلح الحديبية , و حديث الدجال و الجساسة , و حديث عائشة : « كنت لك كأبي زرع لأم زرع » , و غيرها . و لعله لا يلتزم ذلك إن شاء الله تعالى و تقليده لابن الجوزي في حكمه على الحديث بالوضع مردود , لأن التقليد ليس بعلم , كما لا يخفى على مثله , ثم لماذا آثر تقليده على تقليد الذين ردوا عليه حكمه عليه بالوضع ؟ كالحافظ العسقلاني و المحقق الآلوسي و غيرهما ممن سبقت الإشارة إلى كلامهم , لاسيما و هو يعلم تشدد ابن الجوزي في نقده للأحاديث , كما يعلم إن شاء الله أن نقده لو سلم به , خاص في بعض طرق الحديث التي خرجتها هنا . و من غرائبه أنه ذكر آية الأمنية : *( و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي إلا إذا تمنى .. )* و أن الواو تفيد المغايرة , ثم رد ذلك بقوله : « و الجواب أن مثل هذا يقع كثيرا في القرآن و في السنة يعطف بالشيء على الشيء , و يراد بالتالي نفس الأول كما في قوله : *( إن المسلمين و المسلمات , و المؤمنين و المؤمنات )* , فغاير بينهما بحرف العطف , و معلوم أن المسلمين هم المؤمنون , و المؤمنين هم المسلمون » .

فأقول : هذا غير معلوم , بل العكس هو الصواب , كما شرح ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه , و بخاصة منها كتابه « الإيمان » , و لذلك قال في « مختصر الفتاوى المصرية » ( ص 586 ) : « الذي عليه جمهور سلف المسلمين : أن كل مؤمن مسلم , و ليس كل مسلم مؤمنا , فالمؤمن أفضل من المسلم , قال تعالى 49 : 14 : *( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا و لكن قولوا أسلمنا )* » . فالآية كما ترى حجة عليه , و يؤيد ذلك تمامها : *( القانتين و القانتات … )* الآية : فإن من الظاهر بداهة أنه ليس كل مسلم قانتا ! ثم ذكر آية أخرى لا تصلح أيضا دليلا له , و هي قوله تعالى : *( قل من كان عدوا لله و ملائكته و رسله و جبريل و ميكال .. )* , قال : فعطف بجبريل و ميكال على الملائكة و هما منهم » .

أقول : نعم , و لكن هذا ليس من باب عطف الشيء على الشيء و يراد بالتالي نفس الأول كما هو دعواه , و إنما هذا من باب عطف الخاص على العام . و هذا مما لا خلاف فيه , و لكنه ليس موضع البحث كما هو ظاهر للفقيه . نعم إن ما ذهب إليه المومى إليه في الرسالة السابقة من إنكار ما جاء في بعض كتب الكلام في تعريف النبي أنه من أوحي إليه بشرع و لم يؤمر بتبليغه , فهو مما أصاب فيه كبد الحقيقة , و لطالما أنكرناه في مجالسنا و دروسنا , لأن ذلك يستلزم جواز كتمان العلم مما لا يليق بالعلماء , بله الأنبياء , قال تعالى : *( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون )* . و لعل المشار إليه توهم أن هذا المنكر إنما تفرع من القول بالتفريق بين الرسول و النبي , فبادر إلى إنكار الأصل ليسقط معه الفرع , كما فعل بعض الفرق قديما حين بادروا إلى إنكار القدر الإلهي إبطالا للجبر , و بعض العلماء في العصر الحاضر إلى إنكار عقيدة نزول عيسى و خروج المهدي عليهما السلام , إنكارا لتواكل جمهور من المسلمين عليها . و كل ذلك خطأ , و إن كانوا أرادوا الإصلاح , فإن ذلك لا يكون و لن يكون بإنكار الحق الذي قامت عليه الأدلة . و لو أن الكاتب المشار إليه توسع في دراسة هذه المسألة قبل أن يسود رسالته , لوجد فيها أقوالا أخرى استوعبها العلامة الآلوسي ( 5 / 449 ) , و لكان بإمكانه أن يختار منها ما لا نكارة فيه كمثل قول الزمخشري ( 3 / 37 ) : « و الفرق بينهما , أن الرسول من الأنبياء : من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه . و النبي غير الرسول : من لم ينزل عليه كتاب , و إنما أمر أن يدعو الناس إلى شريعة من قبله » . و مثله قول البيضاوي في « تفسيره » ( 4 / 57 ) : « الرسول : من بعثه الله بشريعة مجددة يدعو الناس إليها , و النبي يعمه , و من بعثه لتقرير شرع سابق , كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا بين موسى و عيسى عليهم السلام , و لذلك شبه النبي صلى الله عليه وسلم علماء أمته بهم » . يشير إلى حديث « علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل » و لكنه حديث لا أصل له , كما نص على ذلك الحافظ العسقلاني و السخاوي و غيرهما . ثم إنهم قد أوردوا على تعريفه المذكور اعتراضات يتلخص منها أن الصواب حذف لفظة « مجددة » منه , و مثله لفظة « الكتاب » في تعريف الزمخشري , لأن إسماعيل عليه السلام , لم يكن له كتاب و لا شريعة مجددة , بل كان على شريعة إبراهيم عليهما السلام , و قد وصفه الله عز وجل في القرآن بقوله : *( إنه كان صادق الوعد و كان رسولا نبيا )* . و يبقى تعريف النبي بمن بعث لتقرير شرع سابق , و الرسول من بعثه الله بشريعة يدعو الناس إليها , سواء كانت جديدة أو متقدمة . و الله أعلم .

