633 – وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : قَالَ رسول الله — صلى الله عليه وسلم — :
(( إِنَّ اللهَ رفيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
«(Как-то раз) посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал мне: “Поистине, Аллах добр, и Он любит (проявления) доброты во всём”». Этот хадис передали аль-Бухари в своём «Сахихе» (6927) и «аль-Адабуль-муфрад» (462), Муслим (2165), ат-Тирмизи (2701), ан-Насаи в «Сунан аль-Кубра» (10213), Ибн Маджах (3689), ад-Дарими (2794), Ибн Хиббан (547, 6441), Абу Ну’айм в «Хильятуль-аулияъ» (6/385). См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (1881, 7920), «Сахих аль-Адабуль-муфрад» (359), «Сахих Ибн Маджах» (2990).
شرح الحديث
التخريج : أخرجه البخاري (6927)، ومسلم (2593).
الرِّفقُ في الأمورِ كلِّها مِن أهمِّ ما يَنبغِي على المُسلمِ مُراعاتُه، وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ عائشةُ زَوجُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قالَ: «يا عائشةُ، إنَّ اللهَ رفيقٌ يحِبُّ الرِّفقَ»، أي: لَطيفٌ بِعبادِه رَحيمٌ بهمْ، «يحِبُّ الرِّفقَ»، أي: أنْ يتَّصِفَ عبدُه بلِينِ الجانبِ والأَخذِ بالسَّهلِ؛ فلا يكونُ فَظًّا ولا غليظًا، «ويُعطي على الرِّفقِ ما لا يُعطي على العُنفِ»، أي: إنَّ اللهَ تعالى يُعطى مِن الجَزاءِ والأَجرِ على الرِّفقِ واللِّينِ أكثرَ ممَّا يُعطيهِ على العُنفِ والشدَّةِ والغِلْظةِ، «وما لا يُعطي على ما سِواهُ»، أي: إنَّ الجزاءَ والأجرَ فيهِ أعظمُ مِن أيِّ صِفةٍ أُخرى من الصِّفاتِ الحَميدةِ؛ وذلكَ لأنَّ الرِّفقَ يأتي مَعه ما لا يأتي معَ غيرِه.
وقد حثَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عائشةَ على ذلكَ لَمَّا رَدَّتْ به على اليهودِ حينَ استأذَنوا على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فَقالوا: «السَّامُ عليكَ» بدلًا من «السَّلامُ عليكَ»، والسَّامُ هو الموتُ، فقالتْ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: بلْ عليْكم السَّامُ واللَّعْنةُ. فأمرَها النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بالرِّفقِ وعَدمِ الغَضبِ والقَسوةِ.( )