1378 ( صحيح )
أُمِرْت بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ القُرَى يَقُولونَ يَثْرِبُ وَهِيَ المَدِينَةُ تَنْفِي النَّاسَ كَمَا يَنْفي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيد
( ق ) عن أبي هريرة .
1378 – Сообщается, что Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал:
«Мне было велено (перебраться в) селение, который поглотит[1] (другие) города и который именуют Ясрибом, и это − Медина, отвергающая (дурных) людей подобно кузнечному меху, что выдувает окалину из железа». Этот хадис передали Малик (1571), Ахмад (2/237, 247, 384), аль-Бухари (1871), Муслим (1382), ат-Тахави в «Мушкиль аль-асар» (2/232-233), аль-Хатыб аль-Багъдади в «Факъих валь-мутафакъих» (2/62), Абу Я’ля в своём «Муснаде» (6374) со слов Абу Хурайры, да будет доволен им Аллах.
Хадис достоверный. См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (1378), «ас-Сильсиля ас-сахиха» (274).
[1] То есть завоюет. См. «Мухтасар Сахих аль-Бухари» (стр. 333).
شرح الحديث
أُمِر رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم بالهجرةِ مِن مكَّةَ إلى المدينةِ، فذكَر ذلك، مُبيِّنًا وصْفَ المدينةِ، وهو أنَّها قريةٌ تأكُلُ القُرَى، بمعنى: أنَّ منها انطلاقَ الجيوشِ الَّتي تفتَحُ القُرَى، أو أنَّ أكلَها وطعامَ أهلِها مِن عائدِ غَزْوِ القُرَى، وذكَر صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ بعضَ النَّاسِ- وقيل: المنافقين- يُسمُّونها: يَثْرِبَ، وكأنَّه كرِهَ هذا الاسمَ، فذكَر أنَّ الاسمَ المُحبَّبَ لها هو المدينةُ، أو ما ورَد في غيرِ هذا الحديثِ: طَيْبَةُ، وطَابَةُ، ونحو ذلك.
وقيل: إنَّ كراهةَ اسمِ يَثْرِبَ؛ لأنَّه مِن التَّثريبِ، وهو: المُؤاخَذةُ والعقابُ، ولأنَّه الاسمُ الَّذي كان في الجاهليَّةِ، وكان مِن عادتِه صلَّى الله عليه وسلَّم تغييرُ الاسمِ القبيحِ.
ثمَّ ذكَر أنَّها تُخرِجُ عنها شِرارَ النَّاسِ، فلا يتحمَّلونَ المُقامَ بها، وإنَّما يتحمَّلُ المُقامَ بها المؤمِنونَ الصَّالحون، فقيل: إنَّ المرادَ هنا بعضُ مَن كان في عهدِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مِن المُنافِقينَ، وإلَّا فبعدَ عهدِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قد خرَج منها عديدٌ مِن الصَّالحينَ والأفاضلِ، وبقِي فيها بعضُ الطَّالحينَ والفاسدين، وقيل: إنَّ المرادَ بذلك: إخراجُ المُنافقين منها عند ظهورِ المسيحِ الدَّجَّالِ؛ كما في الحديثِ الآخَرِ: (لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تنفِيَ المدينةُ شِرارَها، كما يَنفي الكِيرُ خَبَثَ الحديدِ)، والكِيرُ هو الجِلدُ الَّذي ينفُخُ به الحدَّادُ على النَّارِ، وقال أكثرُ أهلِ اللُّغةِ: هو دارُ الحدَّادِ نفسِه، فبهذا الكِيرِ تكونُ تنقيةُ الحديدِ مِن وسَخِه بالنَّارِ.