3244 – حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ — رضى الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ — صلى الله عليه وسلم:
« قَالَ اللَّهُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِى الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنَ رَأَتْ ، وَلاَ أُذُنَ سَمِعَتْ ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ » ، فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ( فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِىَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ) .
أطرافه 4779 ، 4780 ، 7498 تحفة 13675
3244 – Сообщается, что Абу Хурайра, да будет доволен им Аллах, сказал:
– Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«Аллах Всевышний сказал: “Для Моих праведных рабов Я приготовил то, чего не видел глаз, о чём не слышало ухо и чего даже не представляло себе сердце человека”. Прочтите, если желаете, (аят, в котором сказано): “И не знает ни одна душа, что скрыто для них[1] из услады глаз”[2]». См. также хадисы №№ 4779, 4780 и 7498. Этот хадис передал аль-Бухари (3244).
Также этот хадис передали Ахмад (2/313, 438, 466, 495), Муслим (2824), ат-Тирмизи (3197, 3292), ан-Насаи в «Сунан аль-Кубра» (11085), ад-Дарими (2828), Ибн Хиббан (369), Ибн Аби Шейба (13/101-102, 20874), Абу Я’ля (6276), ат-Табари (21/105), аль-Багъави (4370, 4372), ‘Абдуллах ибн аль-Мубарак в «аз-Зухд» (Зиядат Ну’айм ибн Хаммад – 273), Ханнад в «аз-Зухд» (1), аль-Хумайди (1133).
_______________________________
В другой версии этого хадиса, которую приводит имам Муслим, сообщается, что Сахль ибн Са’д, да будет доволен им Аллах, рассказывал:
«(Однажды) я находился в обществе Пророка, да благословит его Аллах и приветствует, который описывал (присутствовавшим) рай, закончив же делать это, он сказал: “В Раю есть то, чего не видел глаз, о чём не слышало ухо и чего даже не представляло себе сердце человека”, – (после чего) прочитал (аяты, в которых сказано): “Они отрывают свои бока от постелей, взывая к своему Господу со страхом и надеждой, и расходуют из того, чем Мы их наделили. И не знает ни одна душа, что скрыто для них из услады глаз в воздаяние за то, что они совершали ”[3]». Муслим (2825).
Ибн ‘Аббас говорил: «Нет ничего в Раю из того, что есть в мире, кроме названия». ад-Дыяъ аль-Макъдиси. Хафиз аль-Мунзири назвал иснад хорошим, а шейх аль-Албани назвал сообщение достоверным. См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (5410).
[1] То есть для верующих.
[2] «ас-Саджда», 32:17.
[3] «ас-Саджда», 32:16-17.
شرح الحديث
التخريج : أخرج البخاري (3244، 3251، 3252)، ومسلم (2824، 2826) بعضه، وأخرجه الترمذي (3292)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (11085)، وابن ماجه (4328، 4335)، وأحمد (9649، 9650، 9651) مطولاً
مِن المُبشِّراتِ ما كان يذكُرُه النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأُمَّتِه من نَعيمِ الجنَّةِ وما أعَدَّه اللهُ للصَّالحينَ، وهذا من تَثبيتِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأُمَّتِه، بتَعريفِهم ما سيَجِدُونه عندَ اللهِ من الرَّحمةِ والكرامةِ، لمَن خاف اللهَ واتَّقاه وعمِلَ الصَّالحاتِ.
وفي هذا الحديثِ القُدسيِّ يقولُ أبو هُريرةَ رضِيَ اللهُ عنه: قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «يقولُ اللهُ: أعددْتُ»، أي: خلَقْتُ وهيَّأتُ في الجنَّةِ، «لعبادِيَ الصَّالحينَ»، أي: الَّذين يَعمَلون الصَّالحاتِ، وهم في أنفُسِهم صَالحون ويعمَلون الخيرَ، وقولُه: «لعبادِيَ» الإضافةُ للتَّشريفِ، أي: المُخْلَصين في عِبادتِهم للهِ تعالى، فاستَحَقُّوا أنْ يُضافوا إليه، «ما لا عينٌ رأتْ، ولا أذُنٌ سمِعَتْ»، أي: ما لم تَرَه أيُّ عَينٍ من الأعيُنِ، ولم تَسمَعْ به أيُّ أذُنٍ من الآذانِ في الدُّنيا، «ولا خطَرَ على قلْبِ بشَرٍ»، أي: ولم يمُرَّ على عَقْلِ أحدٍ تَصوُّرُه من النَّعيمِ؛ فكُلُّ شَيءٍ يَتخيَّلُه قلْبُ البَشرِ من نَعيمِ الجنَّةِ، ففيها أفضَلُ وأعظمُ ممَّا تخيَّلَه، قال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «فاقْرَؤوا إنْ شئْتُم: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17]، وهذا مِصداقُ ما قاله من كتابِ اللهِ، الَّذي أخبَرَ أنَّه لا يعلَمُ أحدٌ ولا يَتصوَّرُ ما خبَّأَهُ اللهُ عن النَّاسِ من النَّعيمِ الَّذي تقَرُّ به العينُ، أيْ: تهدَأُ وتسعَدُ وتفرَحُ به يومَ القيامةِ عندَ اللهِ.