————————————————————

[1] من علماء المغرب , و اسمه محمد بن إبراهيم المهدوي . توفي سنة ( 595 )  .

2668 – «Адам был пророком, с которым говорил (Аллах). Между ним и (отправлением) Нуха (с пророческой миссией) прошло десять веков, а посланниками (Аллаха) были триста пятнадцать (человек)».  

Шейх аль-Албани в «ас-Сильсиля ас-сахиха» (6/358) сказал:

– Его приводит Абу Джа’фар ар-Рази в «Маджлис мин аль-амали» (1/178), (который сказал):

– Рассказал нам ‘Абдуль-Карим ибн аль-Хайсам ад-Дира’áкъули, (который сказал):

– Рассказал нам Абу Тауба ар-Раби’ ибн Нафи’, (который сказал):

– Рассказал нам Му’авия ибн Салям, передавший от Зайда ибн Саляма о том, что он слышал, как Абу Салям говорил:

– Рассказал мне Абу Умама, что (однажды) один человек спросил (Пророка, да благословит его Аллах и приветствует): «О Посланник Аллаха, был ли Адам Пророком?” (Пророк, да благословит его Аллах и приветствует,) ответил: «Да, и с ним говорил (Аллах)». Тот спросил: «А сколько времени прошло между ним и Нухом?» Он ответил: «Десять веков». Тот спросил: «О Посланник Аллаха, а сколько было посланников (Аллаха)?» (Пророк, да благословит его Аллах и приветствует,) ответил: «Триста пятнадцать!»

Я (аль-Албани) говорю:

– Этот иснад достоверный, все его передатчики надёжные, передатчики, (от которых передавал хадисы) Муслим, кроме ад-Дира’áкъули, который (также) является надёжным и достоверным, как об этом сказал аль-Хатыб (аль-Багъдади) в своём «Тарихе» (11/78). И то же самое сказал Ибн Хиббан в «ас-Сикъат» (8/423), и на него опирался ас-Сам’ани в «аль-Ансаб», а также аз-Захаби в «ас-Сияр» (13/335-336).

Также этот хадис передали Ибн Хиббан в своём «Сахихе» (208 – Маварид), Ибн Мандах в «ат-Таухид» (2/104), а по его пути – Ибн ‘Асакир в «Тарих Димашкъ» (2/325/2), ат-Табарани в «аль-Аусат» (1/24/2/398 – с моей нумерацией), а также в «аль-Кабир» (8/139-140), аль-Хаким (2/262), который сказал: «Достоверный (хадис) соответствующий условиям Муслима», и с ним согласился аз-Захаби. То же самое сказал Ибн ‘Урва аль-Ханбали в «аль-Кавакиб ад-дарари» (6/212/1) и он отнёс его только к Ибн Хиббану. Вслед за ним Ибн Мандах сказал: «Этот хадис достоверный в соответствии условиями Муслима и группы учёных (аль-джама’а), кроме аль-Бухари. И он передаётся из хадиса аль-Къасима Абу ‘Абду-р-Рахмана и других от Абу Умамы и Абу Зарра с иснадами, к которым есть претензии».

Я (аль-Албани) говорю:

– Хадис аль-Къасима передаёт Му’áн ибн Рифа’а:

– Рассказал мне ‘Али ибн Язид от него, передавшего от Абу Умамы длинный хадис и в (сказано) в нём:

– Он сказал: «Я сказал: «О Пророк Аллаха, кто из Пророков был первым?» Он ответил: «Адам, мир ему». Он сказал: «Я спросил: “О Пророк Аллаха, а Адам был пророком?”» Он ответил: «Да, пророк, с которым говорил (Аллах). Аллах сотворил его Своей рукой, затем вдохнул в него из Своего духа, после чего сказал ему: “О Адам, обернись!”» Он сказал: «Я спросил: “О Посланник Аллаха, а сколько было пророков?” Он ответил: “Сто двадцать четыре тысяч, а среди этого огромного числа (пророков,) посланников было (только) триста пятнадцать (человек)”». Его приводит Ахмад (5/265). ‘Али ибн Язид, а это – аль-Альхани – слабый (передатчик), а хадисы Му’áн ибн Рифа’а – слабые, как (об этом сказано) в «ат-Такъриб». Однако ясно, что он был не единственным, кто его передавал, как аль-Хайсами в «аль-Маджма’» (1/159) сказал: «Его передали Ахмад и ат-Табарани в «аль-Кабир», и он вращается вокруг (имени) ‘Али ибн Язида, а он слабый (передатчик)». …………….

Далее шейх аль-Албани, да помилует его Аллах, привёл разные цепочки хадисов, которые подкрепляют данный хадис, и пришёл к заключению, что хадис о количестве посланников Аллаха — достоверный сам по себе, а хадис о количестве пророков — достоверный в силу существования других хадисов, которые подкрепляют друг друга, а Аллах знает об этом лучше всех!

Добавить комментарий

Ваш адрес email не будет опубликован. Обязательные поля помечены *

Ваше сообщение в комментах

Давайте проверим, что вы не спамбот *Достигнут лимит времени. Пожалуйста, введите CAPTCHA снова.

Этот сайт использует Akismet для борьбы со спамом. Узнайте, как обрабатываются ваши данные комментариев.