26 (5) (صحيح) وَعَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:
« مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللهُ بِهِ ، وَمَنْ يُرَاءِ يُراءِ اللهُ بِهِ » .
رواه البخاري (6499) ، ومسلم (2987) .
« سمع » — بتشديد الميم ومعناه من أظهر عمله للناس رياء أظهر الله نيته الفاسدة في عمله يوم القيامة وفضحه على رؤوس الأشهاد .
26 – Сообщается, что Джундаб ибн ‘Абдуллах, да будет доволен им Аллах, сказал:
«Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, сказал: “Аллах опорочит того, кто будет рассказывать (людям о своих благих делах), и выставит напоказ того, кто будет (поклоняться Ему) напоказ другим”».[1] Этот хадис передали аль-Бухари (6499) и Муслим (2987).
Смысл этого в том, что того, кто совершает (благие) деяния напоказ перед людьми, в День воскрешения Аллах покажет его порочное намерение при совершении деяний и опозорит на виду у всех.
Хадис достоверный. См. «Сахих ат-Таргъиб ва-т-тархиб» (26), «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (6304).
[1] Иначе говоря, Аллах покажет всем истинные намерения тех людей, поклонение которых будет неискренним.
—
شرح الحديث
الجَزَاءُ مِن جِنْس العَمَلِ، وقد أُمِرْنَا بإخلاصِ الأعمالِ للهِ والبُعْدِ بها عَن الرِّياءِ والسُّمْعَةِ، وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَن يُسَمِّع»، أي: مَن أعلَن عيوبَ النَّاسِ وفضَحَهم ولم يَستُر عليهم بما أمرَه الله عَزَّ وجلَّ، «يُسَمِّع الله به»، أي: يفضَحُه اللهُ عزَّ وجلَّ، ويكشفُ سِتْرَه في الدُّنيا ويومَ القيامَةِ أمامَ الخَلائِق، ويُظهِر ما كان يُخفِيه عنهم، و»السُّمْعَةُ»: طلَبُ شهرةِ أمرٍ ما بين النَّاسِ، سواءٌ إظهارُ عمَلٍ صالحٍ لنفسه، فيطلُب مدْحَ النَّاسِ، أو بكشْفِ سِتْرِ غيرِه فيَطْلُب ذمَّ النَّاسِ لمن كشَف عنه سِتْرَه. «ومَن يُرَائِي»، أي: ومَن طلَب بعمَلِه غيرَ الإخلاصِ، وليتَحدَّثَ النَّاسُ به طلبًا للثَّنَاءِ والمدحِ، «يُرَائي اللهُ به»، و»الرِّياءُ»: تَرْكُ الإخلاصِ في الأقوالِ والأعمالِ؛ بأنْ يقولَ قولًا أو يعمَل عملًا لا يُريدُ به وجهَ اللهِ عزَّ وجلَّ، والمعنى: أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَجعَل ثَوابَ المرائِي وعَملَه للنَّاسِ ولا يُجازيه عليه.
وقيل: إنَّ السُّمْعَةَ والرِّياءَ متشابِهانِ، والفَرْقُ بينهما أنَّ السُّمْعَة تَتعلَّقُ بحاسَّةِ السَّمْعِ، والرِّياءُ يتعلَّقُ بحاسَّةِ البَصَرِ.
وهذا الجزاءُ المذكورُ هنا لِمَن سَمَّع أو رَاءَى مِن جِنْس عَملِه، حيثُ يُظهِرُ اللهُ سَرِيرَته وفَسادَ نيِّتَه أمامَ النَّاسِ في الدُّنيا أو في الآخِرَة، وربما يكونُ المرادُ أنَّ اللهَ يُشَهِّر عملَه في الدُّنيا ويُعرِّفه للنَّاس ثُم يُؤاخِذُه عليه في الآخِرة، كما قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} [الشورى: 20]
وفي الحَديث: التَّحذِيرُ مِن طلَبِ الرِّياءِ والسُّمْعَةِ في الأعمالِ، مع التوجِيهِ إلى إخْلاصِ النِّيَّةِ لله وحْدَه.( )