ثُمَّ قال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «وفي الجنَّةِ شَجرةٌ»، قيل: هي طُوبى، أو سِدرةُ المُنتهى، أو شجرةُ الخُلْدِ، «يَسيرُ الرَّاكبُ في ظِلِّها»، أي: يَمْشي الرَّاكبُ برَكوبَتِه تحْتَها وفي ذُراها ونَعيمِها وناحيتِها، وفي روايةِ الصَّحيحينِ من حديثِ أبي سَعيدٍ الخُدريِّ: «يَسيرُ الرَّاكبُ الجَوادَ المُضَمَّرَ السَّريعَ مِئةَ عامٍ، لا يقطَعُها»، أي: ولا يصِلُ إلى نِهايتِها مع سَيرِه هذه المدَّةَ؛ وهذا للمُبالغةِ في امتدادِ ظِلِّها، ثمَّ ذكَرَ تَصديقَ ذلك من القُرآنِ؛ فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «واقرَؤوا إنْ شئْتُم: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة: 30]»؛ وليس هو ظِلَّ الشَّمسِ، بلْ ظِلٌّ يخلُقُه اللهُ تعالى، وقد قال تعالى: {لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا} [الإنسان: 13]؛ فهي جنَّةُ نَعيمٍ، مُعتدلةٌ بِلا حرٍّ، ولا بردٍ مُؤْذٍ.
قال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «وموضِعُ سَوطٍ في الجنَّةِ» والسَّوطُ هو آلةُ الضَّربِ الَّتي تُتَّخَذُ من الجِلْدِ، والمُرادُ: موضِعٌ في الجنَّةِ بمِقدارِ ما يُوضَعُ فيه السَّوطُ، وهو إنْ كانَ يَسيرًا أو قليلًا «خيرٌ من الدُّنيا وما فيها»، أي: من الحُصولِ على نَعيمِها كلِّه، وقيل: إنَّما خَصَّ السَّوطَ بالذِّكرِ؛ لأنَّ من شأْنِ الرَّاكبِ إذا أرادَ النُّزولَ في مكانٍ أنْ يُلْقِيَ سَوطَه قبْلَ أنْ ينزِلَ، مُعْلِمًا بذلك المكانَ الَّذي يُريدُه؛ لئلَّا يُسبَقَ إليه
قال: «واقرَؤُوا إنْ شِئْتُم: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185]، أي: إنَّ مَن رأى هولَ القِيامةِ والحِسابِ والصِّراطِ والموقفِ بين يَديِ اللهِ وغيرِ ذلك من أهوالِ الموقِفِ، ثمَّ يُنَجِّيه اللهُ من ذلك كلِّه، ومن عَذابِ النَّارِ، ويُدْخِلُه الجنَّةَ؛ ويُفوزُ فِيها وَلْو بِموضِعِ قَدمٍ، أو مَوْضِعِ سَوطٍ، يعلَمُ عندَ ذلك أنَّ نَعيمَ الدُّنيا وزِينتَها كان غُرورًا، ولا قِيمةَ له، ولأنَّ زِينةَ الحياةِ الدُّنيا إنْ فَتَنتْ أحدًا ورَكَنَ إليها، ورأى أنَّه لا شَيءَ غيرُها، أو تعجَّلَها؛ فقدِ اغتَرَّ بترْكِ الأعْلى إلى الأدنى، واستبدَلَ الباقِيَ بالفاني.
وفي الحديثِ: بَيانُ سَعةِ الجنَّةِ غيرِ المحدودةِ، وبيانُ عَظمةِ نَعيمِها وما فيها.
