5356 – حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِى اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ مُسَافِرٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ — صلى الله عليه وسلم – قَالَ:
« خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ » .
أطرافه 1426 ، 1427 ، 1428 ، 5355 — تحفة 13187
«Лучшей милостыней является та, которая подаётся от достатка, и начинай расходовать с тех, кого ты (обязан) содержать». См. также хадисы №№ 1426, 1427, 1428 и 5355. Этот хадис передал аль-Бухари (5356).
Также этот хадис передали Ахмад (2/278, 402, 476, 524, 527), Абу Дауд (1676), ан-Насаи (5/62, 69), Ибн Хиббан (4243). См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (3281), «Сахих ан-Насаи» (2533, 2543).
شرح الحديث
جاءتْ شرائعُ الإسلامِ كلُّها وسَطًا بين الإفراطِ والتَّفريطِ، ومنها الصَّدقةُ؛ فَأفضلُ الصَّدقةِ- كما يُخبرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الحديثِ- ما تَركَ غِنًى، يَعني: ما أخرجَه الإنسانُ مِن مالِه بعدَ أنْ يَستبقيَ منه قدْرَ الكفايةِ، وقدْرَ ما يُغنيهِ هو ومَن يَعولُه بِحيثُ لا يَصيرُ المتصدِّقُ محتاجًا بعد صدقتِه إلى أحدٍ، ولفضلِ الصَّدقةِ كانتِ اليدُ العليا، أي: المتصدِّقةُ خيرًا مِنَ اليدِ السُّفلَى، أي: الآخذِةِ لِلصَّدقةِ، ثُمَّ أمَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المتصدِّقَ أنْ يبدأَ بصدقتِه على مَن يعولُه، وإنَّما أمرَهم أنْ يَبدؤوا بِأهليهم؛ خَشيةَ أنْ يظنُّوا أنَّ النَّفقةَ على الأهلِ لا أجرَ لهم فيها، فعرَّفَهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّها لهم صَدقةٌ؛ حتَّى لا يُخرجوها إلى غيرهم إلَّا بعدَ أنْ يَضمَنوا كفايةَ مَن يعولونَهم، ثُمَّ بيَّنَ أبو هريرةَ رضِي اللهُ عنه المقصودَ بمَن يعولُ، فقال: تقولُ المرأةُ: إمَّا أنْ تُطعمَني، وإمَّا أنْ تُطلِّقَني، ويقولُ العبدُ: أَطعِمْني واستْعمِلني، ويقولُ الابنُ: أَطعمْني إلى أنْ تَدَعَني، يعني: أنَّ كلَّ واحدٍ مِن هؤلاءِ ممَّنْ يَعولُه الرَّجلُ يَجِبُ عليه أنْ يُوفِّر احتياجاتِه مِنَ النَّفقةِ، وقد ظَنَّ السَّامعونَ أنَّ هذا التفسيرَ مِن كلامِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فسألوا أبا هَريرةَ رضِي اللهُ عنه فقالَ لهم: هذا مِن كِيسِ أبي هُريرةَ، يعني مِن عِندِه.