794 – حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِىُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:
« إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَالْكَبِيرَ وَإِذَا صَلَّى لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ ».
قال الشيخ الألباني : صحيح
794 – Передают со слов Абу Хурайры (да будет доволен им Аллах) о том, что Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«Когда кто-нибудь из вас станет проводить молитву с людьми,[1] пусть облегчает (её),[2] ибо, поистине, среди них (может оказаться) слабый,[3] больной и старый, а когда будет молиться один, пусть удлиняет (молитву), как пожелает».[4]
Шейх аль-Албани сказал: «Достоверный хадис/сахих/».[5]
Иснад этого хадиса достоверный в соответствии с условиями аль-Бухари и Муслима. Они и Абу ‘Авана передали его в своих «Сахихах», а ат-Тирмизи назвал его достоверным. См. «Сахих Аби Дауд» (3/379).
[1] То есть, в качестве имама у них. См. «‘Аун аль-Ма’буд» (3/8).
[2] То есть делает её по короче, читая короткие суры Корана. Прим. пер.
[3] То есть, хилый и немощный по природе. См. «‘Аун аль-Ма’буд» (3/9).
[4]Также этот хадис передали Малик (301), Ахмад (2/486), аль-Бухари (703), Муслим (467), Абу ‘Авана (2/88), ат-Тирмизи (236), ан-Насаи (2/94), Ибн Хиббан (1760), аль-Байхакъи (3/117).
[5] См. «Сахих Аби Дауд» (759), «Сахих ан-Насаи» (822), «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (658), «Ирвауль-гъалиль» (512), «Тахкъикъ Рияду-с-салихин» (233).
شرح الحديث
يُوصِي النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم الأئمةَ بأنْ يُراعوا حالَ المصلِّين في الصَّلاة، فيقول لهم: إذا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ، أي: إمامًا بهم، فَلْيُخَفِّفْ، يعني: في القِراءة والرُّكوع والسُّجود، وعِلَّةُ الأَمرِ بالتَّخفيفِ أنَّ منهم الضَّعيفَ في بدنه، والسَّقيمَ وهو المريض، والكبيرَ في السنِّ، وغيرهم، وهؤلاء لا يتحمَّلون التطويل، ثم يقول النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: وإذا صَلَّى أحَدُكُم لنَفْسِه، أي: منفردًا، فَلْيُطَوِّلْ ما شاءَ؛ لأنَّه يَعرِف طاقةَ نفْسِه، وقادرٌ على التَّخفيفِ إنْ عرَض له تعبٌ أو غيرُه، بخلافِ المأمومين، فإنَّهم مَحبوسُون على الإمامِ حتَّى يفرُغَ.
وفي الحديث: بيانُ مُراعاةِ الشَّرعِ لأحوالِ الناسِ وطاقاتِهم في العِباداتِ، وأنَّ الإسلامَ دِينُ يُسرٍ..
[العظيم آبادي، شرف الحق]
وَالسَّقِيمَ) الْمُرَادُ بِالضَّعِيفِ هُنَا ضَعِيفُ الْخِلْقَةِ وَبِالسَّقِيمِ مَنْ بِهِ مَرَضٌ (وَالْكَبِيرَ) أَيْ فِي السِّنِّ وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ وَالصَّغِيرَ وَالْكَبِيرَ وَزَادَ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ وَالْحَامِلَ وَالْمُرْضِعَ وَلَهُ مِنْ حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَالْعَابِرَ السَّبِيلِ وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ الْآتِي وَذَا الْحَاجَةِ هِيَ أَشْمَلُ الْأَوْصَافِ الْمَذْكُورَةِ (فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ) وَلِمُسْلِمٍ فَلْيُصَلِّ كَيْفَ شَاءَ أَيْ مُخَفِّفًا وَمُطَوِّلًا
قَالَ الْحَافِظُ وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى جَوَازِ إِطَالَةِ الْقِرَاءَةِ وَلَوْ خَرَجَ الْوَقْتُ وَهُوَ الْمُصَحَّحُ عِنْدَ بَعْضِ أَصْحَابِنَا
وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّهُ يُعَارِضُهُ عُمُومُ قَوْلِهِ فِي حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ إِنَّمَا التَّفْرِيطُ أَنْ يُؤَخِّرَ الصَّلَاةَ حَتَّى يَدْخُلَ وَقْتُ الْأُخْرَى أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
وَإِذَا تَعَارَضَتْ مَصْلَحَةُ الْمُبَالَغَةِ فِي الْكَمَالِ بِالتَّطْوِيلِ وَمَفْسَدَةُ إِيقَاعِ الصَّلَاةِ فِي غَيْرِ وَقْتِهَا كَانَتْ مُرَاعَاةُ تَرْكِ الْمَفْسَدَةِ أَوْلَى وَاسْتُدِلَّ بِعُمُومِهِ أَيْضًا عَلَى جَوَازِ تَطْوِيلِ الِاعْتِدَالِ وَالْجُلُوسِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ
انْتَهَى قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ
كتاب شرح سنن أبي داود للعباد
[عبد المحسن العباد]
[شرح حديث (إذا صلى أحدكم للناس فليخفف)]
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا القعنبي عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا صلى أحدكم للناس فليخفف؛ فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير، وإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء)].
أورد أبو داود رحمه الله تعالى حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [(إذا صلى أحدكم للناس فليخفف)].
ومعنى قوله: [(للناس)] أي: بالناس، بأن يكون إماماً لهم.
فليخفف في صلاته ولا يطل الصلاة، وقوله: [(فإن فيهم)] هذا هو التعليل، فالسبب في الأمر بالتخفيف هو أن في الناس من يكون كبيراً ومن يكون ضعيفاً ومن يكون صاحب حاجة، وهذا عام، وهذه الحاجة مثل قصة الرجل الذي له كان نواضح وجاء وصلى مع معاذ ثم انفصل عنه وأتم صلاته.
وقوله: [(وإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء)] لأن الأمر يرجع إليه، ولا يترتب عليه مشقة على أحد، وهو الذي يعرف قدرته وعدم قدرته، لكن بالنسبة لغيره قد يحصل له المضرة من حيث لا يشعر هو بأن هناك مضرة في هذا التطويل.
[تراجم رجال إسناد حديث (إذا صلى أحدكم للناس فليخفف)]
قوله: [حدثنا القعنبي].
هو عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجة.
[عن مالك].
هو مالك بن أنس، إمام دار الهجرة المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة المشهورة من مذاهب أهل السنة، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي الزناد].
هو عبد الله بن ذكوان لقبه أبو الزناد، وكنيته أبو عبد الرحمن، ولقب بصيغة الكنية، وهو مشهور بذلك، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن الأعرج].
هو عبد الرحمن بن هرمز المدني، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو مشهور بلقبه الأعرج.
[عن أبي هريرة].
هو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عبد الرحمن بن صخر الدوسي، وهو أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.