5734 – حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا حَبَّانُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِى الْفُرَاتِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ — صلى الله عليه وسلم — أَنَّهَا أَخْبَرَتْنَا
أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ — صلى الله عليه وسلم — عَنِ الطَّاعُونِ فَأَخْبَرَهَا نَبِىُّ اللَّهِ — صلى الله عليه وسلم — « أَنَّهُ كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ، فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيَمْكُثُ فِى بَلَدِهِ صَابِرًا ، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَهُ إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ، إِلاَّ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ » .
تَابَعَهُ النَّضْرُ عَنْ دَاوُدَ .
طرفاه 3474 ، 6619 — تحفة 17685 — 170/7
что (чума) была мучением, которое Аллах насылает на кого пожелает, и Аллах сделал её милостью для верующих, (и поэтому,) любой раб (Аллаха-мусульманин), который останется в своём городе, если там разразится чума, проявляя терпение, зная, что не постигнет его ничто, кроме того, что предопределил ему Аллах, обязательно получит такую же награду, как мученик/шахид/. См. также хадисы №№ 3474 и 6619. Этот хадис передал аль-Бухари (5734).
Также этот хадис передали Ахмад (6/64, 154, 251), ан-Насаи в «Сунан аль-Кубра» (7527), Исхакъ ибн Рахавайх (1353, 1761), Ибн ‘Абдуль-Барр в «ат-Тамхид» (19/206), аль-Багъави в «Шарху-с-Сунна» (1442). См. «Сахих аль-Джами’ ас-сагъир» (3949).
شرح الحديث
جعَل اللهُ سبحانه وتعالى أمْرَ المؤمنِ كلَّه له خيرًا، في السَّراءِ والضَّراءِ؛ فشُكْرُه في السَّرَّاءِ يوجِبُ له الأجرَ على شُكرِ النِّعمةِ، وصَبْرُه في الضَّرَّاءِ يوجِبُ له الأجرَ على الصَّبرِ على البلاءِ؛ فإنَّ الطَّاعونَ — كما أخبر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الحديثِ، وهو المَرَضُ المُهلِكُ — إنَّما يكونُ عذابًا إذا وقَع على الكافرينَ، ويكونُ رحمةً إذا وقَع بالمؤمِنِ؛ لأنَّه إذا وقَع في بلدٍ هو فيه فصَبَرَ محتسِبًا للهِ تعالى، وهو يعلَمُ أنَّه لا يُصيبُه إلَّا ما كتَبه اللهُ عليه، فمات به، فإنَّه يكونُ له مِثلُ أجرِ الشَّهيدِ، وقد بيَّن صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في رواياتٍ أُخرى أنَّ مَن مات مِن هذا الدَّاءِ يكونُ شهيدًا، وقد نهى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنِ الخروجِ مِن البلدِ الَّذي يقَعُ فيه الطَّاعونُ، وعنِ الدُّخولِ إليه، فقال: «إذا سمِعْتُم به بأرضٍ فلا تَقدَمُوا عليه، وإذا وقَع بأرضٍ وأنتم بها فلا تخرُجوا فِرارًا منه».
ومعنى قوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «يعلَمُ أنَّه لا يُصيبُه إلَّا ما كتَب اللهُ له»، أي: يظَلُّ داخِلَ البلدِ الَّذي وقَع فيه الطَّاعونُ، ولا يخرُجُ منه؛ ظنًّا منه أنَّ خروجَه يُنجيه مِن قَدَرِ اللهِ المكتوبِ عليه، إلَّا كان له مِثلُ أجرِ شهيدٍ.
وفي الحديثِ: بيانُ عنايةِ اللهِ تعالى بهذه الأمَّةِ؛ حيثُ جعَل ما عُدَّ عذابًا لغيرِهم رحمةً لهم.