72 — حَدَّثَنَا عَلِىٌّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ لِى ابْنُ أَبِى نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:
صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ — صلى الله عليه وسلم — إِلاَّ حَدِيثًا وَاحِدًا ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِىِّ — صلى الله عليه وسلم — فَأُتِىَ بِجُمَّارٍ فَقَالَ: « إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً مَثَلُهَا كَمَثَلِ الْمُسْلِمِ » . فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ هِىَ النَّخْلَةُ ، فَإِذَا أَنَا أَصْغَرُ الْقَوْمِ فَسَكَتُّ ، قَالَ النَّبِىُّ — صلى الله عليه وسلم : « هِىَ النَّخْلَةُ ».
أطرافه 61 ، 62 ، 131 ، 2209 ، 4698 ، 5444 ، 5448 ، 6122 ، 6144- تحفة 7389
72 – Сообщается, что Муджахид сказал:
– Я сопровождал Ибн ‘Умара в Медину и услышал как он рассказывал всего лишь один хадис от Посланника Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует.
(Ибн ‘Умар, да будет доволен Аллах ими обоими), сказал: «Однажды, когда мы находились у Пророка, да благословит его Аллах и приветствует, принесли джуммар[1], и Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, сказал: “Поистине, есть среди деревьев такое, которое подобно мусульманину”. Я хотел сказать, что это пальма, (но вспомнил, что) я самый младший из присутствующих, и промолчал, Пророк же, да благословит его Аллах и приветствует, сказал: “Это — пальма”». См. также хадисы № 61, 62, 131, 2209, 4698, 5444, 5448, 6122, 6144. Этот хадис передал аль-Бухари (72).
Также его приводят имам Ахмад (2/61), Муслим (2811), ат-Тирмизи (2867), ан-Насаи в «Сунан аль-Кубра» (11261), Ибн Хиббан (246), аль-Баззар (5714), ат-Табарани (13517), Ибн Джарир ат-Табари в своём «Тафсире» (3/137-138), аль-Багъави в «Шарху-с-Сунна» (1/307) и «Тафсире» (4/348). См. также «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (2218), «ас-Сильсиля ас-сахиха» (3544).
[1] Джуммар — съедобная сердцевина пальмы.
شرح حديث مشابه
كُنَّا عِنْدَ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَقالَ: أخْبِرُونِي بشَجَرَةٍ تُشْبِهُ أوْ: كَالرَّجُلِ المُسْلِمِ لا يَتَحَاتُّ ورَقُهَا، ولَا، ولَا، ولَا، تُؤْتي أُكْلَهَا كُلَّ حِينٍ، قالَ ابنُ عُمَرَ: فَوَقَعَ في نَفْسِي أنَّهَا النَّخْلَةُ، ورَأَيْتُ أبَا بَكْرٍ وعُمَرَ لا يَتَكَلَّمَانِ، فَكَرِهْتُ أنْ أتَكَلَّمَ، فَلَمَّا لَمْ يَقولوا شَيئًا، قالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هي النَّخْلَةُ، فَلَمَّا قُمْنَا قُلتُ لِعُمَرَ: يا أبَتَاهُ، واللَّهِ لقَدْ كانَ وقَعَ في نَفْسِي أنَّهَا النَّخْلَةُ، فَقالَ: ما مَنَعَكَ أنْ تَكَلَّمَ؟ قالَ: لَمْ أرَكُمْ تَكَلَّمُونَ، فَكَرِهْتُ أنْ أتَكَلَّمَ أوْ أقُولَ شيئًا، قالَ عُمَرُ: لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا، أحَبُّ إلَيَّ مِن كَذَا وكَذَا.
