1489 – وعن شَهْرِ بن حَوشَبٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لأُمِّ سَلَمة رَضِيَ اللهُ عنها: يَا أمَّ المؤمِنينَ ، مَا كَانَ أكثْرُ دعاءِ رَسُولِ الله — صلى الله عليه وسلم — ، إِذَا كَانَ عِنْدَكِ ؟ قالت : كَانَ أكْثَرُ دُعائِهِ : (( يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ )) . رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
1489 – Сообщается, что Шахр бин Хаушаб сказал:
– (Однажды) я спросил Умм Саламу, да будет доволен ею Аллах: «О мать правоверных, с какими мольбами чаще всего обращался к Аллаху посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, когда находился у тебя?» Она сказала: «Чаще всего он обращался с (такой) мольбой: “О Направляющий сердца,[1] укрепи сердце моё в твоей религии!” /Йа Мукаллиба-ль-кулюби, саббит кальби ‘аля дини-кя!/» Этот хадис приводит ат-Тирмизи (3522), который сказал: «Хороший хадис».
Также этот хадис передали Ахмад (6/294, 302 и 315), Ибн Абу ‘Асым в «ас-Сунна» (223, 232), Ибн Хузайма в «ат-Таухид» (1/191), ат-Табарани в «аль-Му’джам аль-Аусат» (9/164), аль-Аджурри в «аш-Шари’а» (316).
Шейх аль-Албани назвал хадис достоверным. См. «Сахих ат-Тирмизи» (3522), «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (4801), «ас-Сильсиля ас-сахиха» (2091).
[1] То есть: “О Направляющий сердца от заблуждений к правильному пути … ”.
شرح الحديث
قُلوبُ العِبادِ بين يَديِ الرَّحمنِ يُقلِّبُها كيفَ يَشاءُ؛ ولذلك كان أكثرُ دُعاءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: «يا مُقلِّبَ القلوبِ، ثَبِّتْ قلبي على دِينِك»؛ وذلك طلَبًا للثَّباتِ على الدِّينِ خوفًا مِن الزَّيغِ أو الضَّلالِ، كما يَقولُ التَّابعيُّ شَهْرُ بنُ حَوشَبٍ في هذا الحديثِ: «قلتُ لأمِّ سَلمةَ: يا أمَّ المؤمنين، ما كان أكثَرُ دُعاءِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم»، أي: أيُّ دعاءٍ كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَدْعو به كثيرًا؟ «إذا كان عِندَك»، أي: وهو عِندَك في بيتِك، «قالت»، أي: قالَت أمُّ سَلمةَ: «كان أكثَرُ دُعائِه»، أي: كان أكثَرُ دُعاءٍ يَدْعو به النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: «يا مُقلِّبَ القلوبِ»، أي: يا مَن بِيَدِك أمرُ القلوبِ، فأنت تُقلِّبُ أحوالَها كيفَما تَشاءُ بينَ الإيمانِ والكفرِ، وبين الطَّاعةِ والمعصيةِ، وبينَ التَّنبُّهِ والغفلةِ، «ثبِّتْ قلبي على دينِك»، أي: اجعَلْ قلبي ثابتًا على طاعتِك وعلى دينِك، ولا تجعَلْه يَنحَرِفُ عن طَريقِك، «قالت: فقلتُ»، أي: فقالت أمُّ سلمةَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: «يا رسولَ اللهِ، ما أكثَرَ دُعاءَك: يا مُقلِّبَ القلوبِ، ثبِّت قلبي على دينِك!»، أي: كأنَّ أمَّ سلَمةَ تتَعجَّبُ مِن إكثارِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مِن هذا الدُّعاءِ، فقالَت له: لِمَ تُكثِرُ مِن هذا الدُّعاءِ يا رسولَ اللهِ؟! «قال»، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: يا أمَّ سلمةَ، «إنَّه ليس آدَميٌّ إلَّا وقَلبُه بين أُصبَعَينِ مِن أصابعِ اللهِ»، أي: كلُّ أحدٍ مِن بَني آدمَ قَلبُه بيَدِ اللهِ عزَّ وجلَّ يتَصرَّفُ فيه كيفَما يشاء، «فمن شاء أقام»، أي: فمن شاء اللهُ أقام قلبَه على الهدى، وثبَّتَه على الدِّينِ، «ومَن شاء أزاغ»، أي: ومَن شاء اللهُ صرَف قلبَه عن الهدى إلى الزَّيغِ والضَّلالِ، «فتَلا مُعاذٌ»، أي: قرَأ معاذُ بنُ معاذِ بنِ نصرِ بنِ حسَّانَ التَّميميُّ قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران: 8]، أي: يا ربِّ ثَبِّت قُلوبَنا على طاعتِك، ولا تَصرِفْها عن طَريقِك بعدَ هِدايَتِك لنا.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على الدُّعاءِ بالثَّباتِ على الدِّينِ والهدى.
وفيه: بيانُ أنَّ جميعَ قُلوبِ بَني آدمَ بيَدِ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ إنْ شاء هَداها، وإن شاء أزاغَها.