95 – عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِىِّ — صلى الله عليه وسلم –
أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلاَثًا حَتَّى تُفْهَمَ عَنْهُ ، وَإِذَا أَتَى عَلَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلاَثًا .
طرفاه 94 ، 6244 — تحفة 500
95 – Передают со слов Анаса, да будет доволен им Аллах: «Когда Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, говорил что-нибудь (людям), он обычно повторял сказанное трижды, чтобы его (правильно) понимали, а когда приходил к кому-нибудь, то приветствовал (хозяев дома тоже) три раза[1]». См. также хадисы № 94 и 6244. Этот хадис передал аль-Бухари (95).

Также его приводят имам Ахмад (3/207, 214) и ат-Тирмизи (2723, 3640). См. также «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (4694).
________________________________
Имам ан-Навави сказал: «Возможно, в этом хадисе имеются в виду такие случаи, когда в доме, куда приходил Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, было много людей». См. «аль-Азкар» имама ан-Навави (638).
[1] Это делалось либо с целью предупреждения хозяев о том, что в дом пришёл гость, либо для того, чтобы приветствие услышали все присутствующие.
شرح الحديث
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما وَصَفَه اللهُ تعالَى بقولِه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128] ، ومِن ذلِك حِرْصُه على تَعليمِهم وتَفهيمِهم أُمورَ دِينِهم، وفي هذا الحديثِ يَروي أنسٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُكرِّرُ كَلامَه ثلاثًا إذا أرادَ المَوعظةَ؛ مِن أجلِ أنْ يَفهَمَه المخاطَبون ويَستوعِبوا معناهُ؛ لأنَّ التَّكرارَ أعوَنُ على الحفظِ، وبه يتَّضِحُ اللَّفظُ فيَنقطِعُ عنه المُحتمَلاتُ، وخاصَّةً إذا خشِيَ ألَّا يُفهَمَ كَلامُه، أو لا يُسمَعُ، أو إذا أرادَ الإبلاغَ في التَّعليمِ، أو الزَّجرِ في المَوعظةِ. وهذا مِن أُصولِ التَّربيةِ التعليميَّةِ في الإسلام؛ لأنَّ الثَّلاثةَ غايةُ ما يقَعُ به البيانُ والإعذارُ.وكذا كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا أتَى على قَومٍ سلَّمَ عليهم ثَلاثًا، ولعلَّ هذا كان هَدْيَه في السَّلامِ على الجمْعِ الكثيرِ الَّذين لا يَبلُغُهم سَلامٌ واحدٌ، أو هَدْيَه في إسماعِ السَّلام الثَّاني والثَّالثِ إنْ ظنَّ أنَّ الأوَّلَ لم يَحصُلْ به الإسماعُ، أو يكونُ إعادةُ السَّلامِ مُرادًا به الاستئذانُ إذا لم يَسمَعِ السَّلامَ الأوَّلَ ولم يُجِبْ، فأمَّا إذا مرَّ على مَجلسٍ فعَمَّهم بالسَّلامِ، أو أتى دارًا فسلَّمَ فأجابوا؛ فلا وَجْهَ للإعادةِ. ويَحتمِلُ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا أتَى على قَومٍ سلَّمَ تَسليمةَ الاستِئذانِ، وإذا دخَلَ سلَّمَ تَسليمةَ التَّحيَّةِ، ثُمَّ إذا قام مِنَ المجلسِ سلَّم تَسليمةَ الوداعِ، وهي في معنى الدُّعاءِ.