الراوي : عبدالله بن عمر
المحدث :البخاري
المصدر :صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4698
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
التخريج : أخرجه مسلم (2811) باختلاف يسير
شرح الحديث : كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُعلِّمًا حَكيمًا ومُربِّيًا عَظيمًا، وكان يُقرِّبُ المَفاهيمَ للنَّاسِ بضَربِ الأمثالِ الموضِّحةِ. وفي هذا الحديثِ يَروِي عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهما أنَّهم كانوا عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فسَأَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصحابَه عَن شَجرةٍ تُشبِهُ المسلمَ، وعدَّدَ أوصافَها، فذكر أنَّها لا يَتساقطُ ورَقُها، «ولا، ولا، ولا» يعني أنَّه ذَكرَ أوصافًا أخرى، ولكنَّ راويَ الحديثِ لم يَتذكَّرْها، «تُؤتي أُكُلَها كلَّ حينٍ»، يعني: تُثمِرُ كُلَّما حانَ وقتُها. وقدْ ظنَّ ابنُ عمرَ رضِيَ اللهُ عنهما أنَّها النَّخلةُ، ولكنَّه لَمَّا لم يَجِدْ أحدًا مِن كِبارِ أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أجابَ، اسْتَحيَا مِنَ الإجابةِ ولم يَتكلَّمْ؛ تَوقيرًا لأكابرِ الصَّحابةِ الحاضرينَ الذين لم يَعرِفوها، وكان في القوم أبو بكرٍ وعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنهما، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «إنَّها الَّنخلةُ». فلما قاموا من مجلِسِهم قال ابنُ عُمرَ لأبيِه عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهما: «يا أبتاهُ، واللهِ لقدْ وقَعَ في نفْسي أنَّها النَّخلةُ»، فسَأَله عُمرُ رضِيَ اللهُ عنه عن الذي منعه عن الإجابةِ، فذكر له حياءَه من الكلامِ في حَضرةِ كِبارِ الصَّحابةِ وتوقيرَه لهم، فقالَ عُمرُ رضِيَ اللهُ عنه: «لَأنْ تكونَ قُلْتَها أحبُّ إليَّ مِن كذا وكذا»، أي: مِن حُمرِ النَّعَمِ، كما جاء في رِوايةٍ أُخرى في صحيحِ ابنِ حِبَّانَ، ولعلَّ تمنِّيَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه سببُه ما طُبِع الإنسانُ عليه من محبَّةِ الخيرِ لنَسْلِه، ولتظهَرَ فَضيلةُ الوَلَدِ في الفَهمِ مِن صِغَرِه؛ ليزدادَ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حظوةً، ولربما تنالُه دعوةٌ من النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، كما نالتْ عبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما. وأشبَهَت النَّخلةُ المسلمَ في كَثرةِ خَيرِها، ودَوامِ ظِلِّها، وطِيبِ ثَمرِها، ويُتَّخَذُ منها مَنافعُ كثيرةٌ، وهي كلُّها مَنافعُ وخيرٌ وجَمالٌ، والمؤمنُ خيْرٌ كلُّه؛ مِن كَثرةِ طاعاتِه، ومَكارمِ أخلاقِه، ومُواظبتِه على عِبادتِه، وصَدَقتِه، وسائرِ الطَّاعات، فكأنَّ الخيرَ لا يَنقطِعُ منه، فهو دائمٌ كما تَدومُ أوراقُ النَّخلةِ فيها، ثمَّ الثَّمَرُ الكائنُ منها في أوقاتِه. وفي الحَديثِ: إلْقاءُ العالِمِ المسائلَ الخفيَّةَ على الطَّلبةِ؛ لِيَمتحِنَ أذهانَهم ويَختبِرَ أفْهامَهم. وفيه: إشارةٌ إلى أنَّ الإيمانَ لا يَتِمُّ إلَّا بثَلاثةِ أشياءَ: تَصديقٍ بالقلْبِ، وقَولٍ باللِّسانِ، وعَملٍ بالأبدانِ، كما أنَّ الشَّجرةَ لا تكونُ شَجرةً إلَّا بثَلاثةِ أشياءَ: عِرقٍ راسخٍ، وأصلٍ قائمٍ، وفَرْعٍ عالٍ. وفيه: الأدَبُ مع الأكابرِ والإخوانِ والأصحابِ، وحَياءُ الإنسانِ بحَضرتِهم، ما لم يُؤَدِّ إلى تَفويتِ مَصلحةٍ. وفيه: ما يدُلُّ على فِطنةِ عبدِ اللهِ بنِ عمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما. وفيه: فضْلُ النَّخلةِ، وشَبَهُها بالمُسلمِ.