— ( حَدثنَا الْحميدِي قَالَ حَدثنَا سُفْيَان قَالَ حَدثنَا أَبُو الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله — صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ — قَالَ الله أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا خطر على قلب بشر فاقرؤا إِن شِئْتُم فَلَا تعلم نفس مَا أُخْفِي لَهُم من قُرَّة أعين) الْحميدِي تكَرر ذكره وَهُوَ عبد الله بن الزبير بن عِيسَى وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَأَبُو الزِّنَاد بالزاي وَالنُّون عبد الله بن ذكْوَان والأعرج عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي التَّفْسِير عَن عَليّ بن عبد الله وَأخرجه مُسلم فِي صفة الْجنَّة عَن سعيد بن عَمْرو وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير عَن ابْن أبي عمر وَهَذَا الحَدِيث يدل على وجود الْجنَّة لِأَن الإعداد غَالِبا لَا يكون إِلَّا لشَيْء حَاصِل قَوْله » مَا لَا عين رَأَتْ » مَا هُنَا إِمَّا مَوْصُولَة أَو مَوْصُوفَة وَعين وَقعت فِي سِيَاق النَّفْي فَأفَاد الِاسْتِغْرَاق وَالْمعْنَى مَا رَأَتْ الْعُيُون كُلهنَّ وَلَا عين وَاحِدَة مِنْهُنَّ والأسلوب من بابُُ قَوْله تَعَالَى { مَا للظالمين من حميم وَلَا شَفِيع يطاع} فَيحمل على نفي الرُّؤْيَة وَالْعين مَعًا أَو نفي الرُّؤْيَة فَحسب أَي لَا رُؤْيَة وَلَا عين أَو لَا رُؤْيَة وعَلى الأول الْغَرَض مِنْهُ نفي الْعين وَإِنَّمَا ضمت إِلَيْهِ الرُّؤْيَة ليؤذن بِأَن انْتِفَاء الْمَوْصُوف أَمر مُحَقّق لَا نزاع فِيهِ وَبلغ فِي تحَققه إِلَى أَن صَار كالشاهد على نفي الصّفة وَعَكسه قَوْله » وَلَا خطر على قلب بشر » هُوَ من بابُُ قَوْله تَعَالَى { يَوْم لَا ينفع الظَّالِمين معذرتهم} وَقَوله
( لَا حب يهتدى بمنارة … )
أَي لَا قلب وَلَا خطر أَو لَا خطور فعلى الأول لَيْسَ لَهُم خطر فَجعل انْتِفَاء الصّفة دَلِيلا على انْتِفَاء الذَّات أَي إِذا لم يحصل ثَمَرَة الْقلب وَهُوَ الاخطار فَلَا قلب كَقَوْلِه تَعَالَى { إِن فِي ذَلِك لذكرى لمن كَانَ لَهُ قلب أَو ألْقى السّمع} ( فَإِن قلت) لم خص الْبشر هُنَا دون القرينتين السابقتين قلت لأَنهم هم الَّذين يَنْتَفِعُونَ بِمَا أعد لَهُم ويهتمون بِشَأْنِهِ ويخطرونه ببالهم بِخِلَاف الْمَلَائِكَة والْحَدِيث كالتفصيل لِلْآيَةِ فَإِنَّهَا نفت الْعلم والْحَدِيث نفى طرق حُصُوله قَوْله » فاقرؤا إِن شِئْتُم » قَالَ الدَّاودِيّ هُوَ من قَول أبي هُرَيْرَة ورد عَلَيْهِ ابْن التِّين.
وَقَالَ الظَّاهِر خِلَافه وَأَنه من قَوْله — صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ — قَوْله » قُرَّة أعين » قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ قَوْله تَعَالَى { فَلَا تعلم نفس مَا أُخْفِي لَهُم} لَا تعلم النُّفُوس كُلهنَّ وَلَا نفس وَاحِدَة مِنْهُنَّ وَلَا ملك مقرب وَلَا نَبِي مُرْسل أَي نوع عَظِيم من الثَّوَاب ادخره الله تَعَالَى لأولئك وأخفاه عَن جَمِيع خلائقه لَا يُعلمهُ إِلَّا هُوَ مِمَّا تقر بِهِ عيونهم وَلَا مزِيد على هَذِه الْعدة وَلَا مطمح وَرَاءَهَا انْتهى وَيُقَال أقرّ الله عَيْنك وَمَعْنَاهُ أبرد الله تَعَالَى دمعتها لِأَن دمعة الْفَرح بَارِدَة حَكَاهُ الْأَصْمَعِي.
وَقَالَ غَيره مَعْنَاهُ بلغك الله أمنيتك حَتَّى ترْضى بِهِ نَفسك فَلَا تستشرف إِلَى غَيره —
— حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «قَالَ اللَّهُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنَ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنَ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ.
فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} «.
[الحديث 3244 — أطرافه 4779، 4780، 7498].
وبه قال: (حدّثنا الحميدي) عبد الله بن الزبير المكي قال: (حدّثنا سفيان) بن عيينة قال:
(حدّثنا أبو الزناد) عبد الله بن ذكوان (عن الأعرج) عبد الرحمن بن هرمز (عن أبي هريرة -رضي الله عنه-) أنه (قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-):
(قال الله) عز وجل: (أعددت لعبادي الصالحين) في الجنة (ما لا عين رأت ولا أذن سمعت) بتنوين عين وأذن والذي في اليونينية بفتحهما (ولا خطر على قلب بشر) في قوله: أعددت دليل على أن الجنة مخلوقة، وقول الطيبي: إن تخصيص البشر لأنهم الذين ينتفعون بما أعدّ لهم ويهتمون بشأنه بخلاف الملائكة معارض بما زاده ابن مسعود في حديثه المروي عند ابن أبي حاتم ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل (فاقرؤوا إن شئتم) هو قول أبي هريرة كما في سورة السجدة ({ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} ) (السجدة: 17] قال الزمخشري: لا تعلم النفوس كلهن ولا نفس واحدة منهن لا ملك مقرب ولا نبي مرسل أي نوع عظيم من الثواب ادّخره لأولئك وأخفاه عن جميع خلائقه لا يعلمه إلا هو مما تقر به عيونهم ولا مزيد على هذه العدة ولا مطمح وراءها اهـ.
وهذا الحديث أخرجه المؤلّف أيضًا في سورة السجدة وكذا الترمذي.