104 – ( 975 ) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
– كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْمَقَابِرِ، فَكَانَ قَائِلُهُمْ يَقُولُ — فِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ -: « السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ، — وَفِي رِوَايَةِ زُهَيْرٍ -: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا، إِنْ شَاءَ اللهُ لَلَاحِقُونَ، أَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ ».
– Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, учил их, (что им следует говорить,) когда они будут приходить на могилы, и тот из них, (кто) произносил (эту мольбу,) говорил – по версии Абу Бакра (ибн Аби Шейбы): «Мир тем, кто лежит здесь!/Ас-саляму ‘аля ахли-д-дияр/»
А по версии Зухайра (ибн Харба):
«Мир вам, о лежащие здесь верующие и мусульмане! Поистине, если будет угодно Аллаху, мы присоединимся (к вам), прошу Аллаха об избавлении[1] для нас и для вас!» /Ас-саляму ‘алейкум, ахля-д-дияри мина-ль-муъминина ва-ль-муслимина! Ва инна ин шаа-Ллаху ля-ляхыкъуна, асъалю-Ллаха ляна ва лякум аль-‘афията!/ Этот хадис передали Ахмад (5/353, 359), Муслим (975), ан-Насаи в «аль-Муджтаба» (4/94) и «‘Амаль аль-йаум ва-л-лейля» (1091), Ибн Маджах (1547), Ибн Хиббан (3173), Ибн Аби Шейба (3/340), аль-Байхакъи в «Сунан аль-Кубра» (4/79) и «аль-Асмау ва-с-сыфат» (стр. 166), Абу Бакр аль-Халлял в «ас-Сунна» (1080), Ибн ас-Сунни в «‘Амаль аль-йаум ва-л-лейля» (589), аль-Багъави (1555).
[1] То есть, прошу Аллаха, чтобы он стёр наши и ваши грехи. См. «аль-Бахр аль-мухит» аль-Итьюби (18/626).
شرح الحديث
تَحكي عائشةُ رضِي اللهُ عنها: لَمَّا كانت ليلتُها الَّتي كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيها عندها، انقلَب، أي: انصرَف، فوضَع رِداءَه، وخلَع نعليه، أي: أخرَجهما ووضَعهما عند رِجْليه، وبسَط طرَفَ إزارِه على فراشِه، فاضطجَع، أي: استلقى، فلم يلبَثْ إلَّا ريثما ظنَّ، أي: قَدْرَ ما ظنَّ، أنْ قد رقَدْتُ، أي: نِمْتُ، فأخَذ رداءَه «رُوَيدًا»، أي: بلُطفٍ، حتَّى لا أنتبهَ، وانتعَل رُوَيدًا، أي: لَبِس النَّعلين، وفتَح البابَ فخرج، ثمَّ «أجافه»، أي: أغلَقه رُويدًا، فجعَلتُ دِرعي في رأسي، أي: لَبِسْتُ قميصي مِن جهةِ الرَّأسِ، واختمَرْتُ، أي: تغطَّيْتُ بالخِمارِ، وتقنَّعْتُ إزاري، أي: لَبِسْتُه، ثمَّ انطلَقْتُ على إثرِه، حتَّى جاء البَقيعَ، فقام فأطال القيامَ، ثمَّ رفَع يديه ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ انحرَف فانحرَفْتُ، أي: انصرَف فانصرَفْتُ، فأسرَع فأسرَعْتُ، «فهَرْوَل»، أي: جرى جَريًا فوق المشيِ وأقلَّ مِن العَدْوِ، فهَرْوَلْتُ، «فأحضَر»، أي: عدَا عَدْوًا وهو فوق الجريِ، فأحضَرْتُ، فسبَقْتُه، فدخلتُ إلى البيت، فليس إلَّا أنِ اضطجَعْتُ، فدخَل، فقال: «ما لكِ يا عائشُ؟! حَشْيَا» وهو التَّهيُّجُ الَّذي يعرِضُ للمُسرعِ في مَشيِه والمُحتَدِّ في كلامِه مِن ارتفاعِ النَّفَسِ وتواترِه، «رابِيَةً»، أي: مرتفعةَ البطنِ! قلتُ: لا شيءَ، قال: «لتُخبِرِيني أو ليُخبِرَنِّي اللَّطيفُ الخبيرُ»، قالت: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، بأبي أنت وأمِّي! فأخبرتُه، قال: فأنتِ «السَّوادُ» أي: الشَّخصُ الَّذي رأيتُ أمامي؟ «قلتُ: نَعم، «فلَهَدَني»-بالدَّالِ المهمَلَة، ورُوي فلَهَزني بالزاي، وهُما مُتقاربانِ-، أي: دفَعني بشدَّةٍ، أو ضرَبني بجُمْعِ كفِّه في صدْري، لَهْدَةً أوجعَتْني، أي: آلَمَتْني، ثمَّ قال: «أظنَنْتِ أن يَحيفَ اللهُ عليك ورسولُه؟ أي: يظلِمَك اللهُ ورسولُه»، فقلتُ: مهما يكتُمِ النَّاسُ يعلَمْه اللهُ، وكأنَّها لَمَّا قالت: مهما يكتُمِ النَّاسُ يعلَمْه اللهُ، صدَّقَتْ نفسَها فقالت: نَعم، نَعم، قال: «فإنَّ جِبريلَ أتاني حين رأيتِ، فناداني، فأخفاه منكِ، فأجَبْتُه، فأخفيتُه منكِ، ولم يكُنْ يدخلُ عليكِ وقد وضعتِ ثيابَكِ، وظننتُ أنْ قد رقَدْتِ، أي: نِمْتِ، فكرِهتُ أن أُوقظَك، وخشِيتُ أن تستوحشي، أي: تشعُري بالوحشةِ إن ترَكْتُكِ بمفردِك، فقال: إنَّ ربَّك يأمُرُك أن تأتيَ أهلَ البَقيعِ، وهي مقبرةٌ بالمدينةِ، فتستغفرَ لهم، فسألَتْ عائشةُ رضِي اللهُ عنها: كيف أقولُ لهم يا رسولَ الله؟ قال: قولي: السَّلامُ على أهلِ الدِّيارِ مِن المؤمنين والمُسلمين، ويرحَمُ اللهُ المُستقدِمين، أي: الَّذين تقدَّموا علينا بالموتِ، منَّا- مَعْشرَ المؤمنين- والمُستأخرين، أي: المُتأخِّرين في الموتِ، وإنَّا، إنْ شاء اللهُ، بكم لَلَاحِقون».
في الحديثِ: إطالةُ الدُّعاءِ وتَكرارُه.
وفيه: رفعُ اليدينِ في الدُّعاءِ.
وفيه: أنَّ دعاءَ القائمِ أكملُ مِن دُعاءِ الجالسِ في القبور.
وفيه: رِفقُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ورحمتُه.
وفيه: ما يُقالُ عند دخولِ القبورِ.
وفيه: أنَّ السَّلامَ على الموتى كالسَّلامِ على الأحياءِ