1083 ( صحيح )
افْتَرَقَتِ اليَهُودُ على إحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَتَفَرَّقَتِ النَّصَارَى على اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَتَفَرَّقَتْ أمَّتِي على ثلاثٍ وسَبْعِينَ فِرْقَةً
( 4 ) عن أبي هريرة .
1083 — Сообщается, что Абу Хурайра, да будет доволен им Аллах, сказал:
«Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал: “Иудеи разделились на семьдесят одно течение, христиане разделились на семьдесят два течения, а эта моя община разделится на семьдесят три течения”». Этот хадис передали Ахмад (2/332), Абу Дауд (4596), ат-Тирмизи (2640), ан-Насаи[1], Ибн Маджах (3991), Ибн Хиббан (6247), аль-Аджурри в «аш-Шари’а» (стр. 25), Абу Я’ля (5910), аль-Хаким (1/6, 128), который сказал: «Достоверный хадис, соответствующий условиям Муслима».
Шейх аль-Албани назвал хадис достоверным. См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (1083), «ас-Сильсиля ас-сахиха» (203).
________________________________________________________
Имам аль-Багъави сказал: «И сообщил Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, о том, что разделится эта умма, и что появятся приверженцы страстей и нововведений, и указал на то, что спасение состоит в том, чтобы следовать его Сунне, да благословит его Аллах и приветствует, и Сунне сподвижников его». См. «Шарху-с-Сунна» (1/277).
[1] Имам ас-Суюты отнёс этот хадис к ан-Насаи, однако он его не приводит, на что указал в книге «Тахридж аль-Кашшаф» (4/63) хафиз аз-Зайля’и. См. «ас-Сильсиля ас-сахиха» (1/403).
—
شرح الحديث
الفِتنُ تكون سببًا في تَفرُّقِ النَّاسِ، وتَبديلِ دينِهم، وقد أمَر اللهُ عزَّ وجلَّ بالاعتصامِ بكتابِه وبسُنَّةِ نبيِّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ حتَّى يأمَنَ المسلِمُ مِن آثارِ تلك الفِتنِ.
وفي هذا الحديثِ يُحذِّرُنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مِن التَّفرُّقِ، ويَحُثُّنا على الثَّباتِ على الحقِّ الَّذي كان عليه هو وأصحابُه الكِرامُ، حيثُ يقولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: «افتَرقَتِ اليهودُ»، أي: في دِينِها وعَقائدِها «على إحدى وسَبعين فِرْقةً؛ فواحِدةٌ في الجنَّةِ»، وهي الفِرقةُ الَّتي اتَّبعَتِ الحقَّ الَّذي أنزَله اللهُ على نبيِّه موسى عليه السَّلام، ولم تُغيِّرْ ولم تُبدِّلْ أحكامَ التَّوراةِ، «وسَبْعون في النَّارِ»، أي: وباقي تِلك الفِرَقِ في النَّارِ جزاءً على ما ابتدعَتَه في دينِ اللهِ، ولم يأتِ بيانُ ما الَّذي قد ذهَبَت إليه كلُّ فِرقةٍ في شيءٍ مِن الأحاديثِ، كما لم يأتِ ذلك في فِرَقِ النَّصارى الَّذين أخبَر عنهم بقولِه: «وافتَرقَتِ النَّصارى على ثِنتَين وسَبعين فِرقةً؛ فإحْدى وسَبعون في النَّارِ، وواحدةٌ في الجنَّةِ»، زادتْ فِرقةً على مَن قبلَها كما زادَتِ الأمَّةُ على هذه بفِرْقةٍ، كما قال صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: «والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيَدِه»، يُقسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم باللهِ عزَّ وجلَّ؛ وذلك لأنَّ اللهَ هو الَّذي يَملِكُ الأنفُسَ، وكثيرًا ما كان يُقسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بهذا القسَمِ، «لتَفتَرِقنَّ أمَّتي على ثلاثٍ وسَبعين فِرقةً؛ واحدةٌ في الجنَّةِ، وثِنتانِ وسَبعون في النَّارِ»، أي: إنَّ تلك الفِرَقَ الَّتي ستَنشَأُ وتتَكوَّنُ في تِلك الأُمَّةِ هم مَنْ يُخالِفُ أهلَ الحقِّ في أصولِ التَّوحيدِ، وفي تقديرِ الخيرِ والشَّرِّ، وجَزاؤُهم بذلك النَّارُ، فقال الصَّحابةُ رَضِي اللهُ عَنهم: «مَن هم يا رسولَ اللهِ»؟ أي: مَن هي الفِرقةُ النَّاجيةُ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: «الجَماعةُ». وفي روايةِ التِّرمذيِّ مِن حَديثِ عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو رَضِي اللهُ عَنهما، قال: «ما أنا عليه وأصحابي»، أي: إنَّ الفِرْقةَ النَّاجيةَ بَيْن هؤلاءِ هم الجَماعةُ مِن أهلِ العِلْمِ والفقهِ، والمُجاهِدينَ في سَبيلِ اللهِ، والآمِرين بالمَعروفِ والنَّاهينَ عنِ المُنكرِ، الَّذين اجتَمَعوا على الاعتِصامِ بكِتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ، واتِّباعِ آثارِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ وسُنَّتِه، وابْتَعَدوا عن البِدَعِ والتَّحريفِ والتَّغييرِ.
وفي الحديثِ: علامَةُ مِن دلائلِ نُبوَّتِه الشَّريفةِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، حيث وقَعَ ما أخبَر به.
1218 — «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وتفرقت أمتي على ثلاث وسبعين فرقة عن أبي هريرة (صح) «.
(افترقت اليهود) في دينها وعقائدها (على إحدى وسبعين فرقة) ولم يأت بيان
ماذا ذهبت إليه كل فرقة في شيء من الأحاديث، كما لم يأت ذلك في فرق النصارى الذين أخبر عنهم بقوله (وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة) زادت فرقة على من قبلها كما زادت الأمة على هذه بفرقة كما قال (وتفرق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة [1/ 355] وفي رواية ابن ماجه (1) بعد ذكر فرق اليهود واحدة في الجنة وسبعون في النار وبعد فرق النصارى واحدة وسبعون في النار وواحدة في الجنة وبعد ذكر افتراق الأمة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة ذكره المصنف في الذيل وزاد في الكبير نسبه إلى الطبراني (2): «قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: الجماعة».
واعلم أن هذه الزيادة قد استشكلت وذلك لمنافاتها أحاديث تواترت معنى أن هذه الأمة أمة مرحومة وأنها خير الأمم فذهب البعض إلى أن المراد بالأمة أمة الدعوة لا أمة الإجابة وأن الناجية هي أمة الإجابة وهم من تبعه — صلى الله عليه وسلم -.
وتعقب بأنه خلاف إطلاق — صلى الله عليه وسلم — لأمته فإنه متى استعمل لم يأت إلا في أمة الإجابة، مثل: «أمتي أمة مرحومة، أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة» (3)، «أمتي أمة مباركة لا يدري أولها خير أم آخرها» (4). وبأنه لا يناسب قرانه عن أمتي اليهود والنصارى فإن المراد بهما أمة الإجابة لموسى وعيسى عليهما السلام ولأنه خلاف ما فهمه الناس فإن كل طائفة من طوائف الإِسلام اشتغلت بتعداد الفرق الإِسلامية وبأنه — صلى الله عليه وسلم — عبر بسين الاستقبال وفي رواية:
(1) أخرجه أبو داود (4597)، وابن ماجه (3992).
(2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 73) (8051).
(3) أخرجه أبو داود (4278) وأحمد (4/ 410) وقال الصدر المناوي في كشف المناهج والتنافيح (….): فيه نظر فإن في إسناده المسعودي عبد الرحمن بن عبد الله الهذلي استشهد به البخاري قال ابن حبان اختلط حديثه فاستحق الترك وقال العقيلي: فاضطرب حديثه.
(4) أخرجه ابن عساكر (26/ 286) مرسلاً من رواية عمرو بن عثمان.
«وستفترق» فهي دالة على أنه افتراق مستقبل ولا يريد إلا فرق أهل الإِسلام إذا افترق أمة الكفر ليس في الإخبار عنها فائدة، وقال ابن حزم: أن هذه الزيادة أعني قوله كلها هالكة زيادة باطلة موضوعة وإنما المعروف في الحديث: أنها تفترق إلى نيف وسبعين فرقة لا زيادة على هذا في نقل الميقات ذكره عنه السيد الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير رحمه الله وكنا سئلناه قديمًا عن هذا الإشكال وكتبنا رسالة في ذلك وبينا زوال الإشكال بوجوه أحدها: أنه لا يرد الإشكال إلا إذا كانت القضية دائمة ولا دليل على ذلك بل هي حينية بمعنى أن ثبوت الافتراق للأمة وهلاك من يهلك منها ثابت في حين من الأحيان وزمن من الأزمان كما يرشد إلى ذلك وجوه:
أحدها: قوله: «وستفترق» في رواية الدال على استقبال ذلك.
الثاني: قوله في حديث ابن عمرو عند الترمذي (1): «ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل» الحديث. وقد ذكر افتراقها وهو إخبار عن مستقبل.
الثالث: قوله في بعض رواياته: «ما أنا عليه وأصحابي» فإن أصحابه من مسمى أمته بلا خلاف وقد حكم عليهم بأنهم أمة واحدة وأنهم الناجون، وأن من كان على ما هم عليه فهو الناجي، فلو جعلنا القضية دائمة من زمن التكلم بها للزم أن تكون تلك الفرق في الصحابة وهلم جرا، والحديث نفسه صريح في خلاف ذلك فظهر أن الافتراق كائن في زمن من الأزمنة وحين من الأحيان ولا يبعد أنه في آخر الزمان الذي وردت الأحاديث بالإخبار عن فساده وفشو الباطل وجفاء الحق وأن القابض على دينه كالقابض على الجمر وأنه يصبح فيه الرجل
(1) أخرجه الترمذي (2641) وقال: حسن غريب وفي سنده عبد الرحمن بن زياد الأفريقي وهو ضعيف فتحسين الترمذي له لاعتضاده بأحاديث الباب وانظر تحفة الأحوذي (7/ 334).
مؤمنا ويمسى كافرًا وهو زمان غربة الدين وإذا كان كذلك لم يلزم أن يكون الهالكون أكثر من الناجين (4 عن أبي هريرة) (1) رمز المصنف لصحته.
(1) أخرجه أبو داود (4596) والترمذي (2640) وابن ماجه (3991) وعزوه للنسائي وهم كما قال الألباني في السلسلة الصحيحة (203). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1083).
poka chto ponyatnee budet etot hadis