طَلَبْتُ النَّبِىَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ فَجَلَسْتُ فَإِذَا نَفَرٌ هُوَ فِيهِمْ وَلاَ أَعْرِفُهُ وَهُوَ يُصْلِحُ بَيْنَهُمْ فَلَمَّا فَرَغَ قَامَ مَعَهُ بَعْضُهُمْ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُلْتُ: عَلَيْكَ السَّلاَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْكَ السَّلاَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْكَ السَّلاَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: « إِنَّ عَلَيْكَ السَّلاَمُ تَحِيَّةُ الْمَيِّتِ إِنَّ عَلَيْكَ السَّلاَمُ تَحِيَّةُ الْمَيِّتِ ». ثَلاَثًا ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَىَّ فَقَالَ: « إِذَا لَقِىَ الرَّجُلُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَلْيَقُلِ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ». ثُمَّ رَدَّ عَلَىَّ النَّبِىُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- قَالَ: « وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ».
قَالَ أَبُو عِيسَى: وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو غِفَارٍ عَنْ أَبِى تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِىِّ عَنْ أَبِى جُرَىٍّ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ الْهُجَيْمِىِّ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِىَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَأَبُو تَمِيمَةَ اسْمُهُ طَرِيفُ بْنُ مُجَالِدٍ.
قال الشيخ الألباني : صحيح
2721 – Передают со слов Абу Тамимы аль-Худжайми о том, что некий человек из его племени сказал:
– (Однажды) я стал искать Пророка, да благословит его Аллах и приветствует, но не смог его найти и сел. И когда (я увидел его), он находился среди группы людей, которых он примирял, но я (тогда ещё) не знал его. Когда он закончил, некоторые из них встали вместе с ним и сказали: «О Посланник Аллаха». И когда я увидел это, то сказал: «Тебе мир, о Посланник Аллаха! Тебе мир, о Посланник Аллаха! Тебе мир, о Посланник Аллаха!/‘Алейка-с-салям йа расулю-Ллах! ‘Алейка-с-салям йа расулю-Ллах! ‘Алейка-с-салям йа расулю-Ллах!» (Пророк, да благословит его Аллах и приветствует,) сказал: «Поистине, (словами) “Тебе мир” приветствуют покойных!», повторив это трижды, после чего он повернулся ко мне и сказал: «Если человек встретит своего брата-мусульманина, пусть говорит: “Ас-Саляму ‘алейкум ва рахмату-Ллах!”», после чего Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, ответил мне, сказав: «И тебе милость Аллаха! И тебе милость Аллаха! И тебе милость Аллаха!/Ва ‘алейка ва рахматуЛлах! Ва ‘алейка ва рахматуЛлах! Ва ‘алейка ва рахматуЛлах!»
Абу ‘Иса (ат-Тирмизи) сказал: «Также этот хадис передал Абу Гъифар от Абу Тамимы аль-Худжайми, (передавшего) от Абу Джураййа Джабира ибн Сулейма аль-Худжайми, который сказал: “(Однажды) я пришёл к Пророку (мир ему и благословение Аллаха)…”, и он упомянул этот хадис. А имя Аби Тамима — Тариф ибн Муджалид». Этот хадис передал ат-Тирмизи (2721).
Также его приводит Ибн ас-Сунни в «‘Амаль аль-йаум ва-л-лейля» (233).
Первую часть этого хадиса передали также имам Ахмад (3/482) и Абу Дауд (5209).
Шейх аль-Албани назвал хадис достоверным. См. «Сахих ат-Тирмизи» (2721), «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (790), «ас-Сильсиля ас-сахиха» (1403).
كتاب حاشية السندي على سنن الترمذي
قوله: «عَلَيْكَ … » إلخ، كأنَّه كان مشتَاقًا إليه فقدَّم ذكرَه لكن لمَّا كان تقدِيمُ السَّلام بِنِيَّةِ التأنُّس بخلاف تقديم «عَلَيْكَ»، بل قد يُفيِد التَّوحُش؛ لأنَّ «عَلَى» تَجِيءُ للضَّرَر كثيرًا، لا يناسبُ الأحياء به بخلافِ الأمْوَات فإنَّهم لا يَلْحَقُهم الوَحْشةُ، فلو قُدِّمَ «عَلَيْكَ» معهم لكانَ صحيحًا مفيدًا للمطلوب من غير ضَرَرٍ، ولعلَّ هذا معنى تَحِيَّةِ الموتى. والله تعالى أعلم.
أفضل صيغ إلقاء السلام ورده
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أسأل عن طريقة السلام، ورد السلام، كما ورد عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهل ورد هذا الرد: » وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته «؟ . وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولاً:
للمسلم أن يقتصر في إلقاء السلام على قول: (السلام عليكم) وإن زاد: (ورحمة الله) فهو أفضل، وإن زاد على ذلك: (وبركاته) فهو أفضل وأكثر خيراً.
وللمُسَلَّم عليه أن يقتصر في رد السلام بالمثل، وإذا زاد فهو أفضل، لقول الله تعالى: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) النساء/٨٦.
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أن عُمَرَ رضي الله عنهم أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ [غرفة مرتفعة] فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، أَيَدْخُلُ عُمَرُ؟ رواه أبو داود (٥٢٠٣) وصححه الألباني في » صحيح أبي داود «.
وروى الترمذي (٢٧٢١) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا لقي الرجل أخاه المسلم فليقل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) والحديث صححه الألباني في «صحيح الترمذي».
وعن عمران بن الحصين رضي الله عنهما، أنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: السلام عليكم، فردَّ عليه، ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (عَشْرٌ) [يعني عشر حسنات] ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فردَّ عليه فجلس، فقال: (عِشْرُونَ) ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه فجلس، فقال: (ثَلَاثُونَ) . رواه أبو داود (٥١٩٥) والترمذي (٢٦٨٩) ، وقال: حديث حسن، وصححه الألباني في «صحيح الترمذي».
وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هَذَا جِبْريلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامُ) قالت: قلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته. رواه البخاري (٣٠٤٥) .
قال النووي — في باب كيفية السلام -:
يستحب أن يقول المبتدئ بالسلام: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته»، فيأتي بضمير الجمع، وإن كان المسلَّم عليه واحداً.
ويقول المجيب: «وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته»، فيأتي بواو العطف في قوله: «وعليكم».
«رياض الصالحين» (ص ٤٤٦) .
وأما زيادة «ومغفرته»: فقد جاءت في بعض الأحاديث، في إلقاء السلام، وفي رده، غير أنها لا تصح، ومن هذه الأحاديث الواردة في ذلك:
١- عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم … بمعنى حديث عمران المتقدم وفيه زيادة: أن رجلاً رابعاً دخل فقال: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أَرْبَعُون. ثم قال: هكذا تكون الفضائل) رواه أبو داود (٥١٩٦) وقد ضَعَّفَ هذا الحديث بزيادة «ومغفرته»: ابن العربي المالكي، والنووي، وابن القيم، وابن حجر، والألباني، رحمهم الله.
قال ابن القيم رحمه الله:
«ولا يثبت هذا الحديثُ؛ فإن له ثلاث علل:
إحداها: أنه من رواية أبى مرحوم عبد الرحيم بن ميمون، ولا يُحتج به.
الثانية: أن فيه أيضاً سهلَ بن معاذ، وهو أيضا كذلك.
الثالثة: أن سعيد بن أبى مريم أحدَ رواته لم يجزم بالرواية، بل قال: أظنُّ أنى سمعتُ نافع بن يزيد» انتهى.
«زاد المعاد في هدي خير العباد» (٢/٤١٧، ٤١٨) .
وانظر «السلسلة الضعيفة» (٥٤٣٣) .
٢- وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رجل يمُر بالنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: السَّلامُ عَلَيْكَ يا رسول الله، فيقولُ له النبيُّ صَلى الله عَليه وسلم: (وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه وَمَغْفِرَتُه وَرضْوَانُه) فقيل له: يا رسول الله، تُسَلِّم على هذا سلاماً ما تُسلِّمه على أحدٍ من أصحابك؟ فقال: (ومَا يَمْنَعُني مِنْ ذلِكَ وَهُوَ يَنْصَرِفُ بِأَجْرِ بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً) ، وكَانَ يَرْعَى عَلَى أصْحَابِهِ. رواه ابن السنِّي في «عمل اليوم والليلة» (٢٣٥) . وهو حديث ضعيف جدّاً، ضَعَّفَه ابن القيم في «زاد المعاد» (٢/٤١٨) ، وضعفه الحافظ ابن حجر بقوله:
وأخرج ابن السني في كتابه بسند واهٍ من حديث أنس قال: كان رجل يمرُّ … .
«فتح الباري» (١١/٦) .
٣- وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: (كنَّا إذا سلّم النبي صلى الله عليه وسلم علينا قُلنا: (وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته) رواه البيهقي في » شُعَب الإيمان » (٦ / ٤٥٦) ، وضعفه بقوله: وهذا إن صحَّ قلنا به، غير أن في إسناده إلى شعبة من لا يحتج به.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
«وأخرج البيهقي في » الشعب » بسند ضعيف أيضاً من حديث زيد بن أرقم … فذكره» انتهى.
«فتح الباري» (١١/٦) .
وعلى هذا، فأكمل صيغة ثبتت في إلقاء السلام: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) ، وأفضل صيغة في الرد: (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته) .
والله أعلم
